عمّان – البوصلة
أشاد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة“، بالدور المقدّر الذي أظهرته دولة قطر خلال استضافتها للحدث الرياضي من نسخة مونديال كأس العالم للعام الحالي 2022 من رفع أسهم الأمّة العربية والإسلامية ورفع أسهم قطر وشعبها ورفع لواء الأخلال والقيم والعادات العربية والإسلامية وانتهاز الحدث بالدعوة إلى الله وتعريف الناس بالإسلام العظيم، مشددًا على أنّ دولة قطر أحسنت في هذا المونديال كل إحسان وأبدعت فيه حتى غدت الوجه المشرق للعرب والمسلمين.
وقال الشحروري: تعددت الآراء حول جهود دولة قطر في إقامة المونديال لهذا العام، فبعض إخواننا الملتزمين شرعًا عابوا على قطر أنّها أنفقت ملياراتٍ كثيرة على أمور عدوها “تافهة”، وقالوا إنّ هناك أفواهًا جائعة أحوج لهذه المليارات من هذا النشاط الذي لم يُرد فيه حسب قولهم إلا الظهور الإعلامي.
إقرأ أيضًا: كأس العالم يظهر الفرح العربي ويكشف “النفاق الغربي”
واستدرك بالقول: أمّا أعداء قطر العالميون فقد نعوا على قطر استغلالها لهذا الموسم في عرض الإسلام على النّاس وفي محاربة المثلية وفي إظهار هويتها الإسلامية الشرقية.
وتابع حديثه بالقول: إذا كان لي من تعليقٍ فإنّي أقول للطرفين على رسلكم، وأكلم ابتداءً إخوتنا من الشرعيين وطلبة العلم وأصحاب الحس المرهف دعويًا وإيمانيًا، فأقول لهم: نعم لقد أنفقت قطر مليارات الدولارات لكن هذه المليارات ليست جميعها لخدمة المونديال بذاته، فلقد بنت بنية تحتية وأنشأت منشآت تستطيع أن تخدمها عشرات السنوات في قادم الأيام.

وشدد على أنّ “قطر دولة غنية، والحقيقة يجب أن نمتدح نظام قطر على هذه البادرة، فنحن نرى أنظمة عربية موغلة في ظلم شعوبها وهي لا تفعل لهم إلا الدمار والعار والمزيد من الفقر والبطالة، لكنّ قطر ارتفعت بشعبها وجعلت من نفسها عمودًا منيرًا لإسماع الدنيا كلها بدولة قطر وشعب قطر”.
شكرًا قطر
واضاف أستاذ الشريعة الإسلامية: فمن هذه الناحية تُشكر قطر، ويشكر النظام في قطر أنّه رفع أسهم شعبه، بدلاً من أن يذله، ولقد أذلنا الحكام في طول الدول العربية وعرضها، أذلونا بالفقر والمهانة والتهميش للأمم بذكرنا واستهانة الأمم بنا، وإلحاق كل عارٍ ونقصيةٍ فينا، في حين وقفت قطر ندًا لهذه الدول العظيمة العالمية الكبيرة.
فهذا وجه العرب والمسلمين المشرق يبدو اليوم من قطر، وهي صاحبة نية سليمة، ولأ أظنّ أنّ عاقلاٍ يقول إنّ قطر لا تريد وجه الله في استجلاب الدعاة والأصوات الجميلة في الأذان التي تجذب الناس إليها، لقد دخل الإسلام العشرات من الناس في قطر حتى الآن، موضحًا أنّ قطر جلبت الدعاة وحاربت المثلية وأغاظت ألمانيا التي أصرت على إظهار وجهها الشاذ في دعم المثلية وأرجعت طائرة تحمل علم المثليين وإشارتهم ورفضت استقبالها، وأصرت على هذا.
ولفت الشحروري بالقول: نعم يمكن أن تدفع قطر ثمن مواجهة العالم، لكنّها تعلم موازين القوى وتعرف نقاط القوة التي عندها، وتعرف أنّ الغرب لا يمكن أن يستغني عن دورها في المنطقة، ولذلك استغلت هذه النقاط القوية في دورها ولعبتها لعبة صحيحة، ولم يكن همّها أن تكون بطلة العالم في الرياضة على الإطلاق، ولكن كان همّها أن ترفع لواء دولة عربية إسلامية ولواء فكرة عقدية صحيحة.
وقال الشحروري: “لذلك، نعم شكرًا لقطر”.
لا عزاء لأعداء الأمّة
وتابع الشحروري حديثه لـ “البوصلة” بالقول: أمّا أعداء قطر فلا عزاء لهم اليوم، فقد بينت قطر لهم أنّ المسلمين ما زالوا أحياء، وأنّهم قادرين على فعل الكثير إذا ما استغلوا ثرواتهم وأموالهم ودورهم المحوري في المنطقة، لذلك فإنّ قطر اليوم تعطي روحًا معنوية جديدة للأمّة.
ونوه إلى أنّ إعلام الصهاينة بالأمس، كانوا يقول لقد خسرنا في يومين ما بنيناه في سنوات من محاولة التطبيع مع العرب، ولقد بؤنا بالخسران في قطر، وجئنا لمحاولة الانصهار مع العرب وصهرهم في قضيتنا، ولكننا صددنا صدًا عظيمًا في ساحة قطر، فلذلك نحن نعلن خسارتنا.
وختم بالقول: “هذه قطر وهذا هو مجهود قطر في هذه اللعبة الدولية، ولا أقصد كرة القدم؛ بل أقصد اللعبة السياسية التي أحسنت قطر تمريرها، وأحسنت خوضها إلى آخرها”.
صور من إقبال ضيوف قطر على التعرف على الإسلام والمساجد






(البوصلة)