انتقادات لاذعة لـ “حظر الجمعة”.. ذريعة سياسية وقرارات اعتباطية وحبس حرية

انتقادات لاذعة لـ “حظر الجمعة”.. ذريعة سياسية وقرارات اعتباطية وحبس حرية

حظر تجول

د. منذر الحوارات: الحكومة ما زالت تستخدم كورونا كذريعة سياسية
علي سعادة: الحظر أصبح يشكل قلقا وتعبا نفسيا للمواطن
د. أحمد الشحروري: أيهما أخطر تجمعات الأفراح أم صلاة الجمعة الممنوعة

عمان – البوصلة

“حالة غير مسبوقة في تاريخ الحكومات الأردنية… وزير يتحكم بأكثر من ٥ مليون مواطن أردني فيقرر حبسهم في بيوتهم؛ بقرارات لا تستند للمنطق الطبي أو الإنساني!”، بهذه الكلمات وجه الناشط السياسي والنقابي أحمد أبو غنيمة انتقاداتٍ لاذعة للحكومة بسبب استمرارها بفرض الحظر الشامل يوم الجمعة في عمّان والزرقاء.

ليس هذا فحسب، بل إن مواقع التواصل الاجتماعي حفلت بالتعليقات الناقدة والساخرة والمشككة في نوايا الحكومة من وراء استمرار فرض حظر شامل يوم الجمعة بذريعة مواجهة “وباء كورونا” في الوقت الذي يغادر كثيرٌ من “العمّانيين” إلى المحافظات الأخرى قبل بدء الحظر إما لزيارة الأقارب أو بغرض السياحة.

اعتباطية القرار الحكومي

وفي هذا السياق انتقد الطبيب والخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” استمرار “اعتباطية القرار الحكومي” في فرض الإغلاقات والعودة للحظر الشامل أيام الجمعة في عمّان والزرقاء، مؤكدًا أن هذه السياسة لم تؤت أكلها خلال المرحلة السابقة في مواجهة “كورونا” ولن تجدي إذا تفاقم وانتشر المرض لا قدر الله.

وعبر الحوارات عن أسفه لاستمرار الحكومة في استخدام “كورونا” كذريعة سياسية، وما يتسبب به الحظر الشامل من خسارة كبيرة وتدمير للاقتصاد الأردني وما ينجم عنه من آثار مدمّرة نفسيا واقتصاديا واجتماعيا، منوها إلى أن حجم الديون التي زادت على الأردن كبيرة وهائلة وما تسبب بها “اعتباطية القرار” الحكومي.

ونوه إلى أن “كورونا” أصبح وسيلة السياسي الأردني الذي لا يملك الأدوات وليس لديه ما يقوله، وفرض قانون الدفاع ما هو إلا أحكام عرفية شئنا أم أبينا، فخلال 7 شهور لم يدع البرلمان للانعقاد رغم أن البلد يهددها مخاطر مصيرية.
وقال الحوارات: لا يعقل أنه خلال هذه الفترة تحجر كل شيء وتمنعه من الحياة وفي النهاية تتحدث على أن الحياة الدستورية يجب أن تسير كالمعتاد، منوهًا إلى أنه كان لدينا برلمان وما يزال ونحن نتحدث عن خطر مصيري ولم يُقل للبرلمان اجتمع ولو لمرة واحدة للنقاش في مستقبل البلد.

وعبر عن أسفه من أن مستوى الإيمان بأهمية البرلمان معدومة، ويراد منه شكل سياسي فقط لتغطية ثغرة شكلية لا أكثر ولا أقل، أما المرحلة السابقة من الحجر ستضر بالأردن على المدى الإستراتيجي وليس على المدى المنظور.
وحذر من أن سياسة الحكومة في مواجهة الوباء كانت وما ما زالت “اعتباطية ومبنية على الشعبوية ولم تنطلق من موقف علمي حقيقي”.

وشدد الحوارات على أنه يجب أن نعود للحياة كأردنيين، لأننا دفعنا ثمنًا اقتصاديًا سيستمر لسنوات سندفعه ديون وعجوزات في الميزانية وهذا أدى لتراخينا سياسياً في وجه بعض الدول العربية التي اتخذت مواقف مست الأردن في الصميم بسبب منطق الحاجة.

وتابع بالقول: مرض الكورونا موجود ويجب أن نتعايش معه ولن نستطيع تجبنه، مشددًا في الوقت ذاته على أنه يجب علينا أن نعد القطاع الصحي ولا يعقل أن تبقى البلاد مغلقة بسبب كورونا، وكان من المفترض في الفترة التي تم فيها الحجر أن تعد مستشفيات خاصة بكورونا لا أن تستمر المستشفيات التي تقدم الخدمة اليومية للناس تفرغ من أجل كورونا.

وأضاف الحوارات: “كان يفترض أن يفصل القطاع الصحي الذي يخدم مرضى كورونا عن القطاع الصحي العادية، ولكن هذا لم يحصل، ويجب أن يحاسب من قصر في هذا الجانب لأن هناك مستشفيات أغلقت لسبعة أشهر بسبب كورونا وأرهق الناس وتوفي بعضهم بسبب أمراض أخرى”.

وأكد أن الكورونا أرهقت كل شيء في الأردن قبل أن تكون موجودة، أرهقت الاقتصاد والصحة ومستقبل التلاميذ في الأردن وموقفنا السياسي من الإقليم قبل أن تدخل.

وقال الحوارات: على الأردنيين أن يدركوا أن كورونا عندما تدخل عليهم أن يواجهوها هم، معبرًا في الوقت ذاته عن انعدام ثقته في القطاع الحكومي، “ولا أعول عليه في أن يقف بوجه كورونا عندما تنتشر؛ لا سيما وأن الحكومة ما زالت تستخدمها كذريعة سياسية”، على حد تعبيره.

هل يعجبك تعطيل صلاة الجمعة؟

من جانبه انتقد أستاذ الشريعة في جامعة الزيتونة الأردنية الدكتور أحمد الشحروري عودة الحكومة للحظر الشامل ومنعها لصلاة الجمعة في المسجد متسائلا في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “هل يعجبك تعطيل صلاة الجمعة؟ من فضلك قل كلمة”.

وقال الشحروري ما معنى السماح بالازدحام في الأسواق والحافلات والمناسبات كما هو واقع الحال لا كما هي التعليمات، أما المساجد فلا بأس لو نسي نشؤنا فرضية الجمعة مع الأيام وصارت في نفوسهم عبارة عن ترف يمكن تفويته لصالح طلعة شمة هوا لما تفتح الدنيا.

وأضاف: “ما دامت المساجد ستغلق دون صلاة الجمعة فأنصح الحكومة أن تنشط ضد الذين يتجمعون بالعشرات والمئات للأفراح – وهم موجودون ولم يتوقفوا – لننظر أيهما أخطر على الصحة: الرقص الجماعي المتاح أم صلاة الجماعة الممنوعة”.

وتابع حديثه، “قالوا العلماء صامتون ولا يدافعون عن دين الناس ، وأقول : لقد شهدت وسائل التواصل على عكس ذلك، فقد امتلأت بالبيان الصريح الذي دافع فيه أهل العلم خلال الأيام السابقة عن صلاة الجمعة والإنكار على من عطلوها، ذلك كله مؤصل بأصول الفقه ومنطق الفقهاء ، فالحمد لله ما زالت الأمة بخير”.

ونوه إلى أن آخر الأخبار: أكثر من أحد عشر ألف فحص كورونا جرت اليوم، والسؤال إذا كان الإغلاق يوم الجمعة هدفه حرية حركة الفاحصين في الشوارع كما برروا، فهل تسعون إلى نصف مليون فحص في يوم الحظر؟

من يوقف قرار الحظر يوم الجمعة ؟!!

من جانبه انتقد الكاتب علي سعادة في مقالته بصحيفة السبيل استمرار فرض الحظر الشامل يوم الجمعة في عمان والزرقاء مؤكدًا أنه تسبب بأضرار نفسية كبيرة.

وعبر عن رفضه في مقالته بصحيفة “السبيل” أن تتم المطالبة فقط باستثناء صلاة الجمعة من الحظر الشامل لمدة ساعة والسماح بفتح المساجد ووصول المصلين سيرا على الأقدام للمساجد القريبة من منازلهم، واصفًا إياه بأنه “مطالب قاصر جدًا”.

وتابع أن المشكلة لم تعد تتعلق بعدم إقامة صلاة الجمعة في المساجد فقط، وإنما هي ذات أبعاد أخرى لا تقل أهمية عن الصلاة، من بينها تعرض مصالح المواطنين للدمار بسبب الحظر من بينها مؤسسات اقتصادية وخدماتية ومحلات تجارية بمختلف مسمياتها وتعدد الخدمات التي تقدمها للمواطن.

وشدد على أن الحظر أصبح يشكل قلقا وتعبا نفسيا للمواطن الذي يجد نفسه ينفذ قرارات غير مقنعة تتناقض مع الواقع تماما، ففي حين يفرض عليه الحظر الشامل مثلا بحجة محاصرة بؤر المرض وإجراء الفحوصات، فإن الحكومة ستسمح بفتح المطار وإعادة فتح معبري العمري وجابر، الجهات الثلاثة التي كانت وراء انتشار الوباء في مناطق متفرقة من الأردن وفتح المدارس.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: