عمّان – البوصلة
حذر أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري من خطورة رهن مستقبل الأردن الغذائي بيد الصهاينة، بعد الأخبار التي تمّ تداولها عن استمزاج رأي دولة الاحتلال في بناء مخزون إستراتيجي من القمح والغذاء بين الأردن ودولة الاحتلال ودول المنطقة.
وقال الشحروري في حلقة جديدة من سلسلة حلقات “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها على مدار أيام الشهر الفضيل: إذا كنا نريد أن نبني أحلافًا تموينية إستراتيجية فعلينا أن نبنيها مع الأصدقاء من إخوتنا العرب والمسلمين وليس مع الصهاينة.
وأشار إلى أنّ الغدر الصهيوني أصبح معلومًا للجميع، مؤكدًا على أنه لا يجوز بأي حالٍ من الأحوال أن نسلمهم سلة قمحنا وغذائنا.
الأحلاف مع الصهاينة ضياعٌ لمستقبل البلد
يقول الشحروري: نحن نصوم لله لأننا نحب الله ونواليه، ونقوم الليل ونصلي التراويح لأنّ حبنا لله ولأن موعدنا في اللقاء مع الله، ومن كان على موعدٍ للقاء مع الله وله موعد ليقف بين يدي الله فعليه مسؤولية أن يقول كلمة الحق.
ويتابع: “يا علماء الأمة ودعاتها ومثقفيها جميعًا علينا أن نتقي الله في حاضرنا ومستقبلنا، البلد تضيع، لأنها الآن في حلف مع اليهود على الاقتصاد الزراعي”.
ويستدرك: “الآن وزير الزراعة المحترم يعترف بأنه عقد اتفاقية لبيع المنتجات الأردنية الزراعية للعدوّ الصهيوني، ويقر بذلك في مجلس النواب، يعني أن خيراتنا ستذهب لدولة الاحتلال”.
خبر صادم
ويشير إلى أن “الخبر الصادم الأعظم هو ما تناقلته بعض الأخبار، من اننا نتجه لبناء مخزون إستراتيجي مشترك في القمح مع العدوّ الصهيوني”، منوهًا إلى أن “هذا الخبر تداولته وسائل الإعلام، نحن على أعلى المستويات نستمزج دولة إسرائيل بين قوسين لنكون شركاءها في الغلال والقمح وتوفيره وحفظه والمحافظة عليه استراتيجيا للمستقبل حتى نكون في مأمن من مستقبل الحرب الأوكرانية الروسية”.
ويشدد بالقول: “إذا كنا نريد أن نبني أحلافًا تموينية فلنبنها مع الصديق لا مع العدوّ، وما زلت أرجو الله تعالى أن يكون هذا الخبر كاذبًا، وما زلت أقول: لا تعتبروني مؤكدًا لهذا الخبر، ولكن أستبق وأحذر وأذكر الله عز وجل كل غيور وكل صاحب قلب”، مضيفًا أنه: عندما نصل إلى لقمة الخبز والقمح والمخزون الإستراتيجي منه فنجعله في سلة اليهود فمعنى ذلك أننا نأتمن اليهود على خبزنا ونشاركهم فيه، وأنتم أيها العقلاء أنّ اليهود قوم غدر وكذابون وإن سلمنا سلة غذائنا وقمحنا وخبزنا إلى اليهود وأصبحنا شركاء معهم فعلينا السلام.ويؤكد أنه إذا كان هذا الخبر الصادم صحيحًا فإن ذلك سيكون مصيبة.
ويوجه الشحروري نداء عاجلا: أيها الإخوة يا أحرار الأردن ويا أحرار العرب والعالم نحن بحاجة لشراكة استراتيجية في مخزون القمح مع إخوتنا العرب والمسلمين، لا مع اليهودي الذي يضرب إخوتنا اليوم في جنين وكل مدن فلسطين.
ويختم حديثه بالقول: إذا انضممنا نحن في الأردن لهذا التنسيق الغذائي فنحن هو تنسيق أمنيٌ بامتياز لأن الغذاء أمن، ولأن قلة الغذاء خوف، ولأنّ الأمّة العاقلة لا تجعل على قمحها قردًا لأنّ القرد يحب الطحين وهو لا يستأمن عليه وهم كذلك فكيف نستأمنهم على خبزنا وقمحنا وطحيننا، أليس فينا رجلٌ رشيد، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
(البوصلة)
