عمّان – البوصلة
انتقد الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش غياب استراتيجية عربية وإسلامية في نصرة القضية الفلسطينية عبر تخطيط واضح ومنهجٍ محكم، مؤكدًا أن غياب هذا الأمر بالغ الأهمية رغم كل الخطابات العربية الرسمية والشعبية حولها سيسهم في تأخير النصر والتحرير.
واقترح العموش خطة إستراتيجية من خمس محاور يجب العمل عليها بشكل واضح مع توضيح الأدوار فلسطينيا وعربيًا وإسلاميًا حتى نستطيع إنجاز مشروع التحرير لفلسطين.
ولفت إلى أن “اليهود قالوا نريد إقامة دولة لليهود في فلسطين، ودرسوا العقبات والأدوات وقالوا إنها ستقوم بعد خمسين سنة وهو ما حصل”.
وتساءل العموش: “أين التخطيط عندنا؟ نحن لا ندرس التخطيط، ونعيش في حالة فوضى، لا أريد جلد الذات ولكن حتى أستنهض العقول الاستراتيجية المخططة وإن كان هناك أمناء ومخلصون للأمّة أن يفعلوا لنا شيئًا”.
إستراتيجية خمسية
وقال العموش إنه يجب أن تقوم استراتيجيتنا على خمسة محاور، أولها المحور السياسي، الذي يجب أن نحدد فيه العلاقات الدولية، من نحن ومن أصدقاؤنا، مشددًا على أنّ هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل وتوضيح في كل نواحيه بشكل محدد حتى لو وصلت بعد خمسين سنة أو مائة سنة المهم أن أحدد الموقف السياسي في علاقاتي مع الدول وعلاقات الداخل الفلسطيني، وموقفنا من التطبيع.
ولفت إلى أن المحورالثاني الاقتصادي، وما فيه من مواضيع التبرعات والدعم المشروط وغير المشروط والاستثمارات والبطالة في فلسطين التي وصلت إلى أكثر من 85% ودور المال العربي والفلسطيني والإسلامي والمقاطعة للاحتلال وغيرها من العناوين التي يجب دراستها.
أما المحور الثالث بحسب العموش فهو المحور الاجتماعي، الذي يجب فيه دراسة واقع الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني ما ظروفهم ما وضعهم، ومعيشتهم، وكيف ندعم صمودهم بشكل استراتيجي.
ويؤكد العموش في المحور الرابع على ضرورة وجود إستراتيجية دينية فكرية، توظف عالم المنابر الدينية الإسلامية والمسيحية في هذا الاتجاه، لأن الوعاظ لهم الدور وهذا يجب أن يكون مرسومًا على مدى طويل وليس في مواسم، مشددًا على ضرورة البعد عن العواطف والتأكيد على الوعي والثوابت.
وقال العموش:نحن أمّة نتعامل بعواطف وردود أفعال الآخر يتحكم بها وقد ينصب لنا مصائد المغفلين.
ولفت العموش إلى أنّ المحور الخامس تقسيم الأدوار بدعم الفلسطينيين وبتحديد إستراتيجيتنا وموقفنا من الفسلطيني الذي في الداخل ومن يساند الفلسطيني من فلسطينيين وعرب ومسلمين في الخارج، ويجب أن يعرف كل واحد دوره.
وشدد على أنه لا يجوز تلبس دور المقاوم داخليًا، فنحن نتعامل ضمن قوانين ودول وعلاقات، وبالتالي ما هو الممكن وما هو المتاح وما هو الذي يمكن ان يضغط به، فحمّلني ما أستطيع وأنت احمل ايضًا.
ولفت إلى أن “أحدهم يأتي وقول لماذا بعض المناضلين خارج فلسطين، وهل أنت تريد كل المناضلين داخل فلسطين، وهم بحاجة للعلاقات الدولية بحاجة لمن يتصل له، ومن يشرح قضيته ومن يجلب له المال، في الخارج لا يحمل السلاح، المقاومة في الداخل هي من تحمل السلاح”.
وختم بالتأكيد على ضرورة تقاسم الأدوار فنقول هذا في الإعلام هذا في التعليم هذا في المقاومة هذا في الوعي هذا في التمثيل، وكل واحد في مجاله فلا يجوز خلط الأوراق، أنت على ثغرة وأنا على ثغرة، فكل واحد حسب زمانه ومكانه، إن أخذنا بهذه المحاور الخمسة وهي اجتهاد شخصي واقتراح للدراسة والبحث يمكن أن يكون هناك ما هو أفضل منها للاقتراح والزيادة من العلماء والباحثين.
(البوصلة)