النفط كلمة السر.. هل سترضخ أمريكا للسعودية؟

النفط كلمة السر.. هل سترضخ أمريكا للسعودية؟

عمّان – البوصلة

ثارت خلال الأسابيع الماضية العديد من التكهنات والأخبار غير المؤكدة التي تتحدث عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك لكسر الجمود في العلاقة التي تسببت بها أزمة الصحفي الراحل جمال خاشقجي وكذلك تصريحات الرئيس الأمريكي “الحادة” تجاه السعودية وتهديدها بدفع ثمن “مقتل خاشقجي.

وعلى الرغم من التقارير الصحفية التي أكدت صحتها مواقع إخبارية عالمية بحسب تسريبات مصادر موثوقة حول ترتيبات زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أنّ تصريحاته السابقة ضد السعودية طفت على السطح مجددًا لتعيد تعكير الأجواء وترفع حدة التوتر بين مملكة النفط وأمريكا التي بدأت تتحسس رأسها من أزماتٍ عدة وعلى رأسها أزمة الطاقة.

“السعودية منبوذة وستدفع الثمن”

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لرد المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، على سؤال حول تصريحات سابقة أدلى بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن ضد السعودية وصفها بـ”المنبوذة” وأنها “ستدفع الثمن”، مؤكدة على أن كلام الرئيس “لا يزال قائما”، وفقًا لـ”سي إن إن”.

جاء ذلك في سؤال خلال الإحاطة الصحفية اليومية بالبيت الأبيض، حيث نص السؤال: “قيمت الاستخبارات الأمريكية بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يقف وراء قتل الإعلامي جمال خاشقجي وقال الرئيس أنه سيدفع السعودية لدفع الثمن وأن المملكة منبوذة، كيف تتوافق تقارير نية الرئيس الأمريكي زيارة السعودية والالتقاء بولي العهد مع هذه التصريحات السابقة؟”

وردت جان بيير قائلة: “أولا دعني أقول أن كلماته (بايدن) لا تزال قائمة اليوم الكلمات التي قدمتها انت، ليس لدي معلومات عن الزيارة أو الإعلان عنها وعليه ليس لدي المزيد لأقدمه لكم في هذا الوقت”.

واستطرد الإعلامي قائلا: “نرغب بمعرفة ما الثمن الذي دفعته السعودية للآن حيال مقتل صحفي (جمال خاشقجي) ليظهر أن الرئيس يكافئهم بزيارة..” لترد بيير قائلة: “أفهم سؤالك زيك ولكن ليس لدي إعلان حول زيارة في الوقت الحالي ولهذا ليس هناك نقاش لأجيبك..”

المتحدثة باسم البيت الأبيض، ذكرت بتصريحات سابقة أن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين زارا المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع لإجراء محادثات شملت إمدادات الطاقة العالمية وإيران وقضايا إقليمية أخرى. وقالت إن المسؤولين الأمريكيين لم يطلبوا زيادة صادرات النفط السعودية.

كسر الجمود

بدوره أكد سايمون هندرسون مدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة” في معهد واشنطن، أن إدارة بايدن تسعى إلى كسر الجمود مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكن تحركات روسيا وإيران ستؤثر أيضاً على مسار أسواق الطاقة.

ولفت هندرسون إلى أن سوق النفط سيشهد تقلبات كبيرة هذا الأسبوع أيضاً. ففي حين كان الأمريكيون يحيون يوم الذكرى ويحتفلون ببداية الصيف بشكل غير رسمي، كانت أسعار النفط تتخطى ١٢٠ دولاراً للبرميل.

واضاف بالقول: ووفقاً لبعض التقارير، لم تؤدِ أسعار البنزين المرتفعة الى انخفاض ملحوظ في عدد الرحلات البرية، ولكن سيكون من المبالغة الاعتقاد بأن سائقي السيارات الأمريكيين لم تزعجهم الأسعار في محطات البنزين و/أو يشعرون بأنهم يملكون ما يكفي من المال كي لا يكترثوا لها. وهناك عوامل متعددة تؤثر في أسعار النفط، وعليه لا يمكننا أن نتسرّع بالقول بأنه من غير المرجح أن يكون المنحى تصاعدياً.  

ولفت إلى أن السعودية التي تقود الكارتل النفطي على أرض الواقع، لم تعد تعتبر أنه ثمة ترتيب يجمعها بالولايات المتحدة يقضي بضخ النفط مقابل توفير الأمن من قبل واشنطن. وعلى الرغم من زيارة أخرى إلى الرياض يقوم بها منسّق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغوريك وشريكه في شؤون الطاقة، عاموس هوكستين، يبدو الحاكم الفعلي في السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مصمماً على عدم الرضوخ لمطالب واشنطن.

زيارة مرتقبة

وقال هندرسون: هناك عامل آخر قد يتغيّر. فالمسؤولون في إدارة بايدن يعملون على تنظيم رحلة للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، من شأنها إنهاء هذا الجمود (في العلاقات)، على الرغم من استياء البيت الأبيض من المواقف المتصلبة لولي العهد السعودي وغيره.

وتساءل: “فهل سيساوم محمد بن سلمان على إنتاج النفط مقابل مصافحة يد الرئيس بايدن والاعتراف به كسلطة فعلية في المملكة؟ لا تتحمسوا كثيراً، لكن الأدلة المتزايدة على أن السعودية وإسرائيل قد تكونا على عتبة اعتراف متبادل وتاريخي ببعضهما البعض، ربما تُسهم في تغيير هذه المواقف المتعصلبة”.   

ولفت إلى أن هناك عاملان يلوحان في الأفق في اجتماعات الأيام القليلة المقبلة هما أوكرانيا وإيران. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يعتبر أنه قريب من تحقيق نصر تكتيكي، إن لم يكن استراتيجي، في دونباس، الأمر الذي قد يساعده على رفض الضغوط التي تمارسها أوروبا عليه في مجال الطاقة. أما إيران، فتبدو مصممة أكثر من أي وقت مضى على عدم الموافقة على إعادة فرض القيود على برنامجها النووي.

وأشار إلى أنه “ربما قد يدخل في أهم حسابات البيت الأبيض هو التأثير المحتمل الذي قد تتركه على حظوظ بايدن في الانتخابات النصفية الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن من الصعب جداً توقّع ما قد يحصل. فالكثير من الأمور قد تتغير، وستكتسي استطلاعات الرأي القادمة أهمية في هذا المجال”. 

وختم هندرسون بالقول: “يبدو أن شهر حزيران/يونيو سيكون مهماً للغاية من حيث الدور الذي ستلعبه واشنطن في العالم وما يتوقعه العالم منها”. 

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: