الغزالي والدعوة.. نشرة فاعتبروا (182)

الغزالي والدعوة.. نشرة فاعتبروا (182)

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

          دخلتْ مكتبي فتاةٌ لم يعجبني زيها، غير أني لمحت في عينيها حزنا وحيرة يستدعيان الرفق بها، وجلست تبثني شكواها، استمعت لها وعرفت أنها فتاة عربية تلقت تعليمها في فرنسا، لا تكاد تعرف عن الإسلام شيئا، فشرعت أشرح لها حتى بلغت مرادي أو كدت.

          استأذنت الفتاة أن تعود، فأذنت، دخل بعدها شاب عليه سمات التدين يقول بشدة: ما جاء بهذه الخبيثة؟، فأجبت: الطبيب يستقبل المرضى!، قال: طبعًا نصحتها بالحجاب؟ قلت له الأمرأكبر.

          فقاطعني: هذا لا يمنع أمرها بالحجاب، قلت: ما يسرني أن تجيء في ملابس راهبة، وفؤادها خالٍ من الله، وحياتها لا تعرف الركوع والسجود، دعها تؤثر الاحتشام على التبرج بنفسها.

          وجاءتني الفتاة بعد أسبوعين في ملابس أفضل، واستأنفتْ أسئلتها، ثم قلت لها: لماذا لا تذهبين إلى أقرب مسجد من بيتكم؟، فأجابت بأنها تكره رجال الدين، وما تحب سماعهم!

          قلت: لماذا؟،قالت: قساة القلوب،غلاظ الأكباد! إنهم يعاملوننا باحتقار، ولا أدري لماذا تذكرت هند التي أكلت كبد سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه، ونالت من الإسلام ما نالت.

          فلمّا آمنت به، قالت له:”يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب أن يُذلوا من أهل خبائك!، وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباءٍ أحبُ إلّي أن يُعزّوا من أهل خبائك”، نبع المودة الدافق من قلب الرسول الكريم بدّل القلوب من حال إلى حال، فهل يتعلم الدعاة ذلك من نبيهم، فيؤلفوا بدلا من أن يفرقوا، ويبشروا بدلًا من أن ينفروا؟!

حلول لمشاكل الأطفال

          إذا كان طفلك يكذب، فالحل أن  تعطيه الأمان، فالطفل لا يكذب إلاّ إذا كان خائفا وتحت ضغط التهديد، أشعره بالأمان ثم عزز لديه قيمة الصدق.

          طفلك عنيد؟  فالحل: لا تعانده أثناء عناده فهو يطبق ما يرى، امنحه مزيدًا من الحب والحضن.

          طفلك كثير الحركة؟ الحل: أشغله بأنشطة حركية، وليخفف من تناول الشوكلاتة لأنها تزيد من حيويته، أعطه مسؤوليات  عملية.

          طفلك يضرب اخوانه الصغار؟ الحل: لا تقارنه بإخوانه الأصغر، وليكن حبك لهم بالعدل ولا تظهر ميلان قلبك لأحد منهم على الآخر.

كن منصفا

          الشعراوي رحمه الله يقول: لا توطن نفسك على المعارضة بلا إنصاف، فدوام الخلاف من الاعتساف، ولا توطن نفسك على الموالاة بلا استحقاق فدوام الاتفاق من النفاق.  

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: