د. ضرار بركات *
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

(النزعة اليهودية المتطرفة فطرة وخلقةً عدوة للحضارة الإنسانية)

د. ضرار بركات *
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:



   إن المتتبع بمناهج الدراسة والبحث:(استقراءً وتحليلاً وتجريباً) حتى من الواقع المشاهد من المجازر والتعذيب والقمع والاستيطان وغيره،(عيناً وعياناً) بلا رادع! يجد أن النزعة اليهودية والتركيبة العقلية، بالعنصرية والكبر، وحب الذات(للسلطة) بأن: “أكون وغيري لا يكون” طابعها غريب وعقيم ومتعالي على الحق والفضل والمعروف والأخلاق؛ بدليل: سلوك منهج الغطرسة وعدم مراعاة العهود والمواثيق، والكد والجد؛ بإيقاد نيران الحروب والفتن والحقد والضغائن.      
قال تعالى: ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾(8: الانفطار).. من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى العظام، وكسوها لحماً، وبعدها أنشأ الإنسان خلقاً آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين، والمقصود بذلك النفخ بالروح و(التركيب) الإلهي؛ ليخرج الإنسانَ بأجمل صورة وأحسن تقويم. وهذا من الدلائل العظيمة والأسرار الإلهية على خلق الإنسان، وعلى فضل الله وكرمه ورحمته، أن أوجده من العدم للوجود، فقال عز وجل: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورا﴾(1: الإنسان). ويذكرنا الله بعظمة خلقه للإنسان؛قال تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾(21: الذاريات).ويذكرنا الله بتسخير كل شيء فضلاً وكرماً منه لهذا الإنسان، الذي هو خليفته في أرضهقال تعالى:﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾(70 الإسراء).ويذكرنا.
      لكن الإنسان كان أكثر شيء جدلا وعصياناً وكبراً وتبجحاً على طاعة الله ورسله، فضلاً عن العمل باستمرار؛ لنشر الفساد والفتن والقتل والظلم بشتى أنواعه حتى استحقوا هؤلاء وصفاً دقيقاً بأنهم مجرمون، الذين من شدة مكرهم، وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ملعونين أين ما وجد في الدنيا والآخرة، والعقاب يكون من جنس العمل قال تعالى:﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾(41: الرحمن).
     الشاهد مما تقدم هو الغرور والكبر والإجرام الذي حدث سابقا بقتل الأنبياء والأبرياء وإهلاك الحرث والنسل والكذب والافتراء على الله بتحريف كتبه وخيانتهم وغدرهم المستمر؛ لأوامر الله واقتراف نواهيه، بل ووصف الله تعالى، بأن يده مغلولة، وبأنه أمرهم بالفحشاء والمنكر، وغيره كثير حاصلهم.. أولئك يلعنهم الله والملائكة والناس أجمعين. 
     والغريب أنهم اليوم لهم الغلبة ويتحكمون بالعالم كيفما أرادوا تحديا لله عزوجل وارضاء للشيطان ولغرور أنفسهم، قال تعالى:﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ() وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾(60-61: يس). أي يقال: ألم أعهد إليكم يا بني آدم، بمعنى: ألم أوصكم وآمركم في الدنيا أن لا تعبدوا الشيطان، فتطيعوه في معصية الله؛ قال تعالى:﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾(168: البقرة). أي إن الله قد أبان لكم عداوته؛ بامتناعهِ من السجود، لأبيكم آدم، حسداً منه له، على ما كان الله أعطاهُ من الكرامة، وغُروره إياه، حتى أخرجهُ وزوجتهُ من الجنة!
    والغرور والتكبر والعنصرية والحسد والبغض لم ينتهي بعد بل هو إلى الوقت المعلوم، وهو ما يعمل الشيطان على استغلاله في سبيل زرعه في النفوس، وعقول شغلتها الدنيا وزخرفها، ليكون له أتباع يحققون كبرياءهُ وعصيانهُ؛ لأمر الله تعالى؛ ظناً منه أنه أفضل من آدم عليه السلام، بدعوى: أنَّ الشيطان خُلقَ من نارٍ، وآدم خلقَ من طين، وهذه النظرة مساقة لما يفعله اليهود، ومن والاهم بالقول: غروراً، وتكبراً؛ بأنهم شعب الله المختار، وأنَّ الجنة لمن كانَ هوداً!. لذلك كان منهجهم الخبيث، لا يخرج عن أحد أمرين، هما:
الأول: صنع الأحداث وتوظيفها؛ لخدمة أفكارهم ومعتقداتهم الخرافية: كالهكيل المزعوم، وحب السطو والقتل والنفي لكل من خالفهم وتطهير الأرض: بالتشريد والعنصرية؛ لتعجيل مخلصهم.
الثاني: وهو أكثر ما يبدعون فيه: هو استغلال الأحداث التي تجري؛ لخدمة مشروعهم، تحدياً لله عز وجل، كما وليهم الشيطان من قبل، ولا عجب ولا غرابة اليوم انك تجد ما يسمى باليهودية المتطرفة العنصرية .. ومن ثم تطور الغرور والكبرياء إلى منظمات مُمنهجة: تتمثل بالصهيونية العالمية المدمرة لكل فضيلة، ووصولاً إلى الماسونية؛ حباً بالسيادة، وإذلال للشعوب واستعبادها، وتجويعها وإفقارها، وما حدث عالمياً مؤخراً من جائحة كورونا ( covid-19)) أكبر دليل على سطوت الدول الكبرى وتحكمها باقتصاد العالم، بل تحكمها بالمنظمات الدولية والأممية، والتضييق عليها؛ لخدمة مصالحها، أللأخلاقية واللاإنسانية. 
ونستذكر معا بعضا من خطابات جلالة الملك الحسين -رحمه الله- في تصوير ما يفعله اليهود بفلسطين والقدس.
1-تحدث الملك الحسين -رحمه الله- عن الموقف الامريكي المتحيز الجائح للدول العربية, ولعملية السلام في الشرق الاوسط، ثم تحدث عن اسرائيل وسلوكياتها في الشرق الاوسط من استبداد وقهر وعنصرية وتهجير وقتل وامتدادها العسكري وتعصبها الايديولوجي خاصة بمعاملة الشعب الفلسطيني الذي عاش على الارض التي تقيم عليها اسرائيل الان بالعنف والكبت بلا اية رحمة او شفقة.
2- وقال- رحمه الله -( ان قضية فلسطين كما نؤمن معكم قضية عربية اسلامية، وهي تتقدم كل قضية سواها ويجيء لقائكم اليوم والصهيونية في عنفوان تحديها للمسلمين، وممارستها اللاشرعية ولا انسانية تهز كل ضمير، وتتحدى كل خلق، وتتنكر لكل عرف وقانون).
3- وقال -رحمه الله -( ان اسرائيل تحتل الارض ظلما وعدوانا وتقتل الشعب امام الاشهاد، وتطارده في كل مكان بالإرهاب والتشريد، وتمعن في الارض العربية والحضارة الإسلامية طمسا وابتلاعا وتهويدا، وتنكر على الانسان العربي المسلم حقه المشروع في الحرية والامن)).
   والغريب عناد الغرب وأمريكا اللتان تلهفان وراء مصالحها الاستعمارية؛ لتحقيق مطامعها، بالسيادة والتبعية لها، والاستمرار بإضعاف الخصم، ودعم الحليف الصهيوني(الغادر) لهم ابتداءً وانتهاءً؛ جرياً وراء الهكيل المزعوم، وحباً بخرافتهم، بتعجيل خروج (المخلص) الذي ينتظرونه بفارغ الصبر؛ ليثبتوا لله، أنهم شعبه المختار، كما فعل وليهم الشيطان من قبل؛ تحدياً لله عز وجل. إذاً لا نعجب اليوم من الأبواق الناعقة، التي تتغنى باليهود، وتهرول لإرضائهم: تطبيعاً، وصمتاً منهم، وإصماتاً ومقاطعةً لمن خالفهم!. وما هذا؟! إلا بسبب الوهن والخوف والخرف وطول الأمل، الذي حل بهم، لكن سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!.
فمهما علو فلا يغرنك تقلبهم وعلوهم في البلاد. فغرورهم واستخفافهم بقدرة الله وعزته له نهاية، كما وعد الحق سبحانه وتعالى، فقال: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾( 182: الأعراف). وقال تعالى:﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ (183: الأعراف).
      وعندما يسمع المرء منا قوله تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ()الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ() فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾(6 و7و8: الانفطار). خاصةً بصوت الشيخ الرباني عبد الباسط-رحمه الله- تتحرك لدينا العواطف الدينية!.. ونجد أنَّ أكثر قوم نعمهم الله، ودللهم، وأرسلَ إليهم الرسل والأنبياء تترى متاتبعين: هم اليهود، غير أن كبرهم وغرورهم أخذتهم العزة بالإثم والعدوان: بقتل الأنبياء، وارتكاب الفواحش، وخدائعهم وافتراءهم الكذب، واهم من ذلك المشاهد اليوم: هو السعي المستمر بالسيطرة، والعدوان والإفساد، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، الغير منقطع.. فعليهم من الله ما يستحقون.
     وأخيراً أقول: ان (المسألة اليهودية) والاحتلال والتهويد، يحتاجُ منا المزيد من الصبر والتوبة والرجوع والإنابة إلى الله تعالى: إنهُ نعمَ المولى، ونعمَ النصير؛ بالمقابل لابد من الاستمرار بالمواجهة والمقاومة الباسلة، والانتفاضة الصلبة؛ قال تعالى:﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾(36: الزمر).كما يجب الرفض المستمر للتطبيع، والعمل على وقف التوسع للمستوطنات اليهودية، بكافة الطرق والوسائل.
المرجع والملحوظات،
ما تقدم من كلام، مستوحى من كتاب مذاهب فكرية معاصرة، للشيخ قطب،1993م).
المرجع / القضية الفلسطينية في خطابات الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية لعام من عام 1952 لعام 1999 م، الاستاذ الدكتور علي محافظة/كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية/، مركز الدراسات الاستراتيجية الجامعة الاردنية، 2020 م .
ملاحظة- يأتي هذا المقال كمقدمة لمقالات أخرى، تتحدث القضية المحورية، القضية الفلسطينية، مشاركة وبحثا بنظرة تشاركية لمؤتمر القدس ، في الشهر المقبل ان شاء الله تعالى.



*محاضر غير متفرغ/ جدار

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts