القضية الفلسطينية أمام مرحلة “إنجازات” على صعيد معركة الوعي أوروبيًا

القضية الفلسطينية أمام مرحلة “إنجازات” على صعيد معركة الوعي أوروبيًا

صوت أعضاء حزب العمال البريطاني، مؤخرًا، في مؤتمرهم السنوي، على عريضة تندد باستخدام “إسرائيل” القوة لقمع مظاهرات غزة، وتطالب بوقف بيع الأسلحة للدولة العبرية. كما التزم الحزب بالاعتراف بدولة فلسطين إذا فاز في الانتخابات المقبلة.

ووافق أعضاء الحزب على العريضة التي استنكرت قمع الاحتلال لمظاهرات غزة، وطالبت بزيادة التمويل البريطاني لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وتجميد بيع الأسلحة البريطانية لـ “إسرائيل”.

بيراوي: قرارات حزب العمال تحمل أهمية كبيرة

وأوضح زاهر البيراوي؛ رئيس منتدى التواصل الأوربي الفلسطيني في لندن، أن أهمية القرار كبيرة جدًا من زاويتين؛ الأولى أن الحزب منشغل بأزمات بريطانية داخلية وأزمات داخل حزب العمال نفسه نتيجة أزمة الدولة في موضوع الخروج من الاتحاد الأوربي.

ورأى أن يكون موضوع فلسطين جزء من جدول أعمال ونقاشات الحزب يعتبر تأكيد على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وأنها جزء أساسي من تفاعلات كوادره داخليًا وليس في أعمالهم الرسمية.

وبيّن في حديث لـ “قدس برس”، أن الزاوية الثانية هي التأكيد على ثوابت الحزب في النظر إلى القضية الفلسطينية والمطالبة بحقوق الفلسطينيين وفق قرارات الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن حزب العمال هو الحزب الرئيسي للمعارضة ومن المتوقع إذا حصلت انتخابات قادمة أن يفوز فيها.

واستطرد: “لك أن تتخيل أن رئيس وزراء بريطانيا القادم ورئيس حزب العمال يؤيدون القضية الفلسطينية ويؤكدون على الحقوق الفلسطينية الثابتة وفقًا للشرعية الدولية، هذا أمر بالغ الأهمية”.

ونوه إلى أن الحزب وعد بأنه سيكون من أول قراراته تجاه السياسة الخارجية في العالم إذا وصل مقر الحكومة أنه سيعترف بدولة فلسطين اعترافًا كاملًا أي أن هذا الاعتراف سيكون اعتراف الحكومة.

وأشار البيراوي، إلى أن كل هذه المواقف تأتي في ظل حملات ضد الحزب ورئيسه واتهامه بمعاداة السامية من قبل الصهاينة ودولة الاحتلال.

وأكد أن هذه القرارات وهذه التصريحات والسياسات المعتمدة ستشجع على إبقاء قضية فلسطين حاضرة في نقاشات وهياكل الحزب المختلفة وحتى على المستوى الوطني تشجع الناس الذين يتخوفون من تهمة العداء للسامية وتجعلهم في موقف أكثر قوة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وتحدي اللوبي الصهيوني.

وقال: “السياسات وهذه المواقف ثمرة جهود لجهات ومؤسسات ومنظمات تضامنية وأفراد سواء كان من الفلسطينيين أو بشكل أكبر وأكثر من أبناء المجتمع البريطاني وخاصة حلفاء القضية الفلسطينية التقليديين”.

أهم الجهات الداعمة للحقوق الفلسطينية

أفاد بأن هناك بشكل واضح عدد من المنظمات التضامنية المؤيدة ضمن التوجه الاشتراكي اليساري البريطاني لدى المجتمع ويوجد مؤسسات بارزة تقوم بجهد كبير من أجل إبقاء قضية فلسطين حية في المجتمع البريطاني.

وتابع: “من أهم هذه المؤسسات الداعمة للحقوق الفلسطينية، النقابات البريطانية بكافة تخصصاتها فمثلا في مؤتمر حزب العمال كان هناك دعما قويا وبارزا لاثنين من أكبر النقابات البريطانية حجما ودعما للقضية الفلسطينية هما “Unıted The Unıon” و “Unıson The Unıon.

واستدرك: “هذه النقابات العمالية جزء أساسي من حزب العمال، بمعنى أنها تساهم بشكل أساسي في صناعة القرار في الحزب”.

وأضاف: “هناك منظمات في داخل الحزب نفسه مثل Plastaın Label Group وأصدقاء فلسطين ومن خارج الحزب هناك مجموعة من المنظمات التضامنية والتي تعمل في مجال التأثير السياسي ومن أهمها مؤسسة PSC حملة التضامن البريطانية مع فلسطين”.

وأشار إلى “وجود معاناة حقيقية لدى مؤسسات العمل التضامني وحيث يتوفر لها الموارد الكافية وعلى قلة هذه الموارد فقد كان لها تأثير”.

وعن البرلمانات الأوربية الأخرى، أكد أن هناك قدر من هذا العمل السياسي واللوبي لصالح القضية الفلسطينية “ولكن تعتبر حالة بريطانيا الحالة الأبرز وذلك لأهميتها في صناعة القرار الدولي كدولة عظمى ذات تأثير كبير، وكذلك بسبب تحالفاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف: “أهمية الموقع السياسي والجغرافي والتاريخي لبريطانيا يجعل العمل فيها أكثر أهمية وأكثر تأثيرًا، ولكن هناك عمل في الاتحاد الأوربي وهناك مجموعات كبيرة من النواب الأوربيين البالغ عددهم أكثر من 1000 يؤيدون الحقوق الفلسطينية ويدافعون عنها في محافل ومؤسسات الاتحاد الأوربي”.

وختم البيراوي حديثه: “نحن أمام مرحلة جديدة من الإنجازات في معركة الوعي ضد الرواية الإسرائيلية ولتكريس الرواية الفلسطينية في الصراع، ولكن هذه المركلة تحتاج إلى تكاتف الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لتحقيق إنجازات أكبر”.

العالول: حركة المقاطعة متصاعدة ولها تأثير كبير

من جهته قال زياد العالول عضو حزب العمال البريطاني في حديثه لـ “قدس برس”، إن حركة المقاطعة متصاعدة وكبيرة ولها تأثيرها بالنسبة للجمهور البريطاني الداعم لفلسطين وأيضًا لها تأثير كبير على الاحتلال.

واستدرك العالول: “لأنها تعزل الاحتلال شيئًا فشيئًا وترفع صفة الشرعية عنه على الأقل في حدود الـ 67 وأن هذه المقاطعة من أكبر الوسائل الآن المتصاعدة في أوربا والعالم في العموم”.

وأشار إلى أن “هذا الأمر يقابله حملة مضادة يشنها اللوبي الصهيوني في بريطانيا”. مضيفًا: “السلطات البريطانية منعت عمر البرغوثي رئيس المقاطعة لمنع وصول صوته في المؤتمر، إلا أن صوته ورسالته وصلت عبر السكايب وكان تفاعل الناس معه كبيرًا”.

وأكد أن القرار الذي صدر في مؤتمر حزب العمال يعد انتصارًا للقضية الفلسطينية وداعميها، “لأن هناك تيار داخل حزب العمال يحاول ربط أي تحرك لدعم الحقوق الفلسطينية بمعاداة السامية وتمارس هذه الضغوطات، ومع ذلك صدر القرار بدعم الحقوق الفلسطينية وحق العودة وحرية التعبير”.

ونوه إلى العدد الضخم من أعضاء حزب العمال البريطاني أنهم مع هذا الحق وإلى الأنشطة الكثيرة على هامش مؤتمر حزب العمال والكثير من الندوات التي حضرها الكثير من أعضاء الحزب والتي تعطي تدل على حضور قوي لمناصري فلسطين داخل حزب العمال.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: