“المصعد”.. مشروع احتلالي جديد لتشويه معالم المسجد الإبراهيمي

“المصعد”.. مشروع احتلالي جديد لتشويه معالم المسجد الإبراهيمي

البوصلة – منذ مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1994، لم تتوقف أطماع الاحتلال الإسرائيلي الدينية في المسجد، ويحاول بشتى الطرق والوسائل السيطرة الكاملة عليه، وإجراء تغييرات في معالمه الحضارية والتاريخية عبر تنفيذ عشرات المشاريع والمخططات التهويدية والاستيطانية.

ولعل آخر هذه المشاريع، مصادقة وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينت قبل أيام على مخطط “مشروع المصعد” في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وقال بينت إنه “منح الضوء الأخضر لتنفيذ مشروع تطوير الحرم الإبراهيمي، وأنه تم اكتمال التخطيط لذلك، وسيجري العمل على تنفيذه، والذي يشمل إقامة مشروع المصعد”.

ويحتاج تنفيذ المشروع إلى موافقة مسبقة من حكومة الاحتلال، ويتضمن مصادرة أراض فلسطينية في الخليل لإقامة طريق لمرور مقتحمي المسجد الإبراهيمي من اليهود ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن إقامة مصعد لهم.

وأضاف بينيت “قبل شهرين صادقت على دفع التخطيط لمشروع المصعد في مغارة المكفيلا، وبإمكاني القول لأول مرة أن المشروع اكتمل، ونحن نعطي اليوم ضوءًا أخضر لتنفيذ المصعد، وأتوقع دعمًا من رئيس الحكومة ووزير الخارجية، ونحن بحاجة إلى مصادقتهم”.

وتسعى “إسرائيل” للاستيلاء بشكل كامل على المسجد خطوة خطوة، بعدما استولت على غالبيته وتتحكم فيه، الأمر الذي يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التي ضمنت حرية العبادة تحت الاحتلال.

ويتعرض المسجد الإبراهيمي منذ تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها مستوطنون بقيادة المتطرف باروخ غولدشتاين، والتي راح ضحيتها 29 مصليًا وأصيب 150 آخرون، لسلسلة من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، والتي طالت محيطه، والبلدة القديمة في الخليل، وحتى مُنع رفع الآذان فيه عشرات المرات شهريًا، ناهيك عن تدنيسه من المستوطنين ومسؤولي الاحتلال.

سيطرة وتهويد

ويرى مدير أوقاف الخليل جمال أبو عرام أن مصادقة “بينت” على مخطط “مشروع المصعد” في المسجد الإبراهيمي يشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين، واستباحة ممنهجة وإهانة للمكان، باعتباره مكانًا مقدسًا.

ويوضح لوكالة “صفا” أن سلطات الاحتلال لا تراعي حرمة العبادة والأماكن المقدسة، وتواصل مساعيها واعتداءاتها بكافة الطرق للسيطرة على المقدسات الفلسطينية، بما فيها المسجد الإبراهيمي.

ويضيف “ننظر بخطورة بالغة لهذا المشروع الاحتلالي، الذي يهدف لاستكمال السيطرة والاستيلاء الكامل على المسجد، وتغيير كافة معالمه والعمل على تهويده، واعتباره جزءًا من الأملاك اليهودية”.

ولمواجهة هذا المخطط، يؤكد أبو عرام ضرورة تعزيز التواجد الفلسطيني داخل المسجد، وحشد أعداد كبيرة من المصلين في صلاة فجر كل جمعة، وفي كافة الأوقات للتصدي لاعتداءات الاحتلال ومواجهة مشاريعه ومخططاته الاستيطانية فيه.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حذرت من مخطط “مشروع المصعد”، مؤكدة أن السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي استفزازية، وذات أطماع ونوايا خبيثة.

تشويه للحضارة

ومن خلال “مشروع المصعد”، يسعى الاحتلال لرسم معالم جديدة وإضافتها إلى الحرم الإبراهيمي، عبر زرع جذور غير موجودة لتثيبت بصماته ووجوده في الموقع بشكل أكبر، وفق ما يقول مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” سهيل خليلية.

ويوضح خليلية لوكالة “صفا” أن المشروع الاحتلالي الجديد، والذي يعد جزءًا من مخطط لتهويد البلدة القديمة، يهدف إلى تشويه المنظر الحضاري والإرث التاريخي للحرم، وتغيير طبيعته التاريخية الدينية.

ويضيف أن الاحتلال يحاول ربط كل البؤر الاستيطانية المحيطة بالحرم الإبراهيمي برابط جغرافي وإيصاله بالشارع الالتفافي رقم (60)، وربطهم مع مستوطنة “كريات أربع”، وبالتالي توسيع وتثبيت مواقع البؤر الاستيطانية وإحداث تغييرات كبيرة في المنطقة.

وبحسب خليلية، فإن هناك سعي إسرائيلي متواصل لإبقاء منطقة “H2″، والتي تشكل 20% من مساحة الخليل، أي 8 آلاف دونم، تحت السيطرة الإسرائيلية بشكل كامل.

ويبين أن الاحتلال يريد تفريغ البلدة القديمة بالخليل من السكان، والتجارة، حيث عمل على زيادة أعداد المستوطنين وإيجاد بؤر استيطانية جديدة بالمنطقة لإحكام السيطرة عليها.

ولهذا المخطط تبعات خطيرة على البعدين الجغرافي، والتهويدي، إذ يعمل الاحتلال على تشكيل الجغرافيا وفرض بصمته التهويدية بالمنطقة، كما عمل على تقسيم محافظة الخليل إلى شطرين شرقي وغربي، ويحاول فصل منطقة “H2″، من خلال مشاريعه التهويدية والاستيطانية.

وعن آليات مواجهة هذا المخطط، يؤكد خليلية أن المطلوب تعزيز تواجد سكان الخليل بالحرم الإبراهيمي في كافة الأوقات، مثلما حدث في صلاة الفجر ولا يزال، واستمرار التحركات الشعبية لإعادة إحياء التجارة في المدينة رغم خطورة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون وجيش الاحتلال.

ويتطلب أيضًا، وفق خليلية، ضرورة الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية ومخاطبة منظمة “اليونسكو” لمتابعة الموضوع وتسجيل الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية بحق الحرم، والعمل على وقفها.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: