المبادئ وتطوير الذات

المبادئ وتطوير الذات

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

يقول الدكتور عبدالحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة من سلسلة حلقات هل تعلم:

هل تعلم أنه إذا اردت أن تُحترم، يجب أن تلتزم مبدأً،تُؤمن به وتُطبقه في حياتك؟، وهل تعلم أن من يلتزم بذلك سيجد إحتراما كثيرا؛حتى ممن يُخالفونه الرأي والإعتقاد؟،وهل تعلم أن أكثر المبادئ كمالا وجمالا وحكمة؛هي ما جاءت به الشرائع السماوية؟، والإسلام العظيم خاتمها وأكملها، والرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في الثبات على المبدأ، والإلتزام به وتعليمه نظريا وعمليا لأتباعه، وقال ابن مسعود: (لا يكونن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة؟، قال: يجري مع كل ريح)،أي لا مبدأ ولا رأي له،ولاحظ معي إعجاب الناس بمن يلتزم بالمبدأ الذي يؤمن به،دون مواربة أو تمويه في القصة التالية:

            يقول الراوي كُنت في دبي لحضور فعاليات مؤتمرٍ عالميٍ، وكانت أوراق العمل المقدمة كلها ذات علاقة بـــتطوير الموارد البشرية، وكيفية زرع الثقة في الموظف، وكان من بين أوراق العمل، ورقة بعنوان : (الإيمان بالمبادئ والعقائد طريق لتطوير الذات)، قدمها محاضر بريطاني، تكلم المحاضر كثيرا من الناحية النظرية حيث أثبت أن أي إنسان عندما يؤمن بمبدأ معين، ويُطبقه في أمور حياته، سيكون إنسانا متميزاً، وإن كان مبدأه مخالفا للجميع، الجميل في محاضرته، قصة أوردها كشاهد على ما سبق، يقول: أنا أعمل مديرا لدائرة التوظيف في الشركة التي أعمل بها في بريطانيا، وقبل سنتين فتحنا باب القبول والتسجيل لإحدى الوظائف الهامة، فتقدم لنا أكثر من خمسمائة طلباً، جميع أصحابها ذوو شهادات أكاديمية وخبرات تؤهلهم للقبول، فكان قرار اللجنة أن المقابلة الشخصية هي الحكم في الاختيار .

        يقول المحاضر: قمنا بجدولة مواعيد المقابلات الشخصية، إلى أن جاء اليوم المحدد الذي نقابل فيه أحد طالبي الوظيفه، وهو فلبيني الجنسية،وأول ما جلس على الكرسي، قال للجنة التوظيف: سأملي عليكم شروطي أولاً، ثم قولوا ما تُريدون ولكم الحكم النهائي ، استغرب الجميع من هذا الطلب، وأنه سيُملي عليهم شروطه، بينما هو من يحتاج إليهم، أثار ذلك حفيظتهم وفضولهم، فقالوا له : قل ما تريد،  قال أنا في بطاقتي المدنية إسمي جيمي، ولكن الله منَّ عليّ بنعمة الإسلام قبل ثلاثة أسابيع فقط، وسيتغير إسمي من جيمي إلى جميل محمد، ونحن كمسلمين نقوم بالصلاة خمس مرات في اليوم، فيجب عليكم إعطائي وقتاً مستقطعا في أوقات الصلاة، أعوضكم بدلا عنه بعد الدوام الرسمي.

        يقول ذلك الرجل: إن من المفارقات العجيبة، أن جميل محمد هو المسلم الوحيد ضمن المتقدمين، ونحن كلنا مسيحيون، ولكن جاء إختيار اللجنة عليه بالإجماع، لــجرأته وإيمانه بمبادئه وعقيدته التي تجلت في شخصيته، حيث إن هذه الشخصية، ستكون محل ثقة الجميع، وستُخلص لمن تعمل، كي تأخذ رزقها حلالا، وبإسلام جيمي أو جميل محمد، أنا أعلنت إسلامي، لِما رأيته من سماحة وقوة وأمانة وإخلاص من يلتزم بالإسلام العظيم.

                إنها قصة رائعة، أبكت كثيرا ممن حضر في تلك القاعة، وتأثر به المسيحي والهندوسي والبوذي قبل المسلم، ولأن قاصّها عبرعنها بجوارحه وأحاسيسه، وربطها بواقع الحياة العملية، وبالذات بعنوان محاضرته (الإيمان بالمبادئ والعقائد طريق لتطوير الذات)،              فلا تكن عابر سبيل، تجرك الرياح كلما هبت، وكيف ما تشاء ، بل تحكّم في مقودك الذي يحق لك ان تكون انت قبطانه، فالإنسان دون قيم ومبادئ، كالسفينة دون قبطان ، فإلتزم بإسلامك، وأثبت على مبدئك، لتفوز في عملك في الدنيا، وتحجز مقعدك في الجنة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: