المومني لـ “البوصلة”: عودة نتنياهو ستشكل عبئًا على الدبلوماسية الأردنية

المومني لـ “البوصلة”: عودة نتنياهو ستشكل عبئًا على الدبلوماسية الأردنية

عمّان – البوصلة

في الوقت الذي ما زالت حالة الإخفاق والفشل السياسي داخل الحكومات الإسرائيلية وعدم قدرة الأحزاب على تشكيل حكومة قوية قادرة على الصمود، يترقب الأردن الرسمي انتخابات الكنيست المقبلة التي ستعقد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي، فيم يثير مراقبون تساؤلاتٍ كبيرة حول الموقف الأردني من عودة محتملة لنتنياهو وإمكانية عودة حالة الانسداد التي شابت العلاقة بين الطرفين خاصة إبان حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الخبير الإستراتيجي وأستاذ الصراعات الدولية الدكتور حسن المومني يوصف لـ “البوصلة” المشهد برمّته، ويعبّر عن اعتقاده بأنّه وعلى الرغم من العبء الذي ستنوء به الدبلوماسية الأردنية حال عودة نتنياهو لرئاسة حكومة دولة الاحتلال، إلّا أنّ الأردن استطاع التعامل معه في أسوأ الأوضاع مع ضرورة الالتفات إلى طبيعة الحكومة التي سيشكلها، وانعكاسها أولاً على القضية الفلسطينية ومن ثمّ على الأردن.

مشكلة “إسرائيلية” عميقة

وقال المومني للبوصلة: ممّا لا شك فيه أنّه ومنذ سنوات يوجد مشكلة عميقة في السياسة الداخلية الإسرائيلية وهذه المشكلة تتمثل بعدم صعود أحزاب ذات وزن كبير أو أحزاب قائدة لأي انتخابات وتقوم بحسمها وبالتالي يكون هناك حزب يمتلك الأغلبية ويستطيع تشكيل حكومة.

وتابع بالقول: لذلك في السنوات الماضية شهدنا دائمًا نمط الحكومات الائتلافية الضعيفة إلى حدٍ ما ولا تملك الأغلبية المطلقة والكبيرة، وهذا كرّس المشكلة في السنوات الماضية التي برز فيها شخصية نتنياهو إلى حدٍ ما في الأحزاب اليمينية التي توافق عليها لتشكيل الحكومات، وجعلته يستمر لفترة كبيرة.

وأشار المومني إلى أنّه وفي آخر انتخابات أجريت ونتيجة التحالفات وبعض قضايا الفضائح بحق نتياهو فإنه خسر الانتخابات، ولكن هذا لا يعني أنّ فوز لابيد بأنّه حصل تغيير جوهري في السياسة الداخلية الإسرائيلية، فما زالت هناك مشكلة تجزئة الأحزاب بدولة الاحتلال فهناك ما زال أحزاب صغيرة وأحزاب متوسطة غير قادرة على تشكيل حكومات لوحدها إلا بائتلاف.

“بتقديري الشخصي، هناك احتمالية كبيرة لعودة نتنياهو كشخصية لم تبرز حتى اللحظة بوجهها أي شخصية إسرائيلية قيادية بوزنها، والمسألة كانت ائتلافات بين مجموعة أحزاب وشخصيات غانتس لابيد وغيرهم، لكن لا يوجد شخصية في السياسة الأسرائيلية الداخلية الآن بثقل نتنياهو”، على حد تعبيره.

وتابع المومني بالقول: أضف لذلك، أنه من الواضح أنه في العامين الآخيرين بدى واضحًا ضعف لابيد وبينيت ولكن للأسف ما زال التيار اليميني هو المسيطر على دولة الاحلال.

استمرار سياسات الوضع الراهن

ورجح الخبير الإستراتيجي أنه إذا ما فاز تحالف يقوده لابيد، فيمكن أن يستمر بسياسات الوضع الراهن التي قاموا بتكريسها خلال الفترة الماضية، لكن إن فاز نتنياهو فمن الطبيعي أن تكون آخر فرصة له بحسب قناعات الجميع على المسرح السياسي.

وتابع بالقول: لذلك قد نشهد كثيرًا من الخطوات المثيرة للجدل، وبتقديري الشخصي نتنياهو أسس نمطًا سياسيًا لنفسه ينفذ ما يقول وأنهى العملية السياسية السلمية وحقق إنجازات لنفسه ولدولة الاحتلال فيما يتعلق بدمج “إسرائيل” في المنطقة ففي عهده تم الكثير من الأمور المتعلقة بذلك، فمسألة الاتفاقيات الإبراهيمية والعلاقات مع الدول العربية والولايات المتحدة إبان عهد ترامب كان علاقات قوية.

وشدد المومني على أنّ “عودة نتياهو ستزيد الأمور سوءًا، إلا إذا كان هناك تغيير في ذهنية نتنياهو، قد يدفعه على صعيده الشخصي أن يبقي خلفه تركة غير التركة المعهودة”.

واستدرك بالقول: لكن الكلّ يجمع على أن إعادة انتخاب نتنياهو سيؤدي إلى تعظيم المشاكل خاصة فيما يتعلق بمسألة القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أنّه “إذا فاز لابيد، هناك بعض الخطوات التي أنجزت والتي يمكن لحدٍ ما قد تؤدي لاستئناف العملية السلمية بين الاحتلال والفلسطينيين”، مشددًا على القول: آخذين بعين الاعتبار مسألة العلاقة غير السليمة بين الحكومات التي ترأسها نتنياهو في وقت من الأوقات مع الأردن والتي وصلت لذروتها من السوء.

الأردن ليس مرتاحا.. ولكن لفترة قصيرة

وقال المومني: بتقديري الشخصي الأردن لن يكون مرتاحًا إذا ما فاز نتنياهو، ولكن حتى لو فاز لن يكون لفترة رئاسية طويلة، فما زالت المشكلة متأصلة في السياسة الإسرائيلية المحلية، وبالتالي ستكون فترة رئاسته نوعًا من العبء الدبلوماسي على الأردن.

ولفت إلى أنّه “إذا صاحب فوز نتنياهو، نجاح الجمهوريين في الانتخابات نصف الفصلية في الولايات المتحدة وعودة تيار ترامب بقوة، فستكون هذه مؤشرات لعودة قوية لترامب فستكون قطعًا حالة من العبء على الدبلوماسية الأردنية”.

وختم المومني تصريحاته لـ “البوصلة” بالتأكيد على أنّ “الأردن في أسوأ الأوضاع استطاع التعامل مع نتنياهو وتعيير العلاقة الأردنية الإسرائيلية لكن تبقى المعضلة أنّ نوعية الحكومة التي ستشكل في دولة الاحتلال هي التي ستشكل الفارق مع الأردن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة”.

يذكر أنّ العلاقات الأردنية  “الإسرائيلية” ظلت متوترة طوال حقبة رئاسة نتنياهو لحكومة الاحتلال، فيما يرى مراقبون أنّ نتنياهو كان يتعمّد انتهاج “سياسة عدائية” في وجه الأردن.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: