علي سعادة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

المواطن العربي محكوم عليه بالمعاناة والشهادة

علي سعادة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لا أرتاح كثيرا لوصف موت أي عربي بأنه قتيل حتى وإن كان في حادث مرور أو كارثة طبيعية. الإنسان العربي حين يموت في بلاد الغربة، أو لاجئا، أو باحثا عن رزقه في شتى بقاع الأرض، أو تحت التعذيب، أو بنيران أعداء الأمة، لا يوصف بأنه قتيل.

كيف يكون قتيلا وهو يعيش لدى حكومات وأنظمة فاسدة ومفسدة، كيف يكون قتيلا حين يحارب في رزقه أو حين يضيق عليه أو لا يجد فرصة عمل تعينه على نوائب الدهر ونوائب الحكومات، كيف يكون قتيلا وهو قد فر من وطنه بسبب الحروب العبثية، ومطاردته بسبب آرائه، كيف يكون قتيلا وقد ترك وطنه بعد أن حولته الأقلية التي تتحكم بكل شيء إلى خراب إقطاعيات!

إذا لم يمت بالسجون وتحت التعذيب مات في الغربة من عنصري حاقد، أو من البرد، وإذا نجا من البرد مات بالزلازل والكوارث الطبيعية.

كان أحد الصحافيين يقول لنا باستمرار: إن على الأم والأب في الوطن العربي إنجاب 4 أولاد على الأقل؛ واحد ينضم للأحزاب فتعتقله الحكومات وتطارده وربما تصفيه جسديا، والثاني تهبه الأسرة لفلسطين وللمقاومة، وثالث يترك الدراسة مبكرا ويلتحق بسوق العمل لكي ينفق على الأسرة وعلى تعليم شقيقه الرابع، لأنه من المعيب أن لا يكون هناك فرد جامعي بالأسرة .

الإنسان العربي، في وطنه أو خارجه، هو مشروع شهيد، والشهيد لغة: الحاضر والشاهد، وهي مشتقة من الجذر الثلاثي شهد، ويقال استشهد أي طلبت شهادته لتأكيد خبر قاطع أو معاينة، أو العلم بالشيء، واستشهد في سبيل كذا أي بذل حياته تلبية لغاية كذا.

وحتى لا يذهب البعض بعيدا فإن كلمة “شهيد” بالمعنى الاصطلاحي لم ترد في القرآن الكريم وإنما ذكرت بــ(قتل في سبيل الله).

لذلك كله المواطن العربي شاهد على كل ما اقترفته أيدي الحكومات والأنظمة، لذلك هو شهيد لغة حتى وهو حي لأنه شاهد “شاف كل حاجة” ولم يستطع أن يفعل “أي حاجة” رغم قناعته بأن يجب أن يفعل “أي حاجة”.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts