الشيخ الخطيب: الشعب الفلسطيني لن يسمح للصهاينة بتدنيس القدس بمسيرة أعلامهم

الشيخ الخطيب: الشعب الفلسطيني لن يسمح للصهاينة بتدنيس القدس بمسيرة أعلامهم

عمّان – البوصلة

أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب أنّ الشعب الفلسطيني لن يسمح بتدنيس أسوار القدس وسيقف في وجه مسيرة الأعلام التي يسعى الصهاينة من خلالها لتهويد المدينة المقدسة، مشددًا على أنّ الفلسطينيين يتشرفون بأنهم أصحاب هذه الأرض المباركة ولذلك لا يفرطون بهذا الشرف، ولن يتنازلوا عنه، وسيظل هذا الشعب الحارس الأمين والوفيّ للقدس وأسوارها والمسجد الأقصى المبارك.

واستذكر الخطيب أن يوم  29 ايار الذي شهد دك أسوار عكا ودك أسوار القسطنطينية في أيام عزنا ومجدنا، منوهاً إلى أنّه اليوم يشهد محاولات طمس معالم وتاريخ أسوار القدس الشريف في مرحلة من التاريخ تعيش فيها أمتنا حالة ضعف ووهن.

وأضاف الخطيب: لكن ولأن التاريخ علّمنا وعلّم غيرنا أن القدس وقد مرّ عليها ثمانية عشر احتـلالًا قد رحلوا كلهم وبقيت القدس وأسوارها، فإنها القدس وأسوارها التي ستصمد أمام الاحــتلال التاسع عشر وأمام مسيرات الحقد والكراهية والعنصرية من جماعات المستوطنين، وعلى أسوارها وصخرتها ستتحطم كل دعوات الكراهية والحقد.

ولفت إلى أن يوم التاسع والعشرين من أيارسيزدحم بالأحداث، منها من هي من الماضي والذكريات الجميلة ومنها من هي من الحاضر والواقع الصعب والمؤلم الذين نعيشه، ولكن دائمًا وأبدًا فإن التفاتنا إلى الوراء ليس من أجل أن نجتّر الماضي اجترارًا ونعيش على طيف ذكرياته الجميلة، وإنما من أجل أن يكون لنا حافزًا ومشجعًا على أن نتجاوز عثرات الحاضر ونداوي جراحته، ونمضي إلى المستقبل بأمل ويقين أنه سيكون أفضل وأجمل بإذن الله تعالى.

واستحضر الخطيب من التاريخ: 29/5/1291 عند أسوار عكا، حيث كانت معركة حطين الخالدة عام 1187 وطرد الصليبيين وتحرير القدس والمسجد الأقصى صاعقة ووقعها شديد على الصليبيين، غير أنهم لم يتوقفوا على تسيير الحملات في محاولة لاستردادها، فكانت الحملة الصليبية الثالثة عام 1191 والتي فشلوا فيها باسترداد القدس إلا أنهم نجحوا باسترداد عكا وبعض مدن الساحل التي أصبحت نافذة مباشرة لهم على البحر مع أوروبا، وأصبحت عكا من أهم مراكزهم في الشرق فحصّنوها تحصينًا لم يُر له مثيل، وأصبحت عكا منطلق حملاتهم ومحاولاتهم لاستعادة القدس وإن كانت قد فشلت كلها.

كما لفت إلى أن 29/5/1453 عند أسوار القسطنطينية، هو اليوم الذي تحقق فيه لمحمد الفاتح الشاب ابن الثالثة والعشرين أمنية أمه يوم كانت تجعله ينظر إلى أسوار القسطنطينية المحصّنة المنيعة عاصمة الدولة البيزنطية الارثوذكسية، ومنها كانت تعبر زحوف الحملات الصليبية لاحتلال الشرق الإسلامي.

واضاف، “إنني أكتب هذه الكلمات من صفحات مجدنا وأن الدنيا كلها ما زالت تشهد ما فعلته حكومة شرطة إسرائيل قبل أسبوعين وقد اغتالت الراحلة شيرين أبو عاقلة، وكيف اعتدوا على جثمانها ونعشها وجنازتها وكاد التابوت أن يسقط أرضًا، ثم عاودوا نفس الفعلة بعدها بأيام بالاعتداء على جثمان الشاب وليد الشريف الذي توفي بعد إصابته واعتدائهم عليه في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ثم اعتدوا على جنازة تشييعه”.

وقال الخطيب: على أسوار القسطنطينية ليس أننا رفعنا رايات النصر وإنما نحن الذين علمنا الدنيا كيف تكون الأخلاق وكيف نتعامل حتى مع أعدائنا في ظروف يظن أن ليس للأخلاق فيها مكانًا ولا قيمة.

واشار إلى أن اللافت في مسيرة رفع الأعلام الاستفزازية حول أسوار القدس الشريف يوم بعد غد أنها ستجري بمباركة وموافقة وحماية حكومة نفتالي بينت عبر قرار اتخذه وزير الأمن الداخلي بإجراء المسيرة ضمن المسار وخط السير الذي كانت تتخذه سابقًا، والذي يتمثّل بالطواف حول أسوار القدس مرورًا بباب العامود والحي الإسلامي وصولًا إلى حائط البراق.

وقال الخطيب: لم يعد خافيًا على عاقل وهذا ما تؤكده وسائل الإعلام العبرية والكتّاب والمحللين العسكريين أن هذه الخطوة من حكومة نفتالي بينت بعكس ما قامت به حكومة نتنياهو العام الماضي بتقييد وتغيير مسار المسيرة، فإن هذا السماح والإذن بل والحماية لهذه المسيرة قد يعيد الاحتقان بل والانفجار الأمني تمامًا مثل ما كان قبل عام وبالتالي الوصول إلى مواجهة عسكرية قد تكون بدايتها مع غزة لكنها قد تتطور إلى أحداث داخلية وإلى حرب إقليمية.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: