المومني لـ “البوصلة”: مذكرة توقيف بوتين ورقة ضغط سياسية والعالم يسعى لاحتواء الحرب

المومني لـ “البوصلة”: مذكرة توقيف بوتين ورقة ضغط سياسية والعالم يسعى لاحتواء الحرب

عمّان – رائد صبيح

أكد أستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ المذكرة التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية لتوقيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما هي إلا ورقة ضغطٍ سياسيةٍ على روسيا، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنّ دخول الصين على خط الحرب كـ “صانع سلام” بالإضافة للجهود الدولية المبذولة يمكن أن تسهم في رسم صورة أكثر وضوحًا للمشهد الدولي الذي اصبح يتسم بحالة “اللايقين” إلى أين ستؤول الأمور.

واستبعد المومني أن تنزلق الحرب الروسية الأوكرانية لمواجهةٍ دولية أوسع قد تفضي لحربٍ عالميةٍ ثالثة لا سيما بعد حادثة إسقاط روسيا للمُسيّرة الأمريكية في البحر الأسود، مشددًا على أنّه لا مصلحة لدول العالم أجمع في توسيع نطاق الحرب والصراع في ظل سعي دوليٍ محموم لإبقائها ضمن “حالة الضبط والتعيير لاحتواء النزاع”.

مواجهة متصاعدة

وقال المومني إنّ الحرب الروسية على أوكرانيا منذ يومها الأول سرّعت لمواجهة شاملة روسية غربية بكافة سياقاتها سواءً كانت دبلوماسية اقتصادية أم عسكرية، لافتًا إلى أنّنا شهدنا إجراءات ثم إجراءات مضادة عبر “تصعيدٍ حلزوني”، والصراع بدأ من هنا يتطور تدريجيًا.

ولفت إلى أنّ دخول محكمة العدل الدولية على خط الحرب عبر اتهامها لبوتين بالتورط بجرائم حرب كان أمرًا متوقعًا، في ظل استمرار الحديث عنه منذ بداية “الغزو” الروسي لأوكرانيا باعتباره منافيًا ومخالفًا للقانون الدولي وما ارتكب فيه من قصف وتدمير للبنية التحتية، مشددًا على أنّ هذا الاتهام سيشكل واحدة من وسائل الضغط القانونية والدبلوماسية السياسية باتجاه روسيا وبوتين.

د. حسن المومني: لا مصلحة للعالم بتوسيع دائرة الصراع في الحرب الروسية الأوكرانية

ونوه إلى أنه “مقابل ذلك، هناك بعض الخطوات التصعيدية والردع الروسي، سواءً كان على أرض المعركة، أم محاولة روسيا في بناء تحالف وشراكات قد تعيد موقفها وتحاول أن توازي الإجراءات الغربية ضدها”، مشيرًا إلى أنّ “التصعيد هو سيد الموقف على اعتبار أنّ كلا الطرفين لم يستطع إنهاء الحرب لصالحه حتى اللحظة”.

محاولات احتواء الحرب

وسلط المومني الضوء على المحاولات العديدة لاحتواء الحرب وآثارها، منوهًا بالقول: في ظل هذا التصعيد كان هناك العديد من المحاولات الدولية لإنهاء هذا الصراع، عبر التواصل الأوروبي عبر فرنسا وألمانيا، كما كان هناك جهود للأمم المتحدة، ولعبت تركيا دورًا كبيرًا في تحقيق بعض الإنجازات الجزئية سواءً عبر تبادل الأسرى، واتفاق تصدير الحبوب، ويجري الحديث عن تمديد الاتفاق بهذا الصدد.

وأكد أنّ وتيرة التصعيد ازدادت بعد إسقاط روسيا للمسيرة الأمريكية وحادث التصادم الذي جرى، وشهدنا ازديادًا في الدعم الغربي لأوكرانيا من حيث الأسلحة ونوعيتها وتطورها، في ظل المعركة الجارية في باخموت والـتي أصبحت عنوان الصراع اليوم.

إقرأ أيضًا: المومني لـ “البوصلة”: حادثة المنطاد تصعيد تكتيكي جديد في التنافس الأمريكي الصيني المتواصل

كما لفت المومني إلى أنّ هناك سعيًا أمريكيًا غربيًا لتطويق واحتواء حرب روسيا على أوكرانيا، وجاء آخر الأمر دخول المحكمة الجنائية الدولية على الخط السياسي للحرب، منوهًا إلى انّه “وبغض النظر عن الجوانب القانونية والاقتصادية، يبقى الجانب السياسي هو الأهم، بالتوازي مع الجانب العسكري وتطور مسرح العمليات”.

وقال خبير الصراعات الدولية: بتقديري ستبقى الحرب الروسية الأوكرانية ضمن “حالة الضبط والتعيير” الذي تقوم به جميع الأطراف واحتواء النزاع، لأنّ احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة ضعيفة جدًا لا سيما وأن جميع الأطراف لا مصلحة لها بذلك، والعالم بأجمعه اليوم لا يقوى على مثل هذه الحرب، آخذين بعين الاعتبار درجة وتطور التكنولوجيا والأسلحة، وازدياد اعتمادية العالم على بعضه البعض، والنتائج الكارثية على اقتصاديات العالم.

“لا أعتقد أنّ الدول الكبرى تسعى لحرب عالمية في هذا الجانب، ولكن حرب منضبطة، وهذا لا يعني أنه لا يمكن أن تحدث بعض الأخطاء وينتج عنها مواجهة محدودة”، على حد تعبير المومني.

وأضاف، “الآن بعد سنة، والذي يلاحظة سلوك جميع الأطراف يرى أنّ هناك انضباطًا حتى لا تنزلق الأمور لدرجة التصادم الدولي وتوسع دوائر الحرب”.

ولفت إلى أنّ هناك أطرافًا مثل الصين وبغض النظر عن الحالة التنافسية، تسعى عبر نوع من الدبلوماسية الهجومية في سياق تقديم نفسها كصانع للسلام، سواءً في الشرق الأوسط أو كما يجري الحديث عن مبادرة وجهود صينية باتجاه روسيا وأوكرانيا، وهناك حديث عن زيارة للرئيس الصيني إلى روسيا، والحديث عن إمكانية حدوث تواصل بين الرئيس الروسي والرئيس الأوكراني.

وخلص المومني إلى أنّه “في ظل هذه التحولات في موازين القوى تبقى حالة اللايقين وانعدام الوضوح هي سيدة الموقف في السياسة الدولية”.

المحكمة الدولية والصين

وتصاعدت أحداث الحرب الروسية الأوكرانية بعد دخول المحكمة الدولية على خط النزاع وإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوى مسؤوليته عن جرائم حرب، فيما أعلنت الصين عن زيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى روسيا.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدعوى مسؤوليته عن جرائم حرب.

وتركّز ادعاء المحكمة على عملية ترحيل غير قانونية لأطفال من أوكرانيا إلى روسيا.

إقرأ أيضًا: خبير عسكري: هذه مآلات استمرار الحرب الروسية والتغيير العالمي القادم

وقالت الجنائية الدولية إن الجرائم ارتُكبت في أوكرانيا ابتداء من يوم 24 فبراير/شباط 2022 عندما بدأت روسيا اجتياحها الشامل لأوكرانيا.

وأنكرت موسكو دعاوى الجنائية الدولية، واصفةً مذكرة التوقيف بأنها “غير مقبولة”.

وفي آخر تطورات مشهد الحرب والنزاع، أعلنت بكين وموسكو  الجمعة أن الرئيس الصيني شي جينبينغ سيؤدي الاثنين المقبل زيارة دولة لروسيا بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين وتركز على تعزيز العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا.

باخموت

وكانت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أعلنت الجمعة إحباط محاولات انسحاب أوكرانية من باخموت شرقي أوكرانيا. في المقابل، جددت الإدارة الأميركية رفضها أي دعوة من شأنها إرساء وقف لإطلاق النار في أوكرانيا خلال الوقت الحالي.

يأتي هذا في وقت قالت فيه روسيا إن ما ترسله دول الغرب من أسلحة إلى أوكرانيا ستُدمر بعدما تعهدت بولندا وسلوفاكيا، العضوان بحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، بإرسال مقاتلات “ميج-29” (MIG-29) إلى كييف.

إقرأ أيضًا: المومني لـ “البوصلة”: “إعلان الرياض” نمط تفكيري جديد لخدمة مصالح المنطقة

(البوصلة)  

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: