د. هشام توفيق
د. هشام توفيق
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الصهيوني الكبير بايدن ومشروع الدمج..أسبابه ودلالته ومآله

د. هشام توفيق
د. هشام توفيق
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

مقدمة

في غضون هذه الأحداث المتصاعدة في فلسطين والمنطقة والغرب، فإننابحاجة إلى وقفة مع الداء الصهيوني رفقة الداء العربي الاستبداديوالاستكبار الأمريكي حتى نرصد إلى أين مسار المعركة والاستراتجيةالصهيونية وعملية الدمج الجديد بعد فشل الأول، وكيف تتصاعد معالمالتطبيع مع تغيرات في الإقليم والشعوب والمقاومة، وكيف نفهم تصريحاتبتخوف من انهيار الكيان الصهيوني وعيشه شبح الخراب وبداية احتراقهوربط ذلك كله بصفقة بايدن الصامتة اللاشعبوية الميتة في بداياتها  ..؟

لماذا  هذه القراءة  ؟

الهدف من هذه القراءة بعد تجاوزنا مرحلة مهمة من الصراع وهي فترةصفقة القرن هو :

1- فهم المعركة كيف تنتقل من مرحلة إلى مرحلة باستراتجية إسرائيليةأمريكية عربية تعضد المرحلة الأولى من المواجهة الفاشلة التي كانت معترامب ونتياهو وصفقة القرن؟

2- الهدف الثاني من القراءة هو عدم الغوص في قراءة الزيارة الأمريكيةبنظرة محبطة للأمة وفلسطين، وهي نفس القراءة  التي ترصد نقط القوة فيالزيارة على الكيان دون النظر إلى نقط الضعف من هذه الزيارة.

فإذا كانت لبعض الباحثين قراءات حول الزيارة من جهة ذكر خطر الاتفاقاتالجديدة على المنطقة وقوة الخطة، فإنه لا ينبغي تغييب مثالب هذه الخطوةالأمريكية التي تكشف ملامح ضعف وردات فعل إسرائيلية أمريكية،  لإنقاذالمشروع الصهيوني في المنطقة بعد فشله في صفقة القرن وبعده فيمعسكر الشرق واهترائه.. 

وأظن المقاومة تدرك جيدا مدى أهداف هذه الزيارة، وربما يسخر منها القوملأنها جاءت “منقذة متأخرة”..

مصطلحات مفاتيح

ولكي نفقه ثنايا هذه الورقات فلا بأس من تذكير بهذه المصطلحات كمفاتيحللفهم والنقاش:

– مصطلح العلو: استخدمت هذا المصطلح كم من مرة لأنه عنوان ضعفيفضي بالعدو إلى إخراج أوراقه، ومن أشد هذه الأوراق صفقة القرن ثممشروع الدمج الجديد..

مصطلح العلو مؤصل في النص القرآني كمرحلة وخطة إفساد يسعى لهاالعدو حالة شعوره بالانهيار..

– مصطلح التقمص : هذا المصلطح وظفته سلفا في كتابي “الاستراتيجيةالصهيونية والتطبيع الجديد”،  وذكرت أن التقمص هو تلبس بمعنى سياسةصهيونية لاختراق المؤسسة أو الدولة أو الإنسان أو أي جهاز لتحويله إلىكيان تابع. إذن هي الروح الصهيونية تتقمص الأوراق الأمريكية والعربيةلتصعيد التكالب..

وقد ذكرت في كتاب الاستراتيجية أن صفقة القرن جاءت من أجل هذاالاختراق والتقمص لإحداث خراب في المنطقة،  لكن هذه الصفقة ستفشللقوة الشعوب العربية والإسلامية في رفض هذا التقمص الذي يخالف الهويةوالفطرة الإسلامية، مما سيدفع مستقبلا المشروع الصهيوني لإيجاد مشروعآخر في التقمص وهو ما جاء به بايدن اليوم هو الدمج، اختراق وتطبيع فيأقصاه كما ذكرنا به تصريح وزير الخارجية المغربي بوريطا..

وأظن مصطلح الدمج يفضي إلى هذا المعنى كذلك..

– مصطلح الروح الصهيونية: هي عمق الصهيونية هي فكرها التي تتحركفي الأجسام الغربية والشرقية والعربية لاختراقها فتوظيفها كقوة إفساديةلضرب الشعوب والقوى وفلسطين..

– مصطلح الدمج:  ترامب سمى التطبيع والتنسيق العريي الإسرائيليبالتطبيع الكامل،  وبايدن سماه بالدمج الكامل، والدمج أقوى من التطبيع، لأن التطبيع وسيلة التقاء وتنسيق، والدمج التقاء ووصول إلى نتائج الاندماجوالتكامل بين الطرفين، فالتطبيع وسيلة والدمج غاية..

كيف نفهم التحرك الجديد الصهيوني من السياق؟

لا يمكن فهم مسار الاستراتجية الجديدة في المنطقة من قبل القوة الأمريكيةوالإسرائيلية ودواعيها دون فهم لسياق الأحداث، فالتاريخ وماضي الوقائعيمهد لنا الفهم لنفقه كيف تتحرك هذه القوة الثنائية الأمريكية والإسرائيلية،وأي تحليل خارج سياق التاريخ يفضي إلى فهم غير كامل..

تأتي الزيارة بتحول كبير في نفسية الصهيوني التي بدأت تشعر بالخللوالاهتراء، خصوصا بعد تصريحات قادة الكيان ببدايات انهيار الكيان فضلاإلى  تصريحات مفكريه وباحثيه. 

هذا التحول النفسي العقدي الذي بدأ يشعر بالشك الكبير والتهديد للمشروعالصهيوني نرصده خصوصا بعد انتصار المقاومة في سيف القدس ومعاركالقدس والمرابطين ، التي هددت الاحتلال في فلسطين بل والمشروعالصهيوني في المنطقة والشعوب العربية والإسلامية. 

قلت هو تحول نفسي قبل أن يكون سياسيا أو عسكريا، لأن فقدان البوصلةوحدوث الخلل هو من خلال ضرب عمق المشروع الصهيوني في هويته وفكره،فأنت بسيف القدس ومنع مسيرات الأعلام أو تهديدها وتقزيم حجمها، هويؤثر في مفهوم السيادة الصهيونية لفلسطين، أي أنك تقوض فكرة وجودشيء اسمه إسرائيل، وبالتالي فأنت تؤثر سلبا في الروح الصهيونية التيتلبست بالقوى الغربية والعربية لإنقاذ الخنجر الصهيوني الكياني الذي بدأيتزعزع من مكانه بسبب قوة المقاومة..

وهذا التأثير في النفسية الصهيونية بسبب توالي الانتصارات الفلسطينية هوالذي أفضى إلى تصاعد التطرف الصهيوني، وخروج “منظمات لاهافا”،والقوى اليمينية لتسريع عملية السيادة والاحتلال والاقتحام، سواء في حدثالشيخ جراح وما بعده في جنين ومقتل شيرين، لكنهم فشلوا بسبب وجود قوةاستراتيجية في المنطقة، وهي المقاومة الفلسطينية الشعبية  والعسكرية فضلاعن نصرة الشعوب…

وتزداد النفسية الصهيونية تأزما وشعورا بالانهيار مع بداية اهتراء المشروعالصهيوني في معسكر الشرق بعد الحرب الأوكرانية الروسية، وبوادر تخلصالمعسكر الشرقي الروسي من فضلات هذه الروح الصهيونية التي تقصمتمنذ عقود المعسكر الشرقي والغربي، والتخوف الكبير تحرك في الغربيفضي إلى استخلاص الروح الصهيونية من المعسكر الغربي الأروبيوالأمريكي خصوصا بعد ردود أفعال القوى الغريية بعد مقتل شيرين…

“مرحلة الإنعاش “

أمام هذه الظروف الصعبة للكيان الصهيوني ومشروعه العالمي، فإن الكيانالصهيوني كما عهدناه بشكل طبيعي ومسلم يجنح إلى سياسة قديمة سميهاإن شئت (البحث عن السيادة الإسرائيلية خارج إسرائيل )، وإن شئتاختصر السياسة في استراتجية اسمها (الإنعاش الاستراتجي) من خلالخطوات استراتجية قوية وازنة، تسطر لمسار جديد من التعزيز  والدعم للكيانالصهيوني، ونتذكر هنا الخطوة الاستراتجية الصهيونية التي تسمى (صفقةالقرن مع ترامب وفتح السفارة في القدس ) كانت خطوة استراتجية لها مابعدها من برنامج إسرائيلي أمريكي في الكيان الصهيوني والمنطقة، جاءتصفقة القرن بعد شعور بتغيرات في المنطقة رغم الانقلابات المنظمة المخربةفي المنطقة..

الإنعاش استراتجية جديدة

وهذه الخطوة الاستراتيجية بطبيعة الحال جاءت بعد مجموعة من البحوثوالدراسات الصهيونية والإسرائيلية، تجنح إلى وصول الكيان الصهيوني في2018 إلى حد الضعف والتهديد أمام استراتجية في المقاومة الفلسطينية،وتغيرات في العالم العربي والإسلامي والشعوب العربية ضد الكيانالصهيوني في المنطقة. 

فليس عبثا التفكير في خطة وصفقة تنعش الكيان الصهيوني من جديد وتنقذماء وجهه، من خلال دمج حقيقي للأنظمة الاستبدادية العربية في مشروعالكيان الصهيوني لحماية المنطقة، والكيان من كل تهديد عوض التدخلالأمريكي…

 بعد تنزيل صفقة القرن بمعية وريادة أمريكا وتطبيع كثيف مع دول عربية، كله من أجل عملية الإسعاف للكيان الصهيوني الذي صنعوه في 1948 ولازال يقوم بدور كبير في العالم والمنطقة العربية، وبعد 4 سنوات من (2018 إلى  2022) من تنزيل صفقة القرن وفشل تحقيق الأهداف من الصفقةلتصفية المقاومة والشعوب والقوى المناهضة للصهيونية، وبعد مرحلة سيفالقدس وفشل التطبيع الكامل، تأتي مرحلة أخرى من (الإنعاشالاستراتيجي) للمشروع الإسرائيلي، وبطبيعة الحال  عملية  إدخال المريضالإسرائيلي إلى غرفة الإنعاش، تحتاج دائما إلى الطبيب الأمريكي ليقودالعملية الإسعافية، ثم تليها الإنعاشات الثانوية العربية المطبعة الصادرة منخطة الإنعاش الكبرى الاستراتجية “خطة بايدن” سميها ..

فما هي ملامح هذه “الخطة الإنعاشية” في هذا التوقيت، ويتساءل الكثيرعن مدى غايات هذه الزيارة الأمريكية ؟ وهل تشبه سابقتها مع ترامبونتنياهو؟

وهنا نقف عند  أربعة أسباب من استدعاء أمريكا مجددا بعد صفقة  ترامبالشعبوية  : 

– السبب الأول، توسعي إقلميي

السبب الأول من هذه الزيارة هو فتح آفاق تمدد وتوسع المشروع الصهيونيبشكل جيو سياسي من خلال صناعة ( ناتو الشرق الأوسط ) بقيادةإسرائيل، وهذا حلم الكيان الصهيوني، أي انتقال من التطبيع الثانوي فيتخصص أمني أو عسكري أو سياسي أو دبلوماسي أو اقتصادي، إلىتطبيع متكامل كامل اندماجي، وحين نقول صناعة “ناتو عربي إسرائيلي” بمعنى هو تطبيع أمني استخباراتي عسكري سياسي دبلوماسي اقتصاديعلمي بحثي، لا يختصر في مجال محدد، بل كل المجالات التي تخدمالمشروع العربي الإسرائيلي والأمن بمفهومه العام.. 

وهذا له دلالة قوة وضعف: 

–  قوة من حيث الانتقال من حجم كيان صهيوني  يدافع عن نفسه إلى حجمأكبر يسمى “كيان ناتو عربي إسرائيلي”….

-ومن ناحية الضعف فالسعي إلى “ناتو عربي إسرائيلي” هو دلالة تخوفالكيان الصهيوني مما وصلت إليه المقاومة في فلسطين والقوة في إيرانوحزب الله، فضلا  إلى مستوى مناهضة الشعوب العربية والإسلامية للكيان.

إذن تحقيق الهدف الإقليمي  في المنطقة هو توسع وتمدد، نابع من تخوفاتبسبب انهزامات سابقة، وخسائر صهيونية في فلسطين مع المقاومة، وفيالمنطقة مع الشعوب العربية والإسلامية، إذن لا بد من تصعيد جديد فيالتطبيع الكامل والتوسع والاختراق بمستوى يصل إلى الدمج أي جهاز عربيإسرائيلي موحد في التصور والبرنامج، يوجه المعركة إلى العدو الأساس فينظرهم،  المقاومة وحماس وإيران والشعوب ..

هذا التخوف كان بارزا بعد سيف القدس، وخروج الشعوب العربيةوالإسلامية إلى الشارع،  وفشل التطبيع في المنطقة، ورفضه من الشعوبالعربية والإسلامية، وهذا التخوف من التحولات الجديدة هو بطبيعة الحال مارصدته مراكز إسرائيلية، ورصدت مدى وصول الكيان إلى عنق الزجاجةوتطرف أكبر، خصوصا بعد هزيمة معارك أعلام المسيرات الإسرائيلية،وانتصار معارك المقدسيين في المسجد الأقصى والشيخ جراح وسلوان وبابالعمود وغزة.. 

فلا غرو إذن التفكير الإسرائيلي في إيجاد كيان أوسع يسمى (الناتو العربيالإسرائيلي) لمنح الكيان الصهيوني الأمن والقوة والدعم الكامل وتمكينه منالتهويد والاستيطان دون مشوشات وبتنازل ودعم وتشجيع، لا شبه الدعمالأول فترة صفقة القرن التي لم تنجح مع ترامب ونتنياهو في صناعة “كيانكبير يسمى الناتو العربي الإسرائيلي”..

– السبب الثاني، النفسي: 

زيارة بايدن هو لتعزيز الثقة في الصهاينة والمستوطنين الذين باتوا يشعرونبالقلق وهاجس شبح الزوال بسبب:

– صدمة المعارك: يعاني ما يسمى المجتمع الصهيوني شبح الثقة بعد معركةسيف القدس وشهادات قادة الكيان بالانهيار وبعد وفترات انهزام في تحقيقهدف رفع الأعلام الصهيونية في القدس براحة وأمن وتهديد لتحقيقالسيادة..

– صدمة التطبيع: وقد زاد قلق المجتمع الصهيوني إحباطا خصوصا بعدعملية التطبيع الكبيرة، التي جاءت كخطة ادعائية منظمة كاذبة تكذب علىالصهاينة، من أوهمتهم القوى الصهيونية الدعائية بمشروع إسرائيل الكبرى، وتحقيق مكاسب كبرى أمنية بعد ردات فعل الحكام العرب والأنظمة أمامالتطبيع والارتماء أمام الاتفاقيات الإسرائيلية بسرعة قصوى، مما أوهمالصهاينة أن الكيان الصهيوني سيحقق مكاسب ونجاحات في وقت  يتأزمويتقزم حجمه أمام المقاومة التي تهدد مساره وتظهر للصهاينة أن الكيانالصهيوني يكذب عليهم من خلال خطة تطبيع منظمة، تكشف أن الكيانبخير، وأنه يتمدد.

– صدمة قوة الشعوب: في المقابل الشعوب العربية والإسلامية كانت رافضة،بل مناهضة  مما زاد من تهديد المجتمع الصهيوني الذي كان مهددا فقط منالمقاومة، وفي الوقت الذي كان يبحث عن نقط انتصار في المنطقة ودعم أمنيلكيانه ضد المقاومة، اكتشف مهددا ثانيا وهي الشعوب العربية والإسلامية، فكانت الانتقادات الإسرائيلية قوية تجاه مشروع التطبيع الذي وصف منقوى البحث الصهيوني أنها خطوات فاشلة لا تحقق أمن الكيان الصهيونيمن قبل الأنظمة العربية بما أن الشعوب هي الرافضة المؤثرة في الأرضصاحبة الإرادة..

خلاصة القول عملية التطبيع لم تنجح في إعادة الثقة النفسية في المجتمعالصهيوني الذي بات يعيش شبح الخراب، ربما زيارة بايدن وعقد خطط قدتحقق( الإنعاش النفسي ) التي هي ضمن خطة (الإنعاش الاستراتجي)،خصوصا “لمنظمات لاهافا” والجمعيات الصهيونية المتطرفة التي لم تعدتنتظر أكاذيب الحكومة الإسرائيلية، بل تسعى إلى تحرك كبير يسرع عمليةالخلاص التي تعتقد بها القوى اليهودية والبروتيستانية.. 

ربما هذه الزيارة تخفف الغضب الشعبي المتطرف وتوهمه كذبا، وتمددأساطيره خوفا من تسرعات متطرفة وفشل في الثقة للعقيدة  التلمودية، لكنالصدمات ستتوالى بسبب تغيرات في ميزان القوة في المنطقة وما خفيأعظم..لذلك كان هدف الزيارة الأمريكية هو المنطقة بدمجها وتذويب المشروعالصهيوني فيها لتسريع التخريب  بدل ظهور رياح التحرير من الخارج أيالمنطقة..

السبب الثالث أمني:

هو التعزيز الأمني للكيان الصهيوني الذي يتخوف من أهم مهدد وهو القوةالعسكرية والأمنية خصوصا بعد تحولات في ميزان القوة قي المنطقةوفلسطين : 

– بعد تصاعد قوة المقاومة بعد سيف القدس..

-بعد ظهور دول تدعم المقاومة مثل الجزائر وروسيا..

– بعد تهديد إيران التي يتعزز مسارها بعد تعثر الاتفاق الأمريكي الإيرانيالنووي خصوصا بعد التنسيق الإيراني الروسي الاستخباراتي والأمني..

ولأهمية الأمن في برنامج هذه الزيارة فلا بد من التعرف على فروق بين :

– فرق بين صفقة ترامب وبايدن

-بين التطبيع والدمج

فرق بين صفقة ترامب وبايدن

إذن مرحلة ترامب جاءت بصفقة القرن لتحقيق الأمن الإسرائيلي في الكيانضد المقاومة.

 الآن ومع التحولات العالمية والإقليمية الكيان لا يحتاح الكيان الصهيوني إلى صفقة قرن تطبع مع حاكم بحريني في بحر البحرين، و لا يحتاج اليومإلى تطبيع في شكل رقصة بحرينية يهودية في قصر البحرين، ولا يحتاجالكيان إلى تطبيع ينقل تلاميذ مدرسة مغربية إلى معبد يهودي من أجلالتهويد، هذه المرحلة بالنسبة للكيان الصهيوني هي مرحلة العلو،  أي إخراجالكيان الصهيوني آخر أوراقه،  وأظن آخر ورقة التي كلفت الكثير هي معترامب وصفقته،  أما بايدن فلن يحقق سوى القليل لماذا :

–  وورقته مكملة متأخرة،

–  لأن حركته لن ترقى إلى فعل وشعبوية ترامب وكوشنير،

– وحركته ستوصف بالضعف ولن تأتي بقوة لأن هناك إكراهات دوليةوأولويات وهي الصين وروسيا،  وليس عبثا أن جعل بايدن ضمن برنامجهالسياسي الانتخابي قضية فلسطين وإسرائيل هي الثامنة أو العاشرة،وقضية الصين وروسيا هي الأولوية والخطر الكبير..

مع ذلك لن تتخلى أمريكا عن الكيان الصهيوني الذي يخدم مشروعهاالصليبي ويحقق (حصارا ومنعا وأسرا “لغول كبير ” في أصفاد الصهيونيةوالاستبداد العربي) وهو “مارد” الشعوب العربية والإسلامية والفطرة..

إذا كانت أمريكا مهددة من روسيا ومن الشرق الروسي،  فإن مهدد( الأمةالإسلامية ) والمنطقة وتحررها قد يشكل خطرا كبيرا أمام الكيان الصهيونيومشروع الغرب وأمريكا..

ويزداد الطين بلة..

إذن ما الحل لإيقاف المهددات المستقبلية في المنطقة؟

من التطبيع إلى الدمج

إذن زيارة بايدن تأتي باستراتجية وصفقة جديد لكنها جزئية خصوصا فيالمجال الأمني العسكري لتأمين المنطقة من أي انفلات وتقوية للحضورالإسرائيلي، كي لا تخسر أمريكا  المنطقة كما خسرت أوكرانيا وروسيا، وكيلا تظهر في العالم قوة جديدة في المنطقة فضلا عن القوة الروسية المهددةبتشكيل حلف جديد مهدد بين المنطقة وروسيا..هذا ما ترصده دراستهم…

ومن أهم معالم هذه الصفقة الأمنية وهي نقل الأنظمة العربية المطبعة، منقوى تطبع أمنيا وعسكريا من خلال  (اتفاقات محتشمة ) إلى تطبيع ميدانيفي شكل صناعة مؤسسة سياسية عسكرية أمنية  تسمى (الناتو)  تحققالاتفاقيات السالفة المطبعة بين الأنظمة العربية.

شكل المؤسسة هي قوة عسكرية، وروحها صهيونية تجمع قوى الشر فيمنظومة استكبارية واحدة، أي يمكن أن تسمي هذه المرحلة مرحلة “الاكتمالوالتكامل”، أي صناعة كيان كبير إسرائيلي عربي يتحرك بقوة واحدة وتصورواحد يحرق كل من مشوش في مسار الدمج وتصفية المقاومة وإيران والقوىالحية في الشعوب..

وبالتالي أي تهديد سيهدد الكيان من الداخل مثل حماس والمقاومة سيكونبمثابة تهديد للناتو العربي والاسرائيلي، وأي تهديد لكيان الناتو فهو تهديدللكيان الصهيوني، بمعنى مثلا  “القوة  الإماراتية” بعد غد ستكون ضمنقانون الناتو مجبرة على مواجهة الفلسطيني المقاوم، والكل يفقه جيدا قوانينالناتو..

في المقابل أي تهديد يهدد السعودية  أو دولة عربية سيهدد الكيان الصهيونيوالناتو وكل من شارك في الحلف..، لكنها الخطة الأمريكية للبحث في المنطقةعن سياغة تنوب عن أمريكا في المنطقة، وهي خطة منظمة محكمة قد تسقطالأنظمة العربية الضعيفة في المزلق الحربي الذي سقطت فيه أوكرانيا وأروباحين حرضتها أمريكا وتراجعت بعد ذلك…

إذن هي المرحلة الصهيونية التي رصدتها من خلال كتابي (الاستراتيجيةالصهيونية والتطبيع الجديد ) وهي (مرحلة الإخراج ) مرحلة إخراجالصهيوني لأوراقه الأخيرة لأنه مهدد، إخراج إلى حد التحالف والتكالبالكامل والدمج بمفهوم بايدن..

السبب الرابع، نيابي خارجي :

تفكيك مفهوم التطبيع والدمج…

تسعى الزيارة إلى الانتقال من مرحلة إلى مرحلة من “مرحلة التمهيدللتطبيع” و التنسيق مع الأنظمة العربية إلى “مرحلة  الدمج” معها، وهو ماصرح به بايدن في اليوم الأول من الزيارة، بأن الهدف من الزيارة دمجإسرائيل في المنطقة، بمعنى الخطوة الأولى لأمريكا مع ترامب  وصفقة القرنهي خطوة تثبيت الخنجر الصهيوني في المنطقة (بعد معارك المسجدالأقصى وغزة) وفتح الباب للكيان للتطبيع بالضغط على أنظمة، ودفع أنظمةأخرى دون ضغط، لكن الخطوة الثانية مع بايدن هي “خطوة دمج الكيان” كاملا في المنطقة ولهذه الخطوة أسباب:

– حين نقول الدمج أي تذويب الكيان الصهيوني ومشروعه في المنطقةعسكريا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا وفلاحيا وفنيا ورياضيا في كلالمجالات، لماذا؟  :

– لصناعة قوة في المنطقة تنوب عن أمريكا التي انسحبت وتركت الفراغللصين وروسيا (حسب تصريح بايدن في  القناة 12 الإسرائيلية)، وهي نفسالقوة التي يمكن أن تنفذ أي مشروع في المنطقة بجود (ناتو وتجمعإسرائيلي عربي) يمكنه أن ينوب عن  غياب أمريكا ميدانيا ..

لكن هل هذا يعني أن خطوة ترامب وأمريكا في البداية مع صفقة القرن لمتحقق النتائج المرجوة من إدماج كامل سمي في اتفاق أبراهام بالتطبيعالكامل؟

ألم تحقق التحركات التطبيعية  الكثيفة الإسرائيلية المطبعة مع الأنظمة العربيةالتطبيع الكامل والاندماج لحماية إسرائيل في مرحلة صفقة القرن وقمةالنقب وأبراهام ؟    

أين هي إذن تصريحات قادة الكيان أن اتفاق المغرب مع إسرائيل والإماراتوالبحرين ووو هي اتفاقات تاريخية؟

– إذن استدعاء أمريكا مرة إلى المنطقة من قبل الكيان الصهيوني بعد فشلترامب، هو عودة إلى النظر في هذا التطبيع وكأن به خللا، وخصوصا أنهتطبيع كاذب كانت وراؤه خطة إعلامية ادعائية ذكية..

الحقيقة أنه  تطبيع لن يرقى إلى التطبيع “والدمج الكامل” بسبب رفضالشعوب التي لها الكلمة في ذلك ووجود قوى مناهضة كبيرة ترفض دمجالكيان في المنطقة  …

إذن “مفهوم الدمج” الذي صرح به بايدن في اليوم الأول من الزيارة  هومفهوم جديد، لكن معناه قديم تلبس سابقا في لبوس التطبيع الكامل الذيفشل.

ها هي دائما أمريكا تأتي كقوة عالمية تقمصتها الروح الصهيونية منذ عقودلتقدم شيئا للكيان الصهيوني، وها هي أمريكا حاضرة مرة أخرى لتلعب لعبةصناعة الاستراتجية لصالح الكيان الصهيوني، ثم الرجوع إلى الوراءللاهتمام بمعركة روسيا والصين..

لكن التحرك هذه المرة لن يرقى إلى التحرك الأمريكي في فترة ترامب لأنالتحديات كبيرة وعالمية ومتجددة..

سينياورهات

لكن خطة بايدن هل ستنجح؟  

لن تنجح لأن بايدن دخل إلى حلبة الصراع التاريخي تحت مظلة الأخطاءومتأخرا:

أولها: خطأ مستشار الأمن القومي الأمريكي حين صرح قبل نزول طائرةبايدن بأن أمريكا ستفتح القنصلية فيما يسمونها( القدس الشرقية)،  ثمرصدنا التراجع عن هذا التصريح وتم وصفه بالخطأ، لأن القدس في سياسةبايدن هي القدس التي هي عاصمة إسرائيل بما أن بايدن لم يقم بإلغاءقرارات ترامب وصفقة القرن…

-ثانيا: تأتي زيارة بايدن، وروسيا تتوجه في نفس الوقت إلى إيران. وهيرسالة خطيرة من روسيا إلى أمريكا، فهذا التنسيق الروسي الايراني يثقلكاهل أمريكا التي لا يمكنها فتح بوابات صراعها على روسيا وإيران معا.  وهذا التوجه الأمريكي إلى المنطقة هو دلالة تخوف تصاعد تنسيق أعداءإسرائيل مع روسيا، وهذا يهدد الكيان والزرع الذي زرعوه،  مما يستدعيعلى الأقل صناعة ناتو حقيقي يعوض وجود أمريكا في المنطقة، وإلا فإنوجود أمريكا في المنطقة كما سبق مع ترامب (بتقديم لأولوية الإسرائيلية علىكل القضايا العالمية) سيجعل أمريكا في منزلق أولويات الأخطار، و هذا مالا يرغب بايدن السقوط فيه كما فعلت سياسة ترامب سلفا(تركت الصينوروسيا وقدمت اسرائيل والمنطقة كأولوية ).

وفي هذه الأثناء أظن أن المقاومة الفلسطينية والشعوب هي الرابحة من هذهالزيارة، لأنها زيارة تعكس مدى فشل الأولى (صفقة القرن )، فتم استدعاءالثانية لترميم المنكسر والمنهار من مشروع الخنجر الصهيوني، أظنه زمنالاحتراق ببطء..

وبهذه المناسبة أسأل الله أن يرحم الفقيد الدكتور محمد اللياوي المغربيالذي كان محبا لبيت المقدس منافحا عن الأمة دارسا للتاريخ بعمق،  رحمهالله وهو الذي كنت أتقاسم معه قراءاتي ومقالاتي…

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts