الشحروري لـ “البوصلة”: نهج المحاسبة للفرد والمجتمع نهاية كل عامٍ يجعلنا أمّة تفاؤلٍ وبناءٍ

الشحروري لـ “البوصلة”: نهج المحاسبة للفرد والمجتمع نهاية كل عامٍ يجعلنا أمّة تفاؤلٍ وبناءٍ

عمّان – البوصلة

أكد أستاذ المعاملات الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الفرد والمجتمع والحكومة وكل صاحب مسؤولية عليهم جميعًا محاسبة أنفسهم في نهاية العام الإداري 2022م، واستدراك الاخطاء التي وقعت فيما مضى والسعي الجاد الحقيقي نحو مستقبلٍ أفضل يحدوه الأمل والتفاؤل في ظل الإنجاز والعمل والإتقان والجدّ والاجتهاد مع استمرار “نهج المحاسبة” طيلة أيام العام.

ولفت إلى أنّ “توقيت الأمة العربية والإسلامية هو التوقيت الهجريّ، لكنّ العام الميلادي هو التوقيت الإداريّ الذي تسير عليه دولنا، وفي نهاية العام 2022 لا بد لنا من كلمة عند نهاية عامٍ إداريٍ وبداية العام الذي بعده، فنحن المسلمون ننظر إلى حياتنا بتفاؤل لأنّ نبينا صىلى الله عليه وسلم، ندبنا إلى انه إذا قامت الساعة وفي يد أحدنا (فسيلة) فعليه أن يزرعها”.

وقال الشحروري: “نحن أهل أمل وتطلع للبناء، وإذا انتقدنا فإنّ انتقادنا لكل ما حولنا هو انتقادٌ إيجابيٌ بناءٌ”.

د. أحمد الشحروري: على كل فردٍ أن ينظر في صحيفة عمله خلال العام 2022 ويصحح المسارات

وتابع بالقول: وعليه أتوجه للأمّة الإسلامية، وإلى الشعب الأردني العزيز خاصة، بأنّ فرج الله قريبٌ، ولكنّه قريبٌ من المحسنين، ولذلك فعلينا أن ننظر للأمور بجدية أولاً، وتحقيق الغاية المطلوبة منا وهي إرضاء الله عز وجلّ في كل خطواتنا، في أكلنا وشربنا، وفي ممارستنا للسياسة والثقافة، وكل شيء علينا أن نكون متوجهين إلى الله راجين رضاه عنّا.

واستدرك قائلا: لذلك فإنّنا ننقم من الواقع الكثير، ونعيب عليه الكثير، فنعيب على السياسيين وعلى أصحاب الرأي والمثقفين، لكنّ هذا كله نظرٌ إيجابيٌ لما ينبغي أن نكون عليه جميعًا.

وأضاف، أنّ المقصرين هم نحن جميعًا حكامًا ومحكومين، والمطلوب منا جميعًا، بعد أن مرّ عام 2022 ميلادية على الشعب الأردني ثقيلاً بارتفاع الأسعار، والأعباء المادية، ثقيلاً بتحمل أرباب الأسر مسؤولية لم يستطيعوا القيام بها، والدين كثر، والتجار يتساقطون وأصحاب الأموال يهربون من الاستثمار في الأردن.

ولفت الشحروري، إلى أنّ هذا كله يفتح عيوننا، على ضرورة التغيير، وهنا أنا أخاطب صنّاع القرار في بلدي الحبيب، فنحن بحاجة إلى تغيير النهج، لا تغيير الوجوه، لا بد أن يصبح نهجنا إصلاحيًا بامتياز، دون النظر إلى من نحب أن يكون في سدة المسؤولية، فحبنا لا يجعلنا نميل عن الحق، وبغضا كذلك، (فلا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى).

كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته

وقال أستاذ الشريعة الإسلامية: أذكر صنّاع القرار بالقاعدة الفقهية: (فإنّ التصرف على الرعية منوطٌ بالمصلحة) هكذا القاعدة تقول، وولي الأمر مسؤولٌ أمام الله عز وجلّ أنى كانت ولايته، والمستوى الذي تكون فيه ولايته، مسؤولٌ أن يحقق فيها مصلحة من ولاه الله عليهم، ولو كان مراقبًا في شركة، أو موظفًا في أمانة  عاصمة، أو مدرسًا في قاعة، (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، (لا يزال المسلم في بحبوحة الأمل، وفي بحبوحة النظر إلى المستقبل على أنه فيه الخير والكرامة والبركة.

“لكنّ هذا كله يحتاج إلى عمل: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)”، على حد تعبيره.

وتابع بالقول: ليست المسؤولية على وليّ الأمر وحده، وليست على المجتمع بكليته وحده، لأنّ المجتمع يتكون من أفراد، وأنّ ولي الأمر يسير على البوصلة التي يسيره عليها الأفراد الذين يكونون المجتمع.

المحاسبة ضرورة

وقال الشحروري: هذا نداءٌ لنا جميعًا لكل واحدٍ منا لشبابنا وكهولنا وشيوخنا، لكل فردٍ في هذه الأمّة، أن ينظر في صحيفة عمله، ما الذي قدمه خلال عام 2022، هل أحسن أم أساء، وهل زادت حسناته على سيئاته أم زادت سيئاته على حسناته، وما الذي قصر فيه ويستيطع أن يتلافاه في عام 2023 لو مد الله في أجله.

وشدد على أنّه “لا بد أن يحاسب الإنسان منا نف سه كلما وضع رأسه على وسادته آخر يوم عملٍ مرهق”.

وختم الشحروري حديثه لـ “البوصلة” بالقول: فمن لم يحاسب نفسه سيكون حسابه عسيرًا، ومن حاسب نفسه فإن النفس اللوامة ستوقظه في غدٍ بإذن الله على نية الإصلاح ونية الإكمال لما نقص  ونية الاستدراك لما فرط، فهذا أمرٌ مهمٌ جدًا، وإذا لم ينظر كل واحدٍ منا بصحيفته اليومية فعندئذ سيثقل الحساب، وحينئذ لن يستطيع أن يتلافى ما كان ولا يستطيع الهروب من الحساب، ونسأل الله العافية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: