الشحروري لـ “البوصلة”: يجب الإعداد لـ “مواجهة محتومة” مع الكيان الصهيوني

الشحروري لـ “البوصلة”: يجب الإعداد لـ “مواجهة محتومة” مع الكيان الصهيوني

نخب تطالب بإعداد الجبهة الداخلية ودعم المقاومة للوقوف بوجه الاحتلال

عمّان – البوصلة

طالبت نخبٌ أردنية بضرورة إعلان النفير والتعبئة العامّة بوجه المشروع الصهيوني الذي أعلن عن وجهه القبيح في أسوأ صوره بعد اقتحامات بن غفير، مؤكدة على ضرورة الإعداد الميداني الحقيقي للمواجهة الحتمية وبناء جبهة داخلية قوية مع ضروة دعم المقاومة.

وأكدت النخب أنّ “الدبلوماسية الناعمة” لم تعد تجدي نفعًا وأنّ الحلول السلمية جميعها سقطت، وليس أمام العرب والمسلمين من خيارٍ سوى تبنّي المقاومة ودعمها لتخليص فلسطين من شرور المشروع الصهيوني.

عدوّ لا يفهم سوى لغة المقاومة

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ العدوّ الصهيوني لن يجدي معه نفعًا سوى التعبئة العامّة والإعداد العملي على الأرض للمواجهة معه، وتحرير المسجد الأقصى وأرض فلسطين وأهلها من غطرسة هذا العدوّ.

وقال الشحروري إنّ العالم كله يشاهد الصلف الصهيوني والتبختر الذي يمثلونه في انتهاك ساحات المسجد الأقصى، والعناد الذي يمارسونه لكل الأنظمة الدولية.

د. أحمد الشحروري: الأمة رهنت قرارها بالتصرفات الدبلوماسية الناعمة التي لا تنفع شيئًا مع الصهاينة

وتابع حديثه، “يوم أمس كانت المنظمة الدولية جميعها تدين انتهاكات الصهاينة ضد الأقصى، وتؤكد على الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والعالم كله اتحد ضد صلف الصهاينة؛ لكن هذا الاتحاد عند الصهاينة لا يعني شيئًا ولا يؤثر فيهم على الإطلاق”.

إعداد عملي لمواجهة المشروع الصهيوني

ولفت إلى أنّ “الذي يؤثر في الصهاينة بكل اختصار هو عملٌ جادٌ على الأرض، فلا بد ونحن نشاهد تشكيل الحكومة الصهيونية المتطرفة وكل الصهاينة متطرفون وكل الصهاينة معتدون، وكل من يجثم على أرض القدس والأقصى ويافا وحيفا واللد والرملة كلهم معتدون”.

“لكننا نقول اليوم استعلن عدوانهم كما اجلى ما تكون صوره، لكن الحل الوحيد عند هذه الأمّة العربية والإسلامية من محيطها إلى خليجها أن تعود إلى وعيها ورشدها واستقلالها”، على حد تعبيره.

وقال الشحروري: هذه الأمّة رهنت قرارها بالأجنبي ورهنت قرارها بالسفارات، ورهنت قرارها بالتصرفات الدبلوماسية الناعمة التي لا تنفع شيئًا مع الصهاينة.

الحل الوحيد اليوم بكل اختصار هو إعلان سقوط كل محاولة سلمية مذلة للتقارب مع هؤلاء الصهاينة، والحل اليوم أن نقلب ظهر المجنّ لكل من يحاول أن يمد يده إلى هذه العصابة المجرمة على أرض فلسطين، التي تحاول أن تسرق الأرض وتنتهك العرض، وأن تأخذ المكتسبات التاريخية كلها.

وشدد الشحروري على أنه “لا بد أن نواجه العرب والعجم الذين يمدون أيديهم بالمساعدة لهؤلاء الصهاينة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لا بد أن نعلن ولاءنا لله ولرسوله ثم لمشروع المقاومة”.

وقال: آن لنا أن نبصق على كل مطبع وأن نلفظ كل مستجدٍ لحلٍ لا يجدي نفعًا، وأن نعلي راية المقاومة.

واستدرك الشحروري بالقول: لا بد لكل دولة عربية تقيم علاقات مع الصهاينة أن تغلق سفاراتها عند الصهاينة، وتطرد سفراء الصهاينة عندها.، ودون هذا الحل فإنه لا يوجد صدقٌ على الإطلاق ولا يوجد نية لحل على الإطلاق.

لا جدوى من الدبلوماسية الناعمة

وشدد على أنّ الحلول الدبلوماسية الناعمة مع العدوّ الصهيوني يجب أن نجعلها تحت أقدامنا وأن نتجاوزها وأن نشحذ جيوشنا وهممنا وتعبئتنا العسكرية العامة وتعبئتنا الثقافية وتعبئتنا الوجودية ضد هذا العدوّ الصهيوني.

وأضاف، يجب من اليوم أن لا يرى منا الصهاينة إلا الإعداد الحقيقي لمواجهة محتومة لا بد منها، ويجب أن نعظم خيار المقاومة وأن نضمّ المقاومين إلى صدرنا.

وقال الشحروري: اليوم نحن بحاجة إلى نقوي فصائل المقاومة والمبادرات وكل الجهات التي تنادي بالحل الجهادي والمقاوم، فهي التي يجب أن نضعها على رؤوسنا وأن نعطيها أولويتنا وأن نوليها انتباهنا، وأن نعطيها دعمنا بالمال والرجال، وبغير ذلك نكون قد كذبنا على الله وكذبنا على أنفسنا بأننا نريد أن نخرج فلسطين من أزمتها.

ولفت إلى أنّ اليهود الصهاينة لا يقنعهم إلا العمل وأزعجتهم تصريحات النواب الأردنيين الذين يتصدون بالكلمة لمشروعات الصهاينة، فما بالك إن رأوا عملا جادًا لإخراجهم من أرضنا وتخليص إخوتنا في فلسطين من شرهم.

وختم الشحروري حديثه لـ “البوصلة” بالقول: لا بدّ أن يتمّ هذا في أقرب وقت، وإلا فنحن مدّعون ولسنا صادقين في حراسة الأقصى والذود عنه.

أقوى ورقة

من جانبه قال الكاتب حسين الرواشدة بمقالته بصحيفة الدستور أن أقوى “ورقة” يمكن الاعتماد عليها، في غياب العمق العربي، وانكشاف ظهورنا، وتراكم اخطائنا في المرحلة السابقة، وانشغال العالم عن تقديم ما ننتظره من دعم لنا، هي ورقة “نحن”، فكما فعلنا تماما في “الكرامة المعركة”، يمكن أن نفعل في “الكرامة المشروع” للمواجهة الآن.

وأكد الرواشدة أنّ هذا يحتاج من إدارات الدولة أن تغير سلوكها اتجاه المجتمع، ابتداء من» تصفير» الأزمات الداخلية، و ترسيم العلاقة بين المواطنين ومؤسساتهم، وصولا لاستعادة الثقة بينهم، ثم مشاركتهم في تحمل مسؤوليات ما يصدر من قرارات، سواء أكانت في سياق مراجعة الماضي، وما جرى على صعيد العلاقة مع تل أبيب، او ما سوف يجري مستقبلا.

وحذر الكاتب من أننا لا يجوز أن نتأخر عن إعلان “النفير” الوطني العام ضد التهديدات التي بدأت ماكينة الاحتلال تصدّرها يوميا، مستدركا بالقول: لكن في موازاة ذلك، لابد أن “نعقلن” خطابنا العام، ونضع اقدامنا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، على ارض صلبة، ثم نفحص تربتنا الوطنية لإزالة ما نبت فيها (على غفلة منا ) من اشواك وأحساك، ونطرد من أذهاننا ما تراكم من أساطير وأوهام “التشاركية ” مع العدو، فنحن دولة قوية بعزيمة الاردنيين فقط، وخزانات الدم التي ملأتها بطولات وتضحيات شهدائنا، أكبر دليل على ذلك.

الحل ليس من مجلس الأمن

بدوره قال الكاتب حلمي الأسمر إنّ الرد الحقيقي والوحيد على إجرام الصهاينة في القدس ليس في مجلس الأمن الذي يحمي الفيتو فيه إجرام الصهاينة ولا في الأمم المتحدة التي شهدت ولادة كيان الاحتلال.

وشدد على أنّ الرد لا يكون إلا من جنس العمل؛ المقاومة فقط ولا شيء غيرها، وأي زوابع رملية هنا وهناك هي لذر الرماد في العيون فقط!

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: