د. هشام توفيق
د. هشام توفيق
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

انظر من المعالي.. لما يخشى آل التلمود المشروع الصانع للقرضاوي والعلماء؟

د. هشام توفيق
د. هشام توفيق
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

الفهرس

الجيتو مصدر الصهيونية

مشروعهم ومشروعنا

المنهاج النبوي هدف اليهود

صفقة القرن وتجديد مشروع الجيتو

التلمود الفاشل والمنهاج الزاحف

تقديم

في كتابي “الاستراتيجية الصهيونية والتطبيع الجديد من الاختراقإلى الاحتراق” خصصت مبحثا عن العلماء والحركات وصفقة القرن،وفصلت في أسباب استهداف المشروع الصهيوني والتطبيع الجديدلمشروع العلماء والفكر  الوسطي، ولماذا  بدؤوا في المناجزة، بتصفيةقوى الأمة والعلماء أولا قبل التصفية الكاملة للمقاومة وفلسطين؟ أكتبهذا المقال من أجل الذود عن الأمة وإبراز قوة المشروع النبويالاستراتيجي الذي نهل منه العالم المجاهد يوسف القرضاوي، فأسسبه اتحادا عالميا يدافع عن الإسلام والمسلمين وفلسطين..

الجيتو مصدر الصهيونية

يظن البعض أن مشروع صفقة القرن “واتفاق أبراهام” السيء الذكرغايته استهداف فلسطين والقدس والمقاومة، وتهويد الضفة والمسجدالأقصى وبناء الهيكل والمعبد المزعوم، لاستكمال الدولة اليهودية المزيفة،وكانت بعض المحاضرات والكتب تحصر  أهداف الحركة الصهيونية فيمشروع يحقق تصفية فلسطين والمقاومة واحتلال أرض والقضاء علىالشعب الفلسطيني..لكن السابر  لأغوار الصهيونية و”صفقات بلفوروالقرن واتفاق أبراهام” سيكتشف أن الغايات الصهيونية كانت أعمقمن احتلال أرض وتحويل الصراع بين عدو صهيوني وأرباب حق همالشعب الفلسطيني..

إذا فقهنا كيف خرجت الصهيونية ولماذا خرجت، سنفقه ماذا تريد ..

خرجت الصهيونية من أعماق ما يسمى “الجيتو” وهي الأطم والجدران”والملاحات ” التي كانت مأوى اليهودية قبل المشروع الصهيوني،الجيتو هي حارات في أروبا ظهرت أولا ثم في الدول الإسلامية، ضيقةمسيجة بجدران يحصر اليهود داخلها، مفعمة بالقاذورات والأزبالالتي يتركها اليهود..

داخل هذه الحارات التي كان يسكنها اليهود -قبل أن يؤسسوا دولةبعنف واغتصاب- تأسست النظرة اليهودية إلى إنشاء الدولة اليهوديةالمزيفة، داخل هذه الأطم تأسست الرؤية الصهيونية نحو احتلال العالمواستهداف الإسلام والمسلمين، داخل هذه الحصون الضيقة برزت”القسوة القلبية اليهودية الحاقدة” على الأمة الإسلامية، وحقدها أكبرعلى مشروع المنهاج النبوي الذي هدم الافساد الأول لليهود زمن خيبر، وحقدهم على العلماء الحافظين لهذا الإرث والسر النبوي الذي سيغيرالعالم إلى عمران أخوي..

داخل هذه الدور التوراتية التلمودية الدموية ظهر الحقد الدفين للمسجدالصانع للرجال وجيل التحرير المطهر للدنس والاستكبار والعلو، ظهر التلمود الذي يخفي انتقامه منذ قرون للمشروع النبوي الذي حققانكسارا كبيرا لمشروع يهود بني قريظة وخيبر في عهد الوعد الأول زمنالصحابة رضي الله عنهم المذكور في قوله الله تعالى(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُأُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا) الإسراء. 

مشروعهم ومشروعنا

من بين غياهب هذه السياجات والجدران والحارات اليهودية، رصدالمؤرخون خروج أشد استكبار عالمي يحمل في طياته وكتبه وتوراتهرؤية شريرة خبيثة، تحقد على الأمة، وتسعى إلى تصفية المشروعالنبوي وحفاظه وعلمائه من الأرض، خوفا من بروز جديد للمنهاجالنبوي، الذي قد يعيد الجيل النبوي، فيخرج، فينكل باليهود والعلو مرةثانية (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُالْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوامَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) ، كما نكل بهم في الوعد الأول، زمن الإفساد الأول،زمن ظهور جيل عباد الله  مع  الصحابة رضي الله عنهم صحبةالمصحوب النبي صلى الله عليه وسلم

(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواخِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا) الإسراء. 

خشية “أرباب الجيتو والتلمود” اليوم هو نشوء جيل جديد، يحقق الوعدالثاني الذي وعد به القرآن لفتح الأمة والمسجد الأقصى وتصفية العلوالصهيوني..

من عمق العقل اليهودي في “الجيتو” تأسس المشروع الصهيوني،لمواجهة مشروع المسجد وروح المسجد الذي صنع جيل الصلاحوالإصلاح، لا جيل الغثائية والدروشة والتطبيع والاستكانة..

من هنا بدأت المعركة الاستراتيجية ضد الأمة وفلسطين، ولم تبدأالمواجهة بعد تأسيس الصهيونية في مؤتمر بازل بقيادة “تيودورهرتزل” الصهيوني اليهودي، ولم تبدأ المعركة بغاية إخراج اليهود من”رمز الحارات” إلى “واقع دولة قوية” من أجل فقط احتلال أرضوتأسيس إسرائيل..كانت أبعاد صناع الجيتو أعمق..

المنهاج النبوي هو هدف اليهود

المسألة أبعد وأعمق في التخطيط، فلسطين كانت محطة بنزين بالنسبةلليهود الصهاينة من أجل تزويد قلوبهم بالأمل في الوعد المرغوب فيهذه الأرض، فلسطين كانت محطة لتأجيج نفوسهم بالأساطيرالمتجذرة في هذه الأرض المقدسة، فلسطين شكلت مكانا استراتجياوسط  الشعوب العربية والإسلامية

لزرع إبرة اسمها الكيان الصهيوني، ليبدأ مشروع “الجيتو” بإفسادالأمة ومواجهة مشروع العلماء والإرث النبوي من هذا المكان، عينهمفيما خارج فلسطين وما في الأمة من سر، هو سر هدم مشروع عبدالله بن سبأ وبني قريظة زمن النبوة، ويمكن لمشروع النبوة تصفية بقاياالإفساد إن خرج مشروعنا مرة ثانية من دعوة إلى دولة قوية تقودالشعوب في اتحاد عربي إسلامي خالص..

إذن فلسطين واحتلالها ليست هي الأساس في مشروع الفكرالصهيوني التلمودي، بقدر ما كان  الهدف هو زرع مرض داخلنا اسمهإسرائيل، ليسري داخل الجسم وتدمير جسم الأمة والبحث عن المشروعوالمنهاج النبوي في  أحشائها ومساجدها لمنعه من الخروج إلىالعالمية، فهو المهدد لزوال الأنظمة الاستبدادية العربية وزوال الكيانالصهيوني بعدها..

هي إذن معركة بين فكرين وخطين، بين فكر  الخير والشر،  بين فكر وعد الله  ووعد اليهود، بين الحق  والباطل،  بين الجيتو والمسجد، بينالمقاومة والاحتلال، بين الشعوب والتطبيع..

صفقة القرن وتجديد مشروع الجيتو

في صفقة القرن والتي تم الإعلان عنها في 2017 من أجل استكمالاحتلال القدس وتهويد فلسطين مع ترامب ونتنياهو،  رصدنا كيف بدأتالصفقة بتصفية قوى الأمة الإسلامية والحركات الإسلامية والمساجدوالعلماء، في حين كان المفروض من الصفقة استهداف المقاومةالفلسطينية واستكمال الاحتلال،  لكن المشروع الصهيوني بدأ بتصفيةقوة أشد من القوة في فلسطين،  بدؤوا بما وصى به “صناع الجيتو” والصهيونية، بمعنى استهداف المشروع النبوي والسر الذي يحافظعلى المنهاج النبوي الذي يشكل فكرا وسطا محررا مغيرا مهدداللاستعمار والاستكبار العالمي..

وهذا  ما رصدته في (كتابي الاستراتيجية الصهيونية والتطبيع الجديدمن الاختراق إلى الاحتراق)،  ركزت على سؤال لماذا بدأت صفقة القرنبتصفية الحركات الإسلامية والجمعيات الإسلامية في السعوديةوالإمارات والبحرين والخليج؟ لماذا استهدفوا العلماء بالقتل والإعداموالحصار في مصر والمغرب والإمارات والسعودية ومختلف الدولالعربية والإسلامية…؟

إن صناع الجيتو فقهوا أن القوة المستورة الخبيئة المخفية ليست التيفي فلسطين(دون تهوين من المقاومة)، بل  “المارد” في نظرهم هوداخل الشعوب العربية والإسلامية،  خوفهم ليس من الإنسان، بلالمشروع النبوي الذي في عمق قلوب العلماء  والمساجد والجمعياتوالحركات، والذي إذا خرج من دعوة إلى دولة، سيغير الكثير ويحررالإنسان أولا، ويسقط الأنظمة الاستبدادية العربية، ويزيل الكيانالصهيوني ويصنع جيوشا وعقولا ستنتظرها عقول القسام والمقاومةبشغف عند حدود لبنان والأردن وفلسطين ومصر ..

هم يفقهون جيدا أن التحرير في التاريخ كان دائما من خارجفلسطين،  أي أن الأمة تتحرر بخطة ومشروع، ثم تتقوى وتسقط الحكامالخانعين، ثم تزحف إلى تحرير ثان، هو تحرير فلسطين،  وهو ما رصدناه مع تحرير عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين، منحررا الأمة أولا، ثم زحفا بالجيوش والشعوب إلى فلسطينلتحريرها…المحررون دوما يبدؤون بالأمة تغييرا ثم ينتقلون إلى فلسطينتحريرا، والمفسدون دوما يبدؤون بالأمة أولا بالتدمير لأنها قوة فيالتاريخ قادرة على تغيير الموازين ومحضن خروج المنهاج النبوي الذيتخشى انبعاثه قوى الجيتو.

التلمود الفاشل والمنهاج الزاحف

إذن “حاخامات الجيتو”  صدقوا في رؤيتهم الخبيثة  واستشرافهمللخطر وهو مشروع علماء التغيير وانبعاث أمة، وفكرهم عميق لأنهيرصد المهدد الخطير على الاستكبار العالمي والصهيوني، وهو مشروعالعلماء وورثة الأنبياء المتجذر في الأمة.

إذن المشروع الصهيوني وصولا إلى صفقة القرن و”الدمج الكامل هوالمشروع الحقيقي لتنزيل مخطط الجيتو والتلمود”، بدءا بتقويض وظيفةالعلماء ومشروع العلماء، وحبسه في السجون وحصاره لمنعه منوصوله إلى الشعوب العربية والإسلامية التي تنتظر من يحرر نفسهاوعقلها وحركتها…

لذلك حين رأيت صفقة القرن أخرجت الأنظمة العربية بتطبيع كامللتصفية العلماء والجمعيات والحركات الإسلامية، فإني استبشرت خيرالأن التكالب العالمي له تقارير بقوة قادمة وخيرية تتحرك في الأمة،وتحركها بركة فلسطين والقدس وتحركها نظرة العلماء وأعمالهم نحوتحرير كامل للشعوب وفلسطين..

أخرجوا مشروعهم الكامل بالتطبيع الكامل ثم الدمج الكامل لأن فيقدر الله هناك مشروع نبوي كامل يزحف ويبنى ويصنع في محاضنالذكر والقرآن والتربية والعلم والفكر والعمل..

انظر من فوق

في المقابل من لا يرصد سياق تنزيل الصفقات الصهيونية رفقة تطبيعكامل لتصفية ورثة الأمة والأنبياء، فإنه سيسقط في نظرة اليأسوالإحباط، ويزل في ادعاءات المطبعين الذين يرفعون كفة العلو والكيانالصهيوني إلى فوق وتفوق، في حين الاستكبار الصهيوني والغربيفي زلات وأزمات وهزائم، فإذا رغبنا النظر إلى الأمور، فالأولى النظرمن الأعالي لا من سفاسف مواقع التواصل الاجتماعي والشارع وفكرالمطبعين. كانت النبوة توصي دوما بالمعالي في كل شيء والنظر منرؤية عالية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ ، و أَشرافَها ، و يَكرَهُ سَفْسافَها) صحيح الجامع ..

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts