العجوز ومسجد الملك

العجوز ومسجد الملك

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (237)

  • يُحكى أنّ ملكا أراد أن يبني مسجدًا في مدينته؛ وأمر أن لا يُشاركه أحدٌ في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره، حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد، وحذر من أن يساعد أحد في ذلك، وفعلاً تم بناء المسجد ووضع اسم الملك عليه.
  • v    وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام وكأن أحد الملائكة نزل من السماء، فمسح اسم الملك وكتب أسم أمراة، فلما استيقظ مفزوعا أرسل جنوده ينظرون هل اسمه ما زال، رجعوا وقالوا نعم اسمك موجود، وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا، وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنودة يتأكدون، ذهبوا وأخبروه أن اسمه مازال كما كان.
  • v    وفي الليلة الثالثة، تكررت الرؤيا، فحفظ اسم المرأة، فأمر بأحضارها، فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة، فسألها هل ساعدت في بناء المسجد؟ قالت يا أيها الملك: أنا امرأة عجوز فقيرة، وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه، فلا يمكنني أن أعصيك، فقال لها أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد؟ قالت والله ما عملت شيء قط في بناء هذا المسجد.
  • إلّا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا أحد الدواب التي تحمل أدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد، وبالقرب منه سطل به ماء، وهذا الحيوان يُريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع، والعطش بلغ منه مبلغا شديدًا، فقمت وقرّبت سطل الماء منه فشرب. هنا قال الملك:عملتي هذا لوجه الله فقبل الله منك، وأنا عملت ليقال مسجد الملك، فلم يقبل الله مني، ثم أمر الملك أن يُكتب اسم المرأة العجوزعلى هذا المسجد.

قلوب العارفين لها عيون

  • كان الخمر يتساقط من شفتيه وهو يقول الله الله، فلما رآه الإمام مالك أخذ يغسل فم الشاب بالماء ويُطيبه إكرامًا للفظ الجلالة، ثم ذهب لبيته وبينما هو نائم؛ جاءه ملك فى رؤيا فى المنام قائلا له: يا مالك طهَّرْت فمه من أجلنا فطهرنا قلبه من أجلك، فقام مالك ليصلى الفجر فوجد الشاب الذي كان مخمورا يُصلى ويبكى بشدة  فى المسجد ويستغفر ربه، فتعجب مالك وقال له: كيف ذلك أيها الشاب؟، فقال له الشاب: يا إمام إنّ الذي هدانى قد أخبرك بحالي، إنها لغة القلوب، وقلوب العارفين لها عيون لأنها قلوب ترى بنور الله.

لا ينفعك إلا صلاتك

  • إذا وجدت غبارًا على مصحفك؛ فابكي على نَفسك. فمن ترك قراءة القرآن ثلاثة أيام منْ غير عذر سُميّ هاجرًا! فالدنيا ثلاثة أيام، الأمس:عشناه ولن يعود، واليوم: نعيشه ولن يدوم، والغد: لا ندري أين سنكون، فصافح وسامح وتصدق، وقل خيرًا أو اصمت، فأنا وأنت وهم  راحلون.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: