عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

النكبة.. الهزائم السياسية تسبق العسكرية

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لم تكن نكبة عام 1948 سوى تتويج لهزائم سياسية مني بها العرب منذ ثورتهم العربية 1916، بل قبل ذلك، منذ بزوغ بذور القومية العربية مقابل الطورانية التركية.

كُشفت معاهدة سايكس بيكو المشؤومة في ظل ذروة العلاقات العربية البريطانية التي نسجت للتخلص من الحكم العثماني أولا، وللفوز بمملكة عربية غذتها روح قومية عربية نمت في ظل سوء حكم ونمو نزعة طورانية تركية، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن اتفاقية سايكس بيكو تحظى الآن بقدسية لدى العرب؛ أنظمة وشعوبا، ربما أكثر من القرآن الكريم!!

كُشف وعد بلفور الذي أعطى فلسطين صراحة لليهود عام 1917، فماذا كانت النتيجة؟ هزيمة سياسية مدوية.

يقولون إنه في ذلك الوقت لم يكن هناك تعليم كفاية في المنطقة، يقولون إن الجهل والفقر والفاقة كانت تسود المنطقة، يقولون إنه لم تكن هناك وسائل إعلام حتى يعرف الناس ما يجري حولهم. ونقول إن صفقة القرن جاءت في ذروة التعليم وذروة تطور وسائل الاتصال، لدرجة أننا بتنا نعرف متى يدخل اللاعب الفلاني أو الممثل الفلاني المرحاض بدقة!! فماذا كانت ردة الفعل العربية؟ للأسف إنها تشبه ردة فعلهم قبل مائة عام!! الرأي العام مهم جدا لكن في إطار معركة سياسية واضحة المعالم، فأين هي تلك المعركة؟ لا نرى سوى معارك سياسية بينية هدفها التعتيم على المعركة الأصيلة.

يقولون إن الشعب العربي لم يكن مدركًا لحجم المؤامرة التي تنسج ضده، للأسف فنحن بحاجة إلى مراجعة تاريخ القضية الفلسطينية التي ألغاها العرب من مناهجهم، حين أصبحوا يدركون ما يدور حولهم. يا للسخرية!!

لقد ثار الفلسطينيون منذ أن رأوا بأم أعينهم الخيانة البريطانية، المناوشات بينهم وبين اليهود لم تتوقف، المظاهرات لم تتوقف، المقاومة لم تتوقف، هل تذكرون ثورة البراق؟ هل تذكرون الأبطال الثلاثة؛ محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير؟ هل تذكرون الشيخ عز الدين القسام؟ هل تذكرون الثورة الكبرى؟ هل تذكرون أطول إضراب في التاريخ؟ هل يمكن أن يقوم بذلك شعب جاهل لا يدرك حجم المؤامرة؟ كل تلك الحراكات الفلسطينية كان لها صدى في المنطقة العربية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار البريطاني والفرنسي الذي ورث المنطقة بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية، وبعد أن تخلى الأتراك الجدد عنها، ورضوا بدولة تركية منبتة عن دينها وعن عمقها الإسلامي. ولكن لم تنظمها معركة سياسية واضحة المعالم. كان السياسيون العرب مشغولون بكياناتهم التي أهديت لهم وفق اتفاقية سايكس بيكو المقدسة!

وفق كثير من المراجع لم تدخل الجيوش العربية إلى فلسطين في عام 1948 لتحريرها من اليهود، بل جاءت لتثبيت حدود التقسيم التي وضعها قرار الأمم المتحدة، بمعنى أن القادة العرب أعلنوا هزيمتهم السياسية مبكرا، ورضوا بقرار التقسيم ضمنا، لكن خيبتهم الكبيرة ونفوسهم الصغيرة لم تسمح لهم حتى بحماية حدود التقسيم بل تجرأ العدو وتمدد خلفها. وبعد ثلاثين عاما رضوا بقرار التقسيم علنا ولكن بنسخته الممهورة بهزيمة 1967!

الهزائم السياسية تسبق الهزائم العسكرية بل تمهد لها، والحروب تبدأ سياسيا وتنتهي عسكريا، والأنظمة المهزومة سياسيا لا يمكن لها أن تقود معارك عسكرية، وتاريخنا العربي الحديث مليء بالشواهد، ومن لم يرها فهو أعمى البصر وأعمى البصيرة.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts