الشحروري لـ “البوصلة”: الثأر والعصبيات الجاهلية تدق ناقوس الخطر وتهدد مجتمعنا

الشحروري لـ “البوصلة”: الثأر والعصبيات الجاهلية تدق ناقوس الخطر وتهدد مجتمعنا

عمّان – البوصلة

طالب أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري، في تصريحاته لـ”البوصلة” الدولة والمجتمع بالقيام بمسؤولياتهم في مواجهة كل أفعالٍ خارجة عن الأخلاق والدين القويم وخارجة عن القانون والقيم الخير التي يتصف بها شعبنا الأردني، معبرًا عن أسفه الشديد لبعض مظاهر الثأر والعصبيات الجاهلية التي نشاهدها بين حينٍ وآخر وتدمي قلوبنا جميعًا وتدق ناقوس الخطر على مجتمعنا.

وقال الشحروري إنّ “ما يصل إلى أسماعنا وابصارنا من حال مجتمعنا شيءٌ يدمي القلب، مشددًا على أنّ هذه العصبيات والتصرفات غير المسؤولة وهذا القتل والحرق والخروج من كل ربقة الخلق القويم الذي ربانا عليه محمد صلى الله عليه وسلم، يحتاج منا إلى وقفة وهو مخالفٌ لشريعة الإسلام السمحة التي جاءت لإخراجنا من الجاهلية”.

وتساءل: “لماذا أصبحنا هكذا؟ ولماذا وصل البعض في مجتمعنا إلى هذا الحال من الإقدام على هذه الأفعال من حرقٍ وتدميرٍ، وجعلونا نظهر وكأننا مجتمع ثأرٍ مرة أخرى بعد أن انتهت الجاهلية الأولى فنعود إليها من جديد”.

ونوه إلى أنّ “هذا يلفتنا إلى جهتين، الجهة الأولى هي الدولة التي يجب عليها أن ترعى الأمّة والمواطنين وتوجه جهود هؤلاء لما فيه خير”.

د. أحمد الشحروري: لو أنّ الدولة قامت بواجبها على أكمل وجه لاستقام عود المواطنين أكثر من ذلك بكثير

مسؤولية الدولة والمجتمع

ووجه الشحروري رسالة لكل من الدولة والمجتمع للتصدي لمثل هذه المظاهر الموجعة والمؤلمة التي توشك أن تسقط مجتمعنا قائلا: “لو أنّ الدولة أخذت على عاتقها التعبئة المعنوية للشعب بحيث يكون العدوّ الأوحد له هو محتل فلسطين والأقصى والذي يهدده اليوم بالهدم، ولو أنّ جهود الدولة انصرفت إلى تربية الجيل وتنشئته على قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أنّ الدولة لم تنسخ المناهج التي كانت تربي الجيل على سيرة خالد وسيرة صلاح الدين وسيرة هؤلاء الأبرار الأطهار، ولو أنّ الدولة قامت بواجبها لاستقام عود المواطنين أكثر من ذلك بكثير”.

واستدرك بالقول: لذلك نحن ندق اليوم ناقوس الخطر لأنّ وظيفة الدولة أصبحت مشوهة، والدولة ما عادت تنتبه ولا تهتم إلا بما يؤذي الأمن العام من الاعتداء على الأنظمة والتعليمات التي تدبجها الدولة سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة.

“لكنّ الدولة انصرفت عن المواطنين، وعن تكوين وعيهم والعناية بدينهم وعن تربيتهم تربية صالحة داخل أسرهم”، على حد تعبيره.

وقال الشحروري: إن ما سبق يقودنا إلى المحور الآخر في هذا الموضوع وهو الأسرة، ولو كان الأبوان فيها يعرفان حدودهما ووظيفتهما، لما خرجت بعض الأسر للمجتمع متعاطين للمخدرات ومتاجرين بها، ويفقدون أعصابهم وعقولهم ويعتدون على أموال الناس وأعراض الناس وممتلكاتهم”.

وعبر عن أسفه من أنّ “اليوم أصبحت الأسرة أسيرة لمواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بكل أنواعها، وما عاد فيها للأب سلطة كما كانت من قبل”.

ولفت بالقول: “كان تعليمنا أقل، ولكن كان أدبنا أكثر، وكانت حضاريتنا أقل لكن التزامنا بديننا أكثر، وكنا أبسط في حياتنا لكنّنا اليوم انقلبنا إلى كتلة عقد لا ندري أين نوجه أولادنا ولا أي هدف ندلهم أو نرشدهم”، مستدركًا: “لذلك اصبحت الأسرة اليوم عاملاً من عوامل الهدم في كثير من الاحيان، ولا نعمّم، لكنها أصبحت عاملاً من عوامل الهدم بدلاً من أن تكون من عوامل البناء”.

وقال الشحروري: في آخر كلامي لا بدّ أن أوجه كلمة إلى كلّ عاقل، إلى كلّ شاب، إلى كلّ فتاة، حتى لو فقدوا رعاية الدولة، وحتى لو فقدوا رعاية الأسرة، أين عقولكم أين الوازع الديني فيكم، وكل الكتب السماوية تدعو إلى الاستقامة، وكلنا شرقيو الأدب والمنهج، ولو أنّ كل صاحب دينٍ التزم بتعاليم دينه لم نصل إلى ما وصلنا إليه.

وحذر بشدة من أنّ “التجرد والتحلل من الشعور بضرورة الالتزام بالدين، أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولا بد اليوم أن يكون للمدرس في المدرسة الواجب في التوعية والهداية إلى الطريق القويم، وإلى الأستاذ في الجامعة كذلك لا بدّ من دورٍ مهم، ولا بد لكل مواطن عاقل يحس بالقهر والألم تجاه هذه الأحداث كلها، وتجاه هذا التخريب لدين الأمّة وسلوك الأمّة ومنهج الأمّة في الحياة”.

وختم حديثه بالقول: “لا بدّ لنا جميعًا أن نستيقظ، فإنّ المجتمع يكاد يشرف على انهيارٍ تامٍ لا يبقي ولا يذر وعندئذٍ تبدأ مرحلة التغيير، بمعنى أنّ الله عزّ وجلّ سيستبدلنا ويأتي بأقوامٍ خيرٍ منا يحافظون على دينهم وحضارتهم وثقافتهم وعلى معنى وجودهم كيف يكون، ونسأل الله الهداية لأبناء مجتمعنا لما فيه خيرهم وصلاحهم”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: