العراق.. ما قصة الجوازات الدبلوماسية وأعدادها الكبيرة؟

العراق.. ما قصة الجوازات الدبلوماسية وأعدادها الكبيرة؟

العراق.. ما قصة الجوازات الدبلوماسية وأعدادها الكبيرة؟

بغداد – كما في كل دول العالم يحصل الوزراء والنواب وموظفو السلك الدبلوماسي وأصحاب الدرجات الخاصة على جوازات سفر دبلوماسية بهدف تسهيل مهامهم خارج البلاد وفق الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولات المعمول بها على مستوى العالم.

لكن الوضع في العراق مختلف، حيث تمنح الجوازات لأشخاص بعيدين عن السياسة وعن الدبلوماسية، وتمنح على أساس المحسوبية، حسب ما أكدته لجنة النزاهة النيابية العراقية التي رفعت دعوى قضائية ضد وزير الخارجية فؤاد حسين لعدم إفصاحه عن الأعداد الحقيقية للجوازات، ومنحها لغير مستحقيها، حسب اللجنة.

وبعد أسابيع قليلة من إعلان وزارة الداخلية العراقية إصدارها أكثر من 4 آلاف جواز سفر دبلوماسي خلال عام واحد، قدم نائبان في لجنة النزاهة، هما: سروة عبد الواحد وهادي السلامي، طلبا للادعاء العام في الثالث من الشهر الجاري لتحريك شكوى قضائية ضد وزير الخارجية، بسبب عدم تزويده اللجنة بكشف عن القائمة التي تتضمن حاملي الجوازات الدبلوماسية.

وقالت النائبة سروة في لقاء تلفزيوني على محطة أخبار محلية إنه تم تقديم كتاب لوزير الخارجية لتوضيح مسألة الجوازات الدبلوماسية الممنوحة لغير مستحقيها، ولم تأت إجابة عليه خلال 15 يوما حسب ما ينص قانون مجلس النواب.

وقالت سروة في المقابلة إن جوازات دبلوماسية منحت لـ”موديلز” وعارضات أزياء ومشاهير على تطبيق تيك توك. وأضافت أن الجواز الدبلوماسي العراقي بات بلا أهمية ولا احترام بين دول العالم.

45 ألف جواز دبلوماسي

وطبقا لما جاء في طلب الادعاء، فإن معلومات لجنة النزاهة تؤكد وجود 45 ألف جواز دبلوماسي صادر، وقد عدّت اللجنة الرقم هائلا.

وكانت وزارة الداخلية العراقية التي تصدر الجوازات أقرّت بمنح ما بين 4 آلاف إلى 4200 جواز سفر دبلوماسي خلال عام منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2021، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن مدير شؤون الجوازات العامة في الوزارة العميد الحقوقي ماجد أحمد.

وأوضح العميد أحمد أن محصلة الجوازات الدبلوماسية الصادرة هي ما مُنِح لنواب الدورات السابقة والدورات الحالية والاستثناءات الممنوحة حصرا من جانب وزير الخارجية وفقًا للقانون.

وعن سبب عدم رد الخارجية على طلب النائبين، أوضح المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف -في اتصال مع الجزيرة نت- أن الوزارة بصدد تجهيز ملف مفصل ليتسنّى لها الرد وفق المعطيات والوقائع.

دبلوماسية للأطفال

وتعليقا على الموضوع، أوضح الخبير القانوني أمير الدعمي أن جواز السفر الدبلوماسي يفترض ألا يمنح إلا بموجب القانون، وأن منحه حسب القانون يكون حصرا من قبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وفق السياقات المعمول بها.

ورأى -في حديثه للجزيرة نت- أن المخالف للقانون هو منح هذا النوع من الجوازات لأسر النواب أو أقربائهم بمن في ذلك أطفالهم، معتبرا أن ذلك مخالف للقانون والأعراف الدولية.

وينص القانون العراقي على منح الجواز الدبلوماسي لرؤساء الجمهورية والحكومة وأعضاء البرلمان، إضافة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى ورؤساء إقليم كردستان ومجلس وزراء الإقليم، وأصحاب الدرجات الخاصة العاملين في الدولة، مع وجود استثناءات يقرّها حصرًا وزير الخارجية أو رئيس الوزراء.

ذوو السفراء

من جهته، قال الدبلوماسي العراقي السابق غازي فيصل إن ما أعلن من وجود نحو 45 ألف جواز دبلوماسي صحيح، إلا أنه استغرب منح هذا النوع من الوثائق لفنانين أو مشاهير وعدّ ذلك خروجا عن المنطق.

ووصف منح أطفال السفراء جوازا دبلوماسيا بالأمر المقبول، وقال إنه لا يخالف النظام الذي أصدره مجلس الوزراء عام 2011.

وعن قانونية احتفاظ السفير أو الدبلوماسي بجواز سفره الدبلوماسي بعد إحالته على التقاعد، أوضح فيصل أن ذلك يُعدّ قانونيا ولا إشكال فيه، بشرط ألا يكون معاقبا بجريمة، وإذا تغير مساره الوظيفي فيسحب منه الجواز الدبلوماسي.

أنواع الجوازات

وجوازات السفر في العراق على 4 أنواع وفق القانون، وهي: دبلوماسي وخاص وجواز خدمة وعادي. يمنح الأول من قبل رئيس الحكومة أو وزير الخارجية للوزراء والنواب والعاملين في السلك الدبلوماسي، بقصد تسهيل أدائهم لمجموعة من الأعمال المهمة التي تخدم مصالح الدولة.

وللمهمات الرسمية يمنح جواز السفر الخاص، ويشمل رجال السلك الإداري في وزارة الخارجية، بناء على طلب كتابي من الوزير المختص لموظفي المرتبة السابعة فما فوق، الذين ينتدبون إلى الخارج في مهمات رسمية مؤقتة لا تزيد على 6 أشهر.

ويمنح جواز سفر الخدمة لكبار ضباط الجيش والشرطة والشخصيات العسكرية والأمنية، ممن يرسلون ضمن وفود إلى دول أخرى بهدف التدريب أو للمشاركة في دورات أو مؤتمرات أو ورشات.

أما جواز السفر العادي فيمنح للمواطنين العاديين، ويكون نافذا لمدة 8 سنوات، وقابلا للتجديد وفق الشروط والضوابط المعمول بها.

الجواز العراقي في الحضيض

واحتل الجواز العراقي المرتبة قبل الأخيرة في ترتيب جوازات السفر العالمية، حسب تصنيف شركة الاستشارات السويسرية (Henley & Partners) لعام 2022.

وذلك بناء على مؤشر حرية التنقل بحصوله على 28 تأشيرة حرة فقط، أي بالمرتبة 110 من أصل 111 دولة مدرجة في الجدول، يسبقه الجواز السوري بـ29 تأشيرة حرة، والباكستاني بـ31 تأشيرة حرة، بينما حلّ الجواز الأفغاني في المرتبة الخيرة بحصولها على 26 تأشيرة حرة.

وتعقيبا على عدد الجوازات الدبلوماسية الكبير، توقع الباحث في الشأن السياسي هادي العصامي أن يكون عدد الجوازات الدبلوماسية العراقية قد يفوق 45 ألف جواز.

ورأى أن سمعة العراق أسيئ لها بسبب منح فنانات و”موديلز” وغيرهن ممن هن خارج العمل الدبلوماسي.

وأعربت تقارير محلية عن خشيتها من توجه بعض الدول لعدم اعتماد جوازات السفر الدبلوماسي العراقي بسبب ارتفاع عدد حامليها.

يذكر أن من مزايا الجواز الدبلوماسي الحصول على حصانة دبلوماسية، فيمنع الاعتقال، ويمنح الحق بمواعيد دبلوماسية ولقاءات مسؤولي الدول الأخرى وكبار موظفيها الرسميين.

ويسمح لحامل الجواز الدبلوماسي بدخول صالة كبار الزوار داخل المطارات، والتمييز في المعاملة أثناء دخوله المطار أو الدول، كما توفر شركات الطيران والفنادق خدمات فاخرة لأصحاب هذا النوع من الجوازات.

الجزيرة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: