ا.د حسين محادين
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الكورونا تُحيي ثقافة الفجأة والتكافل الاردنية…

ا.د حسين محادين
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

(1)

تاريخيا؛ وللتذكير.. ثمة تشابه كبير في طرائق التفكير النفس اجتماعي، وبالتالي السلوكي المُعبر عن ما سبق بين المواطنيين الاردنيين والحكومات المتعاقبة، وأقصد علميا ، ما اسميه واشخصُه علميا منذ عقود ب”ثقافة الفجأة الاردنية”..مثل إدمان الحكومات والأفراد معا على الاستدانة المُبالغ فيها ..”ليتفاجأ” المواطن والحكومات كلاهما بضخامة الدين المترتب عليهما، وبالتالي وظهور مشكلات اقتصادي واجتماعية كبيرة ما زالت تقلقنا وبما لا يقل عن الكورونا مثل:- المتعثرين، الغارمات، الشيكات المرتجعة، وحجم المديونية الهائل على دولتنا التي نُحب..الفقر البِطالة لاسيما بين الشباب، الفجوات التنموية بين المحافظات، المنسوب العدالة والشفافية في صناعة واتخاذ القرارات المختلفة.

( 2)

رغم كثرة انتشار أدوات التكنولوجيا المختلفة في أيدي المواطنيين، وتوفرها المعقول كأعداد في الوزارات والجامعات والمدارس الاردنية، ورغم دوام متابعتنا كأردنيين عبر وسائل هذه التكنولوجيا لاحداث العالم على الدوام ،إلا أننا وبفجأة أخرى داهمتنا كمواطنين ارتبكنا ، واقصد عدوى فايروس الكورونا ومصاحباتها التي سبق وأن انتشرت عند غيرنا بشهور في الاقل، وكأن تطبيق حالة الحجر العامة وإغلاق مدارسنا والجامعات هو مفاجئ لنا رغم انه كان متوقعاً لدى كل متابع وواعِ ، هو الظرف الذي اضطررنا فيه وبسببه إلى تطبيق وتكثيف العمل بالتعليم عن بُعد في مدارسنا وجامعاتنا، وهذا ممتاز ابتداء، وقدرنا نسبيا من خلاله، أن نحول التحدي إلى نجاح تعليمي ولو متأخرين رغم تفاجئنا بضرورته. لكن هذا الواقع الاستثنائي ايضا نجح في إدهشنا لأنفسنا ولأسرنا من أن لدينا القدرات الكامنة للتغلب على اي ظرف ضاغط علينا اباء وأبناء طلبة في آن، وان كان كتحدِ مربك جدا للادارات المدرسية والجامعية، والمعلمين، والطلبة، والوسائط التكنولوجية،والبيئة الاجتماعية والاعلامية المرتبكة بسببه. فالترقب من اصعب الظروف التي تعيشها المجتمعات من منظور علم النفس الاجتماعي ، وهي اردنيا بأنتظار ما ستؤول إليه خطورة نتائج انتشار هذا الفايروس القاتل ، رغم اعتزازنا وثقتنا الكبيرة بما تقوم به كل القطاعات والسلطات المدنية والعسكرية والمبادرات التكافلية في وطنا بين المواطنيين ،ومن النوعية المتطورة للخدمات الوقائية والاسنادية التي تفوق امكاناتنا المالية كبلد صغير وبشهادة الكثير من المتابعين العالميبن. لقد غدونا وبكل ثقة مصدر تثمين وتقدير انطلاقا من انفسنا كأردنيين ومن قِبل العالم كدولة متحضرة بكل موضوعية ودون غرور.

(3)

ومن مصاحبات فايروس الكورونا المفاجئة لنا ايضاً:-

أ- اكتشفنا كأردنيين أفرادا وأسر نِعم الأمن الصحي والاقتصادي، والسياحي الداخلي والخارجي، والحركي الحر والعسكري بكل مسميات الوطنية في حياتنا ، ومتعة تنقلاتنا وقتما نشاء بين الاهل ومحافظات الأردن الأغر كوطن . واكتشفنا فجأة ضرورة نهوضنا ومصلحتنا الجمعية كمجتمع عربي مسلم ذا تعليم عالِ، اهمية تمسنكا وعملنا الواع بقيم التكافل الاخلاقية الميدانية بيننا، وذلك عبر تجسيدنا لحتمية امتثالنا الشامل لتوجيهات وأوامر السلطات الرسمية ،والصحية والوقائية والحجريِة في بيوتنا للحيلولة دون انتشار هذا الفايروس.

كما اكتشفنا فعلا أهمية وضرورات استثمار هذه الثروات الوجدانية المكتشفة من قبِلنا فجأة هالأيام كمورد أخلاقي نبيل ومستمر العطاء من داخلنا نحو غيرنا، الأمر الذي احيا فعلا ضميرنا واحساسنا الجمعي الكامن والمتفائل باحيائهما لدينا كاردنيين وبوضوح هذه الايام كمختص ، وهما اللذان لم يكُنا منظورين أو مقدرين حق قدرهما لدى أغلبنا خصوصا جيل الشباب ، بعد أن سادت القيم الفردية بسرعة في مجتمعنا بعيد ظهور الخصصة والقيم الفردية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي اي – قبل الكورنا- جراء ما تبثه الثقافة الغربية المعولمة على مجتمعنا عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة.

ب- اكتشفنا فجأة ايضا ،أن بوسعنا أن نقضي وقتا كافيا مع زوجاتنا وأولادنا واسرنا في بيوتنا ،وأن نكرر ونعمق حرصنا على نظافتنا الشخصية والتي اهملناها جزئيا منذ مدة ،وأن نتناول الطعام والنِكات والالعاب والمسلسلات المشاعر المشتركة في ما بيننا ، ودون أن يرحل العالم عنا كما كنا نعتقد ربما قبل اجتياح وتسييد الكورنا ليومياتنا في ظل، “الحشرة في البيت”.

ج- اكتشفنا وبالعودة المعرفية فجأة، ومن خلال نتائج دراسات دول العالم الأخرى والتي اجتاحها الكورونا أن لدينا كبار سن رغم كل ما قدموه لنا كاجداداً واباء ايضا بأن الكرونا، يستهدفهم ونحن معهم هذا الفايروس/الاختبار والتحدي لنا معا.وان دعابة الأجيال لم تعد قائمة لأن الانسان وأسباب حياته هما المستهدفان معا وهذا ما جعلنا كاردنيين ننجح نسبيا للآن في محاصرة اخطار الكورنا والحمد لله، هو اننا عملنا ومازلنا بجد وبتدرج حكومة ومواطنيين محليا وفكرنا واستفدنا عالميا من الدول والمجتمعات التي تعاملت مع هذا الخطر الداهم لنا وللبشرية جمعاء.

المجد والفخار لاجهزتنا الطبية المدنية والعسكرية والامنية ولأبناء مجتمعنا الأردني المغالب لنفسه ولواقعه في مجابهة هذه العدوى المرضية والاجتماعية معا، ومعا على طريق العلم والانتظام للفوز عليها بعون الله ، ومن خلال تكافلنا والتزامنا المطلق في أوامر الجهات المختصة حماية لأنفسنا ووطننا الأغر..والله نسأل الشفاء العاجل لجميع المصابين.

*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.

*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts