المدرسة الرشدية.. أبرز الصروح التعليمية العثمانية في الأردن

المدرسة الرشدية.. أبرز الصروح التعليمية العثمانية في الأردن

يمتلك الأردن المئات من المعالم والصروح التي تم تشييدها خلال الفترة العثمانية، والتي ما يزال أغلبها صامدا حتى يومنا هذا وشاهدا على حضارة وتراث تاريخي وإنساني تتعاقبه الأجيال.

ولعل أبرز تلك الصروح العثمانية التي تركت أثرا في المجال التعليمي، المدرسة التي تعرف باسم الرشدية التي تقع على تل إربد، مجاورة لسرايا الحاكم العثماني.

تأسست المدرسة في عام 1899، وبناها مجلس المعارف لولاية دمشق، بعد مراسلات أهالي مدينة إربد مع المسؤولين في الإدارة العثمانية.

وحافظت المدرسة على اسم الرشدية في الفترة بين 1900-1925، ثم تحول اسمها إلى “التجهيزية”، وهو اسم تركي حتى صدور دستور الأردن الأول عام 1928، وبقيت بهذا الاسم لعام 1942.

وتضم المدرسة في أرجاء مكتبتها نقشا عثمانية لـ3 أبيات شعرية، مؤرخة بالعام 1319 للهجرة، جاء فيه “من حبه للخير والعلم وبهمته العالية أصبح بإمكاننا الاجتماع والدراسة في هذه المكتبة”.

نسبة إلى الطالب الرشيد

وماتزال المدرسة قائمة حتى تاريخ اليوم وتحمل اسم العالم والمخترع اللبناني “حسن كامل الصباح” (1894-1935) الملقب بـ”أديسون الشرق”، وكانت تتألف من 6 صفوف، وكان دخولها تمهيدا للطلبة الراغبين بإكمال تعليمهم للوصول إلى مدرسة عنبر السلطانية بدمشق.

وقال مدير المركز الثقافي التركي في العاصمة الأردنية عمان، في حديث مع الأناضول إن “هناك من يسمي تلك المدارس التي بنيت في زمن الدولة العثمانية بعدد من الدول العربية على أنها الرشيدية”.

وأرفد “الصحيح هو الرشدية، نسبة إلى الطالب الرشيد، وهي المرحلة التعليمية المتوسطة”.

وأشار أن “جميعها بدأ بناؤها في عهد السلطان عبد المجيد الأول (1823-1861)، ما بعد عام 1850؛ لكنها انتشرت في أماكن واسعة بالشرق الأوسط بعهد السلطان عبد الحميد الثاني”.

الأردن

ونفى آر أوغلو ما وصفه بـ”ادعاءات بعض المؤرخين، بأن الدولة العثمانية كانت تحارب التعليم خاصة في بلاد الشام، ووجود هذه المدارس ينفي تلك المزاعم”.

أما مدير المدرسة، زكريا الجوارنة، فقد بين أن “مسميات المدرسة اختلفت بحسب المرحلة التي مرت بها”.

وتابع “استمرت تعرف بالرشدية من 1900 وحتى 1925، ثم التجهيزية، وهو اسم تركي حتى صدور دستور الأردن الأول عام 1928، وبقيت بهذا الاسم لعام 1942”.

ويضيف الجوارنة “عام 1942 وحتى عام 1958، تحولت المدرسة إلى إربد الثانوية للبنات، ثم حسن كامل الصباح الثانوية للبنين من عام 1958 وحتى يومنا هذا”.

ولفت “كانت المدرسة منذ تأسيسها تتكون من 6 صفوف، ثم أخذت بالاتساع، إلى أن وصلت عام 1927 لصف تمهيدي و6 أساسية و4 تجهيزية”.

معلم تربوي بارز

من جهته، أكد مدير تربية إربد، صالح العمري، في حديث مع “الأناضول”، أن “المدرسة الرشدية هي من أبرز المعالم التربوية الأردنية، ليس فقط في إربد؛ وإنما في عموم المملكة”.

وأضاف أن “الرحالة لورنس أوليفانت، دبلوماسي ومؤلف بريطاني (1829-1888)، زار إربد عام 1878، وقال إن بواكير الاهتمام بالتعليم تم من خلال بناء غرف للتعليم في المنطقة (في إشارة إلى المدرسة الرشدية)”.

وتابع العمري “المدرسة خرجت أفواجا كثيرة من الطلبة، ممن أصبحوا فيما بعد أبرز رجال الأردن”.

وأهم تلك الأسماء، وفق العمري، وزير التربية والتعليم السابق تيسير النعيمي، والوزراء السابقون عبد الرحيم العكور، ووليد المصري، وقاسم أبو عين.

ومن أعضاء مجلس النواب السابقين (الغرفة الأولى للبرلمان)، فقد تخرج منها كل من محمود مهيدات، وحسني الشياب، وأحمد الكوفحي، إضافة إلى العديد من الشخصيات الأخرى.

عبد الغفور القرعان، متحدث وزارة التربية والتعليم، شدد في حديثه للأناضول على “أن الوزارة حريصة على استمرار وجود المدرسة؛ إذ تعد صرحا تعليميا مميزا”.

وزاد “هي المدرسة الرشدية الثانية بالأردن، إضافة إلى أخرى موجودة في مدينة الكرك جنوب المملكة”.

ومضى “قررت الوزارة هذا العام إخلاء المدرسة لأغراض الصيانة والترميم، وقد تم طرح عطاء لذلك، وستتم المباشرة بذلك قريبا؛ ليعود الطلاب إليها مجددا”.

ونوه أن “المدرسة قائمة للمرحلة الثانوية، وتضم 8 صفوف، 4 منها للصف الأول الثانوي الأدبي، و4 أخرى للمسار نفسه للصف الثاني”.

ويوجد بالأردن 15 مدرسة تعد الأقدم تاريخيا بالبلاد، وتتوزع على مختلف محافظات المملكة، يتراوح تاريخ إنشائها ما بين 1899 و1923؛ إلا أن المدرستين الرشدية في إربد والكرك هما الأقدم، إضافة إلى مدرسة وادي السرر بالعاصمة عمان.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: