المومني لـ “البوصلة”: لا أحد يستبشر خيرًا بحكومة نتنياهو المتطرفة والأردن تكيف مع الأمر

المومني لـ “البوصلة”: لا أحد يستبشر خيرًا بحكومة نتنياهو المتطرفة والأردن تكيف مع الأمر

عمّان – رائد صبيح 

أكد أستاذ الصراعات الدولية الدكتور حسن المومني في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الدبلوماسية الأردنية وخلال مائة عام من التعامل مع تعقيدات القضية الفلسطينية وعقدين من الزمان من التعامل مع حكومات يمينية إسرائيلية متطرفة يرأسها نتنياهو كونت خبراتٍ كافيةٍ للتكيف والتعامل مع الواقع الجديد الذي أفرزه الواقع الاجتماعي والتاريخي وانتخابات دولة الاحتلال على الرغم ممّا يكتنفه من عقباتٍ ومشاكل حقيقية.

وقال المومني: ممّا لا شك فيه فإنّ التطورات الأخيرة في السياسة الداخلية الإسرائيلية وتشكيل حكومة يمين متطرف يرأسها نتنياهو مقلقة للجميع، حتى الإدارة الأمريكية الحالية، فما بالنا بالأطراف التي لها ارتباط مباشر وعضوي في القضية الفلسطينية، والأطراف التي خبرت التعامل مع نتنياهو في هذا الجانب.

ولفت إلى أنّ فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حقيقة أثار “الخوف والقلق” لدى جميع الأطراف، والمجتمع الدولي بأكمله، والإدارة الأمريكية تتعامل مع ذلك بحذر وتوجس، فكيف سيكون ردة فعل الأطراف العربية وخاصة الأردن الذي اضطر للتعاطي مع هكذا حكومات لإدارة واقع معقد سببه الرئيسي السياسيات التي تمّ انتهاجها من قبل الحكومات التي ترأسها نتنياهو.

د. حسن المومني: هناك رهان حقيقي على إمكانية استمرار الائتلاف المتطرف الذي يقوده نتنياهو واحتمالات سقوطه خلال الأسابيع والشهور القادمة

وتابع المومني حديثه بالقول: بالنسبة للاردن، بتقديري الشخصي، مرت العلاقة الأردنية مع اليمين المتطرف وحكومات نتنياهو منذ عام 1996 بمراحل كانت من السوء بمكان، خاصة مرحلة ترامب، وكانت تشير بشكل واضح إلى توتر العلاقات الأردنية مع دولة الاحتلال، وكان الأردن والأطراف الدولية يرغبون بأن يكون هناك تحول في السياسة الداخلية الإسرائيلية إمّا باتجاه الوسط أو باتجاه بناء معسكر للسلام داخل المجتمع الإسرائيلي.

نمط تفكيري مختلف للتعامل مع حكومات التطرف

واستدرك بالقول: “لكن مع الأسف، التطورات الأخيرة، وفوز اليمين المتطرف ونتنياهو مرة أخرى، لم تصب في صالح هذا الطرح”.

ونوه المومني أنّ الكثير من التحليلات والتوقعات والكثير من القلق لدى الجهات المعنية وخاصة الأردن، ترافقت مع الانتخابات الإسرائيلية، لا سيما بعد الواقع الإسرائيلي الذي أفرزته ظروف اجتماعية تاريخية إسرائيلية ويجب التعاطي معه، بمعنى أن يكون هناك نمط تفكيري مختلف للتعاطي مع واقع من الصعوبة بمكان قد يؤدي إلى تطور الوضع بشكل أكثر سوءًا في هذا الجانب.

إقرأ ايضًا: المومني لـ “البوصلة”: عودة نتنياهو ستشكل عبئًا على الدبلوماسية الأردنية

وتابع حديثه، “خاصة ونحن نرى يوميًا التوتر في الساحة الفلسطينية وعمليات المقاومة والإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية التي تؤدي لسقوط الجرحى والشهداء ومزيد من الأسرى على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وشدد المومني على أنّه “إذا أخذنا تكوين هذه الحكومة وتكويناتها الأيدولوجية لا يستطيع أي أحد أن يستبشر خيرًا في هذا الجانب”.

المجتمع الدولي واحتمالات صمود الائتلاف المتطرف

لكن أستاذ الصراعات الدولية استدرك بالقول: إسرائيل في نهاية المطاف تعي مركزية الدور الأردني ومركزية الأردن للقضية الفلسطينية، وللمنطقة، والأردن بغض النظر مع معضلة العلاقة مع نتنياهو أيضًا هنالك في المنطقة تطورات إيجابية مكّنت الأردن من تعزيز دوره، وهنالك شبكة علاقات دولية إلى حدٍ ما تستطيع أن تشكل ضاغطًا على “إسرائيل” في هذا الأمر، وكثير من التصريحات الأمريكية تتعاطى وتفيد بأنّها سوف تحكم على العلاقة مع حكومة نتنياهو بهذا الأمر من خلال سياساتها بهذا الاتجاه.

وقال المومني: بتقديري الشخصي في الأردن نحن أمام تحدٍ في هذا الجانب، ولكن هناك سؤال يطرح هل مسألة “تحدي نتنياهو” أمرٌ جديدٌ على الأردن؟ مائة عام من التعاطي مع القضية الفلسطينية بكافة تعقيداتها، وأكثر من عقدين من الزمان بالتعاطي مع نتنياهو في هذا الجانب كافية لإنتاج خبرة إضافة إلى الأمور التي ذكرتها سابقًا كافية لتمكين الأردن من التعاطي مع هذه الحكومة.

إقرأ ايضًا: المومني يقرأ لـ “البوصلة” تداعيات مواجهة إيرانية إسرائيلية محتملة

ولفت إلى أنّ هناك سؤالًا يتم طرحه عن مدى إمكانية استمرار هكذا حكومة ائتلاف إسرائيلي يميني متطرفة في هذا الجانب، فهناك مراهنة على مسألة كم ستصمد حكومة نتنياهو، ولذلك فالأسابيع القادمة والشهور القادمة هي التي ستظهر فيما إذا كان نتنياهو في سياق محاصصات قد يتغير، أو يستمر باتجاه الأسوأ خاصة وأننا نتحدث عن اليمين المتطرف سواءً كان ” سموتريتش” أو “بنغفير” أو غيرهم.

ونوه إلى أنّ الأردن والأطراف المعنية مثل مصر والسلطة الوطنية الفلسطينية والجامعة العربية والسعودية لديها القدرة على التأثير على حكومة نتنياهو والتأثير على المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي.

وختم المومني حديثه بالقول: إنّ الإدارة الأمريكية، اليوم يمكن أن تشعر براحة أكبر في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، خاصة بعد نتائج الانتخابات الفصلية، ولذلك نتحدث عن عامين قادمين من المفترض أن نرى سلوكًا أمريكيًا مختلفًا وأكثر نشاطًا، رغم أن أولويات أمريكا منشغلة اليوم في الحرب الأوكرانية وزيادة تواجدها العسكري في المحيط الهندي والهادئ.

الحكومة الأكثر تطرفًا بتاريخ دولة الاحتلال

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو في وقت متأخر الأربعاء الماضي نجاحه في تشكيل حكومة جديدة مع حلفائه في معسكر اليمين، وذلك قبل دقائق من انتهاء التفويض الممنوح له، بحسب “الجزيرة”.

وكتب نتنياهو على تويتر قبل دقائق من منتصف الليل إنه تمكن من تشكيل حكومة، كما أكد متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تلقي إعلان نتنياهو عبر اتصال هاتفي.

وفي بيان نشره قال نتنياهو إنه أرسل إلى هرتسوغ الرسالة التالية “بفضل الدعم الجماهيري الكبير الذي تلقيناه خلال الانتخابات الأخيرة أبلغكم أنني تمكنت من تشكيل حكومة ستعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل”.

وكان زعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش قد استبق إعلان نتنياهو، وكتب على تويتر “تهانينا، تمكنا (من تشكيل حكومة)”.

ومن المقرر أن تؤدي الحكومة اليمينية القسم أمام الكنيست (البرلمان) الاثنين المقبل بعد انتهاء ما يعرف بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا)، وبذلك سيخلف نتنياهو رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد.

ولأول مرة شغل نتنياهو (73 عاما) منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 1996 إلى 1999، ثم لمدة 12 عاما متواصلة بين 2009 و2021، وهو أطول رئيس للوزراء بقاء بالمنصب في إسرائيل.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: