الفشخرة الكاذبة

الفشخرة الكاذبة

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (211)

  • في إحدى زياراتي العلمية والتدريبية إلى روسيا؛ دعاني الشاب الروسي الذي كان يرافقني إلى بيته، وقد لقيت من والديه ترحابا لافتا. كان بيتهم متواضعا، شقة في عمارة عملاقة مكونة من غرفة نوم وحمام ومطبخ فيه طاولة طعام حولها أربعة كراسي، حيث استقبلت.
  • مما لفت انتباهي البساطة، وسرورهم بالزيارة التي احتسيت فيها فنجانا من الشاي، تذكرت فشخرتنا وبساطتهم، فبعضنا يسكن بشقة 300 متر، معظمها بالديون، وعامل نصفها غرفة ضيوف وصالون وسفرة، ربما تُستعمل مرة في العام ليُقال والله بيتهم فخم.
  • شعب يمشي كثيرا، ونحن نقترض من البنوك لنشتري سيارة، ونعاني عشر سنين لنسد ثمنها لنوهم الناس بأننا أغنياء!، ويوم عرس الابن  ندعو المئات وندفع رواتب 4 سنين ليقول الناس أننا قد المقام!، نحن نعيش التصنع باختلاف طبقاتنا وامكانياتنا المادية.
  • من الشخص الذي  لديه ايفون وراتبه ٣٠٠ دينار، إلى ست البيت التي تشتكي من غلاء أسعار اللحوم والخضرة وترمي نصفه آخر النهار وتشكو الفقر!، نحن لسنا فقراء ولكننا أقرب للغباء!، نحن شعوب استهلاكية، شعوبنا تموت بالمظاهر والفشخرة والتصنع، لذلك عمليا نحن لسنا سعداء، لأنّ السعادة تكمن في البساطة، والبعد عن التصنع والمظاهرالكاذبة.

قال أهل العلم!

  • قال أهل العلم: “من أوتي صدرًا سليمًا لإخوانه وأهله وأحبابه، فقد تعجّل شيئًا من نعيم الجنّة! لا شيء يخترق القلوب كلطف العبارة، وبذل الابتسامة، ولين الكلام، وسلامة القصد، ونقاء القلب وغض الطرف عن الزلات، فهؤلاء الذين قال تعالى بحقهم: “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ”. وصدقت مقولة علي كرّم الله وجهه: “من لانت كلمته وجبت محبته”، اللهم اجعلنا وإياكم منهم وممن يألفون ويؤلفون.

زرعان يحبهما الله

  • زرع الشجر وزرع الأثر، فإن زرعت الشجر ربحت الظل والثمر، وإن زرعت طيب الأثر حصدت محبة الله ثم البشر، طبتم بطيب الذكر والأثر. ليس  الكبير من يراه الناس كبيرًا،
    بل الكبير من ملأ قلوب أحبابه أدبًا وخلقًا وتواضعًا وصدقًا. إذا أحببت شخصًا خذه معك في دعائك دون علمه، فهكذا يكون الحب في الله أجمل وأنقى.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: