قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، إن ما شجع اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العدوان، هو ما تلقاه من أسلحة ودعم مالي طوال ثلاث سنوات.
وأضاف السراج، خلال استضافته بـ”منتدى كونكورديا الدولي” في نيويورك الإثنين، إن ذلك الدعم جعل حفتر “يتوهم أن بمقدوره اجتياح طرابلس خلال 48 ساعة”، حسب بيان نشره مكتبه الإعلامي الثلاثاء.
وذكر أن ليبيا كانت تستعد بتفاؤل لعقد المؤتمر الجامع، مشيرًا أن حفتر قرر الاعتداء على العاصمة طرابلس، أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى البلاد، دون مبرر سوى محاولة نسف العملية السياسية.
وأوضح: “حاولنا استيعاب حفتر في العملية السياسية، حيث عقدنا معه ستة اجتماعات، وتم التفاهم في آخر اجتماع في أبوظبي على عقد المؤتمر الوطني”.
واستدرك قائلًا: “اتضح بعد أيام من اللقاء أنه (حفتر) كان مخادعاً طوال الوقت، ينتظر الفرصة لينقض على الحكم، ولم تكن مشاركته سوى محاولة لكسب الوقت”.
وكان من المقرر انعقاد ملتقى وطني جامع في أبريل/نيسان الماضي، بمدينة “غدامس”، لمحاولة حل الأزمة الليبية، ولكن قبل الملتقى بـ 10 أيام أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، نسفت فرص عقد المؤتمر.
وتابع السراج: “العدوان يقترب من الشهر السادس، وفقد الليبيون حوالي ثلاثة آلاف مواطن، وجُرح الآلاف، وشُرد مئات الآلاف من النازحين، علاوةً على الأضرار التي أصابت البنى التحتية والمرافق العامة ومن ضمنها المطار الوحيد المتاح لسكان العاصمة”.
وجدد رئيس المجلس الرئاسي للحكومة المعترف بها دوليًا، في كلمته الطلب بـ”تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق”.
وشدد على “الاستمرار في معركة الدفاع عن العاصمة وأهلها، وعن مدنية الدولة”، مؤكداً ثقته في “قدرة الجيش الليبي والقوة المساندة على دحر المعتدي”.
وأعلن السراج وفق البيان تمسكه بالمبادرة التي طرحها في يونيو/ حزيران الماضي للخروج من الأزمة الراهنة بكل تفاصيلها، بـ”عقد ملتقى ليبي، يمثل جميع مكونات وأطياف الشعب الذين يدعون إلى حل سلمي وديمقراطي، لا مكان فيه لدعاة الحكم الشمولي، ومن تلطخت أيديهم بدماء الليبيين”.
كما طرح السراج في مبادرته “أن يتم خلال الملتقى الاتفاق على خارطة طريق للمرحلة القادمة، واعتماد قاعدة دستورية مناسبة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة وأن تتولى الأمم المتحدة الإشراف والتنظيم اللوجستي والأمني لهذه الانتخابات”.
ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، بدأت قوات حفتر هجومًا للسيطرة على طرابلس حيث تتواجد حكومة الوفاق، إلا أن قواته فشلت في تحقيق هدفها رغم مكاسب ميدانية “محدودة” سرعان ما تراجعت.