الشحروري لـ “البوصلة”: الكذب على النّاس بإثبات رؤية الهلال منهجٌ خطيرٌ في السياسة العربية

الشحروري لـ “البوصلة”: الكذب على النّاس بإثبات رؤية الهلال منهجٌ خطيرٌ في السياسة العربية

عمّان – البوصلة

على الرغم من أنّ أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري أكد في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ صيام المسلمين وإفطارهم كان صحيحًا وفقًا للأخذ برأيٍ من آراء علماء المسلمين المعتبرة في إثبات رؤية الهلال من خلال الحسابات الفلكية والرؤية العلمية، إلا أنّه حذر في الوقت ذاته من أنّ “الكذب في إثبات رؤية هلال شهر شوال ما هو إلا منهجٌ خطيرٌ في السياسة العربية والإسلامية”، على حد تعبيره.

وقال الشحروري: “إنّه يجب علينا أن نحرص على تنزيه مجتمعنا والمسلمين عن الخوض في خلافيات هل صيامنا صحيح وإفطارنا صحيح وما شابه ذلك من أحاديث خلال عيدنا”.

وأضاف بالقول: الحقيقة أنّ الأمر تمّ وفي الأمر مذهبان، مذهب العلماء الذين يرون النص وأنه يجب أن يفسر تفسيرًا حقيقيًا: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فأتموا عدة شعبان ثلاثين يومًا)، وغُمّ هنا تعني أنّ الغيم حال بينكم وبينه أو أنّ الظروف الجوية حالت بينكم وبين رؤيته، فالذين قالوا إنّ الرؤية تعني الرؤية البصرية المجردة أو بالتليسكوب، هؤلاء قالوا لا نثبت الهلال إلا بالرؤية، والذين قالوا إنّ الرؤية في اللغة تعني العلم كما تعني النظر، قالوا لا، فإن أثبتت الحسابات الفلكية أنّ هلال شوّال قد تولد فإننا نعلن الإفطار ونعلن دخول شوال.

د. أحمد الشحروري: كنت أتمنى من الحكومات العربية والإسلامية أن تعلن إثبات رؤية هلال شوال بالحسابات الفلكية وليس الرؤية البصرية

وأوضح أنّ الدول الإسلامية في هذا العام أخذت بالمعنى المجازي للرؤية، وانّها تعني العلم، ولا بأس في ذلك.

وقال الشحروري: أرجّح ما رجحه العلماء الأصوليون في الفقه، من أنّ الأصل في الكلام الحقيقة وليس المجاز، فما دمنا قادرين على أن نحمل الكلام على الحقيقة، فلا بدّ أن نحمله على حقيقته، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، وحقيقة الإبصار هي النظر، ونحن لسنا مضطرين لحمله على المجاز ما دمنا قادرين على حمله على الحقيقة.

واستدرك أستاذ الشريعة الإسلامية بالقول: ليس هذا كله، الذي يؤذينا، ولكنّ الذي يؤذينا أن يُكذب على النّاس.

وأضاف، “كنت أتمنّى من الحكومات الإسلامية التي رجحت رؤية العلم على رؤية البصر أن تكون صادقة وتقول: نحن سنعتبر من هذا العام الرؤية العلمية على رؤية البصر، ورؤية الحساب الفلكي مقدمة على رؤية البصر، وسنجعل من هذا منهجًا وبذلك نثبت أن يوم الجمعة هو أول أيام شوال”.

“إذن لكانوا احترموا عقول أنفسهم وعقول الناس، وكانوا صريحين وصادقين، أمّا أن يؤتى بشهود زورٍ وفقًا للعلوم القطعية التي تجعل من المستحيل رؤية القمر، ثم يقال أنّ هؤلاء قد رأوا القمر فيكذبون على الناس، فهذا منهجٌ خطيرٌ في السياسة العربية والإسلامية”، على حد تعبيره.

وقال الشحروري: أنا أدعو جميع الدول العربية والإسلامية وحكوماتها أن تكون صادقة من اليوم وإلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا، نحن لم نر الهلال ولكنّ علم الفلك وحساباته هو ما أثبت رؤية الهلال.

وختم تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: “إنّ صيام الناس صحيح على قولٍ فقهي، ما دامت القضية خلافية ونحن أخذنا برأيٍ من الآراء، وهنا المسألة فيها سعة، وكل الملحوظة هي متعلقة بموضوع الصدق والكذب في إثبات رؤية الهلال”.

ادعاء رؤية الهلال مساء الخميس غير صحيح علميًا

وكانت أمين سر الجمعية الفلكية الأردنية بسمة ذياب أكدت في تصريحات لها لإذاعة حسنى أن هلال العيد يتولّد فلكيا مساء الخميس، ولكن رؤيته بالعين المجردة غير ممكنة ويصعب كذلك رؤيته من خلال التلسكوب.

كما بينت ذياب بأن ادعاء رؤية الهلال مساء الخميس سيكون ادعاء غير صحيح علمياً.

وأوضحت بأن هلال شوال يحتاج بعد تحقق الإقتران على الأقل 12 ساعة لكي نستطيع رصده من خلال التلسكوب، و حوالي 15 ساعة لنتمكن من رؤيته بالعين المجرّدة، إلا أنها أكدت أنه بالإمكان رصد الهلال من خلال كاميرات خاصة تبين بداية الدورة القمرية الجديدة، إلا أن ذلك لن يتم قبل غروب شمس يوم الخميس، وعليه يبقى الأمر لدائرة الإفتاء والمجامع الفقهية حول قبول التحرّي قبل الغروب، لأنها تعتبر غير معتمدة إلى الآن.

وأشارت ذياب أنه ووفقاً للحسابات الفلكية، فإن يوم الجمعة يعتبر أول يوم من أيام الدورة القمرية الجديدة، وأن الدول العربية والإسلامية التي تعتمد الحساب الفلكي قررت أن يوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: