الشحروري يوجه نداءً عاجلاً للتجّار: إتقوا الله في الأردنيين

الشحروري يوجه نداءً عاجلاً للتجّار: إتقوا الله في الأردنيين

عمّان – البوصلة

دعا أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الزيتونة الاردنية الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاتٍ لـ”البوصلة” جميع التجار لأن يتقوا الله في الأردنيين وعدم استغلال الظروف الراهنة لرفع الأسعار بشكلٍ مبالغٍ فيه، مؤكدًا في الوقت ذاته على ضرورة التراحم فيما بيننا وإعانة الفقراء لمواجهة هذه الأيام الصعبة.

وقال الشحروري إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى التراحم فيما بيننا وإفشاء السلام وإطعام الطعام وهذا من خلق الإسلام الصميم، وكلمتي إلى التجار أنّ القناعة بالربح القليل هي التي تؤمّن الستر وتؤمّن البركة، والبركة في قرشٍ خير من مائة قرشٍ منزوعة البركة.

واستدرك بالقول: لذلك، نحن في هذه الأيام التي نشهد فيها فقرًا وعوزًا كبيرًا، نحن بحاجة للمرحمة فيما بيننا، وبحاجة إلى أن نرحم عباد الله فمن لا يرحم لا يُرحم، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

ونوه إلى أنه :إذا كان توفير اللقمة من خبزٍ من أرزٍ من ذرة من طحين من سكّر، في توفير هذه المواد للفقراء من خيرٍ يعود عليهم، فإنّ عوده على التاجر وعلى كلّ من يوفره لغيره أجدر وأكثر بركة بحول الله تبارك وتعالى”.

وأضاف الشحروري أن “الدنيا زائلة ولا يبقى فيها ربحٌ وفير، ولا يبقى فيها جشعٌ ولا طمع، فالجشع يذهب، ويذهب صاحبه، وحبّ الدنيا يذهب، ولا يبقى شيءٌ سوى ما يكتب في صحائفنا من رحمتنا بالخلائق والناس”، منوها إلى أنه “إذا كانت الرحمة بالحيوان فضيلة عظيمة في دين الله، فما بالك بالرحمة بالإنسان”.

ووجه رسالة عاجلة للتجار قال فيها: إنه نداءٌ عاجل إلى كل تاجرٍ في بلاد المسلمين أن يتقي الله في إخوانه وخلانه وكل ذي كبدٍ رطبة، وأن يعلي من شأن المسلم لأنه مسلم، ويعلي من شأن الإنسان لأنه إنسان ولو لم يكن مسلمًا.

أرخصوه بالترك

وقال الشحروري: أمّا ندائي لكل مستهلك ولكل من يحتاج هذه المواد الأولية من طعامٍ وغذاء، فالرسول صلى الله عليه وسلم سيد الإرشاد إلى عدم الإسراف، والله نزّل على نبيه (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).

وأضاف أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله كان يوجه أصحابه فيقول: عجبا لكم أفكلما اشتهيتم اشتريتم، مشددًا على أن أعظم طريقة لإرخاص السلع هو عدم السرعة في شرائها والتأنّي ومقاطعة بعض السلع التي يمكن الاستغناء عنها.

وأضاف أن التوجيه (أرخصوها بالترك)، لأنه إذا زاد الطلب زاد السعر وإذا قلّ الطلب قل السعر، فنحن حكماء أنفسنا، وعلينا أن ننظر إلى هذا الأمر نظرة حكيمة فنحن الذين يمكن أن نتحكم بالسوق ونحن الذين إن كثر جشع التجار يمكن أن نعيدهم إلى رشدهم بحسن سلوكنا التسوقي.

توجيه دائرة الإفتاء

وقال المفتي العام السابق الدكتور نوح علي سلمان، في فتوى نشرتها دائرة الإفتاء سابقًا: قيل لبعض العلماء من السلف: غلت الأشياء؟ فقال: “أرخصوها بالترك”.

وأضاف بالقول: بمعنى أن ترك الفضوليات لا يحمل الإنسان عبء غلائها، وأن قلة الطلب على السلعة يؤدي إلى رخصها حسب نظرية العرض والطلب، وأنصح التجار بأن يتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وأكد أننا مأمورون بالرحمة والشفقة على المشتري، فالتاجر الحريص على دينه يراعي حالة المشتري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى).

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: