الصفدي من برشلونة: الاحتلال نقيض السلام يمنعه ويقوض فرصه

الصفدي من برشلونة: الاحتلال نقيض السلام يمنعه ويقوض فرصه

أيمن الصفدي وزير الخارجية

ترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم إلى جانب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوربية، السيد جوزيب بوريل المنتدى الاقليمي الخامس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد من أجل المتوسط الذي عقد في مدنية برشلونة.

وشارك في الجلسة الإفتتاحية ملك إسبانيا فيليب السادس ووزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني أرانشا غونزاليس لايا وأمين عام الإتحاد من أجل المتوسط ناصر كمال. كما شارك في المنتدى وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي ووزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي.

وفي كلمته الإفتتاحية، قال الصفدي “من هنا، من مملكة اسبانيا، انطلق مسار برشلونة قبل خمسة وعشرين عاما، في إطار رؤية شاملة، أدركت مركزية مأسسة التعاون والحوار بيننا سبيلا لتجاوز التحديات المشتركة، وتقوية فرصنا تعزيز التنمية والاستقرار والرخاء، وتحقيق السلام الشامل، وجهداً لبناء ركائز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية.”

وأضاف الصفدي “يجسد الاتحاد من أجل المتوسط اليوم هذه الرؤية، ويوفر منصة للتقدم نحو أهدافها تعمل في إطارها 42 دولة متوسطية.” وقال الصفدي “قدم الاتحاد برامج وإسهامات وازنة في عديد مجالات، شملت البيئة، وبرامج توظيف هيأت آلاف فرص العمل ودعمت مشاريع صغيرة ومتوسطة. وساهم الإتحاد في إنشاء جامعات أورومتوسطية، تعمل على تشكيل رؤية إقليمية مستنيرة. ويعمل الاتحاد الآن على بلورة أول آلية متابعة بين حكوماتنا في مجال تمكين المرأة.”

وأضاف الصفدي “لكن ما أنجز أقل بكثير مما هو ممكن، وما هو ضروري. ومن هنا تأتي أهمية اجتماعنا اليوم، في الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق مسار برشلونة، لتقويم عملنا، والتوافق على أولويات تعالج الضعف، وتأخذنا بشكل أكثر فاعلية وعقلانية نحو أهدافنا.” وبيّن الصفدي أن “أي تقويم موضوعي لراهننا يبين حجم الاختلالات التي تحتاج معالجة ممنهجة وسريعة.”

وشدد الصفدي على ضرورة معالجة الفجوة الاقتصادية الكبيرة بين ضفتي المتوسط والعجز في الميزان التجاري العميق لصالح شمال المتوسط، الذي لم يحقق وجنوبه بعد الحد المطلوب من التكامل الاقتصادي، وكذلك الفجوة الكبيرة في مستويات المعيشة والإنجاز العلمي والرعاية الصحية والتحول الرقمي وغيرها من المجالات الحيوية. وقال الصفدي “لا يجب أن تكون هذه الفجوات عامل إحباط. على العكس، هي حافز للاستدراك، ووضع البرامج والخطط التي تتيح التدرج المنهجي لمعالجتها. وفي هذه المعالجة منفعة لضفتي المتوسط.”
وأكد الصفدي أن “الاستقرار والرخاء في الضفة الجنوبية تعزيز للاستقرار والأمن في الضفة الشمالية. وضعف الإنجاز وشح الفرص وتراجع الأمل وغياب السلام الشامل والاستقرار في منطقة جنوب المتوسط تهديد لأمن أوروبا. تلك حقيقة أثبتها التاريخ القديم، وتؤكدها مجريات الحاضر.”
‏‎
وأكد الصفدي أن الإرهاب خطر مشترك يغذيه القهر واليأس والصراعات وغياب العدالة والفرص وإنتهاك الحقوق المشروعة والاحتلال، يجب محاربته بتجفيف بيئات اليأس والظلم والعوز واستباحة الحقوق التي يعتاش عليها، وبتعزيز ثقافة الحوار والمساواة واحترام الآخر وحريته الدينية ومقدساته ورموزه.

وبين الصفدي أن الهجرة غير الشرعية وغير المنظمة تحد تواجهه أوروبا لا يتلاشى ببناء الجدران وإغلاق الحدود، بل ببناء المشاريع والمصانع والمدارس، وحل الصراعات في بلدان انطلاقها. واللجوء عبء لا يجوز أن ينسى ضحاياه ولا يجوز أن تترك الدول المستضيفة لتتحمله وحدها.

وقال الصفدي “نستفيد جميعاً من مأسسة التعاون وتحقيق التكامل الاقتصادي الحقيقي، الذي ينعكس تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية وعلمية حقيقية مستدامة في جميع دول جوارنا. وتحقيق هذا يتطلب شرطا تعزيز الإستقرار وتحقيق الأمن والسلام.”

وشدد الصفدي على أن الأزمة السورية لا يمكن أن تبقى “جرحاً ينزف قتلاً وألماً ودماراً. ويجب حل الأزمة الليبية قبل فوات الأوان.” وأكد أن “تفعيل جهودنا للتوصل لحلول سياسية لهاتين الأزمتين تعيد لهذين البلدين الرئيسين في الجوار المتوسطي أمنهما واستقرارهما مسؤولية أخلاقية وإنسانية، ومصلحة مشتركة.”

وقال الصفدي “لن يتحقق السلام الشامل والعادل القادر على إطلاق طاقات شعوبنا في جنوب المتوسط ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.” وأضاف “فالاحتلال نقيض السلام يمنعه ويقوض فرص تحقيقه. يتحقق السلام بالعودة إلى مفاوضات جادة للوصول لحل الدولتين، لا بفرض حقائق جديدة على الأرض، وبناء المستوطنات، وهدم البيوت ومحاصرة الأمل.”

وأكد الصفدي أن المملكة الأردنية الهاشمية ستظل “قوة من أجل السلام العادل، تعمل معكم جميعا على تحقيقه حقاً لكل شعوب المنطقة. وبتوجيه ومتابعة مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ستبقى المملكة تكرس كل إمكاناتها لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، لتنعم مدينة السلام بالسلام.”
وقال الصفدي ان إجتماع برشلونة اليوم “هو رسالة قوية أن رؤيتها ما تزال ضرورة لبناء المستقبل الآمن المنجز الذي نريده جميعا. إتحادنا المتوسطي قادر على إطلاق تحرك ملتزم لتحديد الأولويات، ووضع البرامج التي تعيدنا إلى طريق الإنجاز والتعاون الذي بدأ من هنا، من برشلونة.” وأضاف “وعبر الاتحاد من أجل المتوسط نستطيع بلورة آلية عمل تعوض ما فات من فرص، وتوجد فرصا جديدة لبناء جسور التعاون البناء والضرورة بين ضفتي المتوسط.”

وشكر الصفدي الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وأمين عام الإتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل وفريقه على جهودهم الطيبة. كما شكر وزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس لايا على استضافة المنتدى.

وترأس المملكة الأردنية الهاشمية، إلى جانب الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012، في رئاسة مشتركة، الإتحاد من أجل المتوسط الذي يضم في عضويته 42 دولة هي دول الإتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي. ويعتبر هذا المنتدى الاقليمي الخامس لوزراء خارجية الدول الأعضاء للاتحاد من أجل المتوسط الذي يتزامن انعقاده مع مناسبة مرور 25 عاما على عملية برشلونة، وتم عقد اكثر من 20 اجتماعاً وزارياً وإعتماد أكثر من 60 مشروعاً أورومتوسطي منذ تاريخه.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: