“المقابلة الرمضانية”.. شفاء لأرواح منكوبي الزلزال بتركيا

“المقابلة الرمضانية”.. شفاء لأرواح منكوبي الزلزال بتركيا

اهتمام كبير مع حلول الشهر بإجراء “المقابلة” لتكون شفاء لمتضرري الزلازل. و”المقابلة” هي ختمة قرآنية جماعية تجري بشكل جهري في كل جوامع ومساجد البلاد، وهي عادة متواصلة منذ زمن العثمانيين ولها جذور قديمة تمتد إلى زمن الرسول الكريم، فيها تسود روحانيات من حيث تلاوتها عبر قراء وحفاظ بالمساجد بأصوات عذبة جميلة.

الزلازل التي ضربت جنوب تركيا أصابت قلوب الناس وأحزنتهم بشدة، وباتوا يبحثون عن طرق للتعافي من آثار الصدمة وفقد الأحباب والأموال، فوجدوا ما يرنون إليه في المساجد مع حلول شهر رمضان المبارك، وفي آيات القرآن الكريم.

وحرص المسؤولون في البلاد على مواصلة العبادة للمنكوبين، ومع حلول شهر رمضان، جرى الاهتمام بإجراء “المقابلة”، لكي يختم الصائمون المنكوبون قراءة القرآن خلال شهر الصوم.

أوقات للرجال وأخري للنساء

وخصصت سلطات المخيمات أوقاتاً محددة لإجراء “المقابلة”، إذ اختير وقت صلاة الفجر للرجال في جامع مخيم “إصلاحية” للبيوت الجاهزة (توضع لإيواء المتضررين)، وفي ساعات الصباح للنساء، إذ يتلو الصائمون القرآن.

مع ساعات الصباح يحضر الصائمون إلى مسجد المخيم، ليتموا صلاتهم بداية، وبعدها يبدؤون بمتابعة القارئ في تلاوته حتى إتمامها، وكل يوم تتم تلاوة جزء حتى ختم القرآن بنهاية رمضان.

تاريخ المقابلة

عادةً تقام المقابلة في الجوامع والمساجد، ويجتمع عليها المصلون والصائمون قبل صلاة الجماعة، وتبدأ من قبل شهر رمضان المبارك وتستمر حتى نهايته.

وعادة “المقابلة” تعود إلى زمن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم، إذ عُرِف أنه حين كان يُقرأ أصحابه القرآن بصوت عذب كانت تنهال عبراته تأثراً بكلام الله.

وفي زمن العثمانيين جرت العادة أن يُقرأ جزء على الأقل من القرآن قبل الصلوات الجماعية، وتكون التلاوة بسرعة متوسطة، ما يتيح للحضور متابعة القراءة من المصاحف شفوياً بصوت خفيض، وهو ما يعتبر أكثر روحانية وقبولاً.

تخفيف الآلام

إمام مسجد مخيم إصلاحية علي أيدن تحدث إلى الأناضول عن أجواء المقابلة بقوله: “بعد فترة الإمساك تبدأ مرحلة قراءة الصلوات على النبي محمد عليه السلام، وبعدها يُرفع الآذان وتقام الصلاة”.

وأضاف: “عقبها تبدأ المقابلة في مسجد مخيم إصلاحية للبيوت الجاهزة مع حضور المصلين وتستمر كل يوم حتى نهاية الشهر، والنساء أيضاً يجرين المقابلة عند الساعة العاشرة صباحاً وبعدها تكون فترة للحديث الديني معهن”.

وأردف: “في رمضان نحاول أن نستمر في هذه السنة النبوية، الأجواء جميلة مع الاستماع للقرآن وبخاصة في حال كان صوت القارئ عذباً ويحاول الجميع قضاء وقت روحاني في هذه الأجواء”.

وختم مشدداً على أهمية تلاوة القرآن للتعافي الروحي بالقول: “نأمل ان يكون هذا الإجراء شفاء للروح، ونشكر الدولة التي وفرت الإمكانيات لنا وكل يوم تخف الآلام قليلاً، ونحاول قدر الإمكان أن نعيش أجواء الشهر الكريم”.

وفي 6 فبراير/شباط الماضي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجة، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية وخلّفا خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: