انقلاب غينيا يضغط على استقرار إمدادات الألمنيوم عالميا

انقلاب غينيا يضغط على استقرار إمدادات الألمنيوم عالميا

أثار الانقلاب العسكري في غينيا الذي أطاح بالرئيس ألفا كوندي، في وقت سابق من الشهر الماضي، مخاوف عالمية بشأن إمدادات مادة البوكسيت، المكون الخام الرئيسي في صناعة الألومنيوم.

وتمتلك غينيا، الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، أكبر احتياطي في العالم بحوالي 7.4 مليارات طن من احتياطي مادة البوكسيت، أو حوالي ربع الإجمالي العالمي، وفقا للمسح الجيولوجي الأمريكي (USGS).

وفي 5 سبتمبر الماضي، أعلنت قوات خاصة تابعة للجيش، عبر مقطع مصور انتشر على منصات التواصل، القبض على الرئيس كوندي وحل الحكومة ووقف العمل بالدستور.

واتهم العقيد مامادي دومبويا (قائد الانقلاب)، الرئيس كوندي بإضفاء الطابع الشخصي على السياسة، وعدم القيام بما يكفي لخلق مسارات اقتصادية واجتماعية للسكان.

ومع تصاعد الدعوات لفرض عقوبات على النظام العسكري في البلاد، تشير التقارير إلى أن أسعار الألمنيوم كانت مرتفعة بالفعل قبل الانقلاب.

ويتم صهر الصخور الحمراء أو الرمادية التي يتم استخلاصها من البوكسيت إلى أكسيد الألومنيوم، وتحويلها إلى الألومنيوم، الذي يستخدم في تصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات حول العالم.

وتدرس شركة الألمنيوم الروسية العملاقة “روسال” التي تنتج نصف إنتاجها من البوكسيت في غينيا، إجلاء موظفيها المقيمين هناك في حال تصاعد الموقف، وفقا لصحيفة “كوميرسانت” الروسية المتخصصة في السياسة والأعمال.

ومع منح المجلس العسكري ستة أشهر من قبل الكتلة الإقليمية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” للعودة إلى النظام الدستوري، زادت حالة عدم اليقين حول أسعار البوكسيت وتصديرها للعالم.

لكن زعيم الانقلاب العقيد دومبويا، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية (CNRD)، أكد أن العقود الحالية مع الشركات الدولية لتصدير المعادن ستظل سارية.

وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال الخبير الاقتصادي المقيم في رواندا تيدي كابيروكا، إن خطوات المجلس العسكري في السماح بفتح الموانئ للتصدير، رغم الاستمرار في إغلاق الحدود، ورفع المجلس حظر التجول في مناطق التعدين لضمان استمرارية الإنتاج، تعد مؤشرات على أن الحكام كانوا يتعاملون مع قضية إيرادات المعادن بجدية.

وأضاف: “هذا مؤشر على أن تجارة المعادن مهمة للحكام والاقتصاد الوطني، وأنهم لا يستطيعون وقف هذا التدفق النقدي”.

من جهته، أوضح إريك هامفيري سميث، محلل بشركة فاريسك مابلكرافت، وهي شركة تقييم المخاطر، للأناضول، أن عمال المناجم “سيكونون قادرين على مواصلة العمل، رغم عدم الوضوح بشأن اتجاه سياسة التعدين في البلاد ومن سيدير الحكومة”.

وإلى جانب البوكسيت، يشمل قطاع التعدين في غينيا استخراج الذهب والماس أيضا.

ويمثل قطاع التعدين في البلاد حوالي 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 80 بالمئة من الصادرات، وفقا لمؤشر الفقر الكلي التابع للبنك الدولي.

وفي العام الماضي، أنتجت الشركات المحلية والأجنبية في غينيا 82 مليون طن من البوكسيت، ولم تتجاوزها سوى أستراليا، التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات في العالم بعد فيتنام والبرازيل.

عالميا، ولأسباب مرتبطة بزيادة الطلب عليه، قفز سعر الألومنيوم بنسبة 50 بالمئة هذا العام، فيما بعض المستثمرين يراهنون على ارتفاع أكبر للمعدن المستخدم في كل شيء من علب المشروبات الغازية إلى أجهزة آيفون.

والإثنين الماضي، ارتفع الألمنيوم بنسبة 1.6 بالمئة إلى 3014.50 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن، وهو أعلى مستوى منذ يوليو/تموز 2008.

(الأناضول)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: