المومني يقرأ لـ “البوصلة” تداعيات مواجهة إيرانية إسرائيلية محتملة

المومني يقرأ لـ “البوصلة” تداعيات مواجهة إيرانية إسرائيلية محتملة

عمّان – البوصلة

أكد أستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاته لـ “البوصلة” على أنّ “دولة الاحتلال وفي سياق الحفاظ على أمنها ووجودها وبدعمٍ أمريكيٍ غربيٍ، لن تسمح لأي دولة من دول المنطقة بكسر حاجز تفوقها النووي”، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ هذا الموقف الإسرائيلي الثابت عابر لحكومات الاحتلال المختلفة فقد قالها نتنياهو قبل بنيت فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

وقال المومني إن “إسرائيل قائمة على إستراتيجية الردع، في مواجهتها المفتوحة مع إيران منذ عقود، ومع أيّ طرف آخر”، لافتًا إلى أن “هذه المواجهة تصاعدت مع ظهور البرنامج النووي الإيراني وقضية حزب الله في لبنان وحالة عدم الاستقرار في سوريا”.

وأضاف، أن تهديدات بينيت لإيران تأتي في سياق موقف إسرائيلي ثابت ومتصل تجاه إيران وإن اختلفت الحكومات بدولة الاحتلال، تجاه البرنامج النووي، لدرجة أنهم اختلفوا اختلافًا جوهريًا في كثيرٍ من الأحيان مع الإدارة الأمريكية حول هذه القضية.

“كلنا رأينا كيف كان نتنياهو من الصلف لدرجة أن يتجاهل أوباما الذي أنجز الاتفاق النووي مع إيران، ويذهب ليخطب في الكونجرس دون أن يقابله”، على حد تعبيره.

د. حسن المومني: لم نر أي تهديد إيراني لدولة الاحتلال نُفّذ بالمعنى الحقيقي

رسالة للداخل المتطرف

وقال الموني إنّ تصريحات بينيت رسالة للداخل الإسرائيلي، فالحكومة الإسرائيلية معرضة لخطر الانهيار والسقوط في أي لحظة، ولذلك فإنّ هذا الخطاب صقوري للداخل وللجماعات المتطرفة في الكيان الصهيوني”.

وأضاف أن تهديدات الاحتلال هي جزء من حالة “إستراتيجية الضغط الهائل” على إيران، سواءً من الولايات المتحدة الأمريكية أو من الحلفاء في المنطقة، أو من دولة الاحتلال في ظل تعثر المفاوضات النووية.

وأوضح أنّ “ما برز على السطح هو موقف وكالة الطاقة الذرية، التي اصدرت تقريرها عن عدم رضاها بسبب قرب امتلاك إيران القنبلة النووية”، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ هناك اليوم مشروع قرار غربي من قبل أمريكا والغرب بشأن هذا الملف، وإذا ما صدر عن مجلس محافظي الطاقة النووية وأدان إيران فإن ذلك سيكون هذا القرار تمهيدًا لعملية ضغوط أو الدخول في مواجهة.

وأضاف الخبير الإستراتيجي قائلا: أعتقد أنّ التهديد الإسرائيلي ذهب لأقصى حد، وأنّها تستطيع العمل بهذا الاتجاه لوحدها، ولكن مقابل ذلك نمارس ضغوطًا على المجتمع الدولي.

قدرة إيران على تنفيذ التهديدات

وحول قدرة إيران على تنفيذ تهديداتها لدولة الاحتلال، قال المومني لـ “البوصلة“: لغاية الآن لم نر أي تهديد إيراني نفذ بالمعنى الحقيقي، سوى من خلال وكلاء مواجهات حزب الله وغيره، أمّا دولة الاحتلال فهاجمت الكثير من المواقع الإيرانية سواء في إيران أو سوريا، واغتالت الكثير من الشخصيات الإيرانية بما فيهم العلماء النوويون، ونفذت عمليات داخل إيران، وكل مرة كان في تهديدات إيرانية بهذا المعنى.

وأضاف: “في تقديري الخاص إيران هي قطعًا غير قادرة على محو تل أبيب وحيفا، ونحن نعلم أنّ هذه القضية ليست مرتبطة بدولة الاحتلال لوحدها بل مرتبطة بالعالم الغربي وأمريكا، وإذا ما حصلت مواجهة إيرانية إسرائيلية وتعرضت الأخيرة لخطر وجودي، فلن يسمح الغرب بذلك”.

وختم المومني حديثه بالقول: “بينيت هو من اليمين وموقفه لا يقل عن اليمين الإسرائيلي الآخر في هذه القضية، وبالنسبة لدولة الاحتلال امتلاك السلاح النووي مسألة وجودية ولطالما عملت على عدم امتلاك أي طرف في المنطقة لهذا السلاح”.

تهديدات متبادلة

وكان قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري، هدد الثلاثاء بتدمير مدينتي تل أبيب وحيفا «إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ».

ونقلت وكالة تسنيم التابعة لـ”الحرس الثوري” عن حيدري قوله: “لأي خطأ يرتكبه العدو، سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض بأمر من المرشد”.

من جانبه صعد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بنيت من لهجته ضد إيران قائلا: إن أيام الحصانة التي تهاجم فيها إيران إسرائيل عبر أذرعها دون أن تصاب بأذى قد ولت”، مشددًا على أن “إسرائيل تستطيع العمل اليوم بكل حرية لضربها ولم يعد هناك ما يكبل يديها”.

كما طالب بنيت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة بتوجيه تحذير واضح لإيران بشأن برنامجها النووي.

وأشار بنيت إلى لقائه مع مدير عام الطاقة الذرية، رفائيل غروسي، الأسبوع الماضي، وقال: “لقد نقلت موقف إسرائيل بضرورة الاحتفاظ بحرية التصرف ضد البرنامج النووي الإيراني باتفاق أو بدون اتفاق. ونحن لا نقول ذلك فحسب، بل نؤيده ونعمل لأجله”.

وكان بنيت قد أبلغ غروسي بأن إسرائيل تفضل حلاً دبلوماسياً للمواجهة مع إيران لكنها قد تقدم على إجراء مستقل، مكرراً تهديداً مستتراً منذ أمد بشن حرب استباقية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: