العتوم لـ “البوصلة”: رمضان محطةٌ للتغيير والتقاط الرسائل الربانية من الصيام

العتوم لـ “البوصلة”: رمضان محطةٌ للتغيير والتقاط الرسائل الربانية من الصيام

عمّان – رائد صبيح

عبرت النائب السابق والخبيرة التربوية الدكتورة هدى العتوم في تصريحاتها لـ “البوصلة” عن أسفها الشديد من أنّ كثيرًا من قلوب النّاس لم تلتقط رسائل النفحات الربانية التي ينبغي على كل مسلم أن يتزود فيها من شهر الصيام الذي يمثل محطة خلال طريقه وسيره وحياته التي تهدف لإرضاء الله سبحانه وتعالى والإقبال على الطاعات والتقليل من الأكل والشراب والنوم في سبيل ذلك.

وقالت العتوم: إنّ أحد جوانب رمضان وأهمها أن نكسر العادات والشهوات، والطريقة التي نستمر فيها بعاداتنا وأكلنا والعلاقات الاجتماعية الأصل في عبادتنا برمضان بنوعياتها وفي اتجاهاتها.

وتابعت بالقول: لذلك الأكل في رمضان محطة عبادة للتزود حتى يستطيع الإنسان أن يصوم وليس مقصدًا بذاته، وصحيح أنه يؤلمك ما تراه من تزاحم على الأسواق ومحلات الاكل والشرب، وارتفاع وتيرة حمّى الشراء في رمضان، رغم أنه يجب أن تكون الأمور على العكس تمامًا، وأن يكون التخفيف.

وأضافت العتوم: إنّ الصالحين بشكلٍ عامٍ كانوا يقولون في كل حياتهم: اللهمّ اكفنا بالقليل من الطعام واشفنا بالقليل من النوم، والأصل أن نقلل طعامنا وشربنا ونومنا في هذا الشهر الفضيل، لأن العبادات في رمضان تستلزم ذلك.

د. هدى العتوم: شهر رمضان يعطي لمن أقبل على الطاعات والعبادات دفقة مختلفة من التفكير والشعور والأحاسيس

واستدركت، إن كان الأصل في كل مسلم أن يكون متوازنًا في كل أيام حياتهم وخاصة في رمضان عليه أن يكون أكثر توازنًا، لكن الأسف الشديد حتى في الأيام العادية ليس هناك توازن بل ويزداد الخلل أكثر في رمضان، نسأل الله أن يصلح حالنا.

رمضان محطة للتزود

وأشارت إلى أنّ شهر رمضان أحد محطات الحياة، والغاية من كل حياتنا أن نسير لله جلّ جلاله وغايتنا من هذه الحياة رضا الله سبحانه وتعالى، ورمضان محطات في حياتنا نمر عليها حتى نتزود للقاء الله.

وقالت العتوم: إن الزاد للقاء الله لا يكون بمثل هذه المظاهر التي نقوم بها، من العناية الزائدة في الأكل والشرب، والعناية الزائدة في نواحي ترفيه النفس، والتوسع في مثل هذه الأمور، فليست من القيم الأخلاقية والقلبية التي تتناسب مع الشهر الفضيل.

لا تضيعوا الرسالة والمقصد

ولفتت إلى أنّ رمضان هو كما هو بكل خيره كما في كل عام ولكن قلوبنا هي التي تقبل وتدبر، وللأسف أنّ كثيرًا من القلوب لم تلتقط الرسائل الرمضانية العظيمة التي بثها الله في هذا الشهر الفضيل، فما زالت تضيع الرسالة وتضيع العنوان وتضيع المقصد من الشهر الفضيل.

وتابعت حديثها بالقول: نسأل الله أن يحيي موات قلوبنا، وأن يكون رمضان على حقيقته بالنسبة لنا كمحطة للتزود للقاء الله تعالى والتزود من العبادات والطاعات وكثير من الأخلاق، وترميم نواحي الروح، وتغيير الكثير من السلوكيات والعادات التي نلتقطها في أيامنا العادية.

وشددت على أنّ رمضان يعطي لمن أقبل على الطاعات والعبادات دفقة مختلفة من التفكير والشعور والأحاسيس تجعل الإنسان يغير وجهته وطريقه وأسلوبه.

وقالت العتوم إن رمضان ٣٠ يومًا كمدرسة ربانية بليلها ونهارها وما فيها من الإعانة الربانية بحيث أن الإنسان يغيّر فيه الكثير من عاداته ويصحح مساراته.

وختمت حديثها بالقول: نسأل الله أن يعيد رمضان على الأمة العربية والإسلامية بالعز والنصر والسؤدد، ونسأل الله أن يعيده علينا ونحن نصلي في ساحات الأقصى فاتحين، ونسأل الله أن يرمّم جراح هذه الأمة التي كانت أغلب انتصاراتها في رمضان، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكون رمضان محطة الزاد والنصر بإذن الله.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: