عمّان – البوصلة
حذر الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص في تصريحاته لـ “البوصلة” من أنّ حكومة التطرف الصهيوني وجماعات الهيكل قد انتقلت إلى مستوىً جديدٍ من العدوان على المسجد الأقصى، وذلك بعد تحويلها اقتحام رأس الشهر العبري إلى اقتحامٍ مركزي وهي بذلك تتعامل فيه مع أكثر المناسبات العبرية هامشية كما كانت تتعامل بالأمس القريب مع اقتحاماتها المركزية في الأعياد العبرية الكبرى.
ولفت ابحيص إلى أنّه ومنذ تولي بن جفير لحقيبة “الأمن القومي” الصهيوني وجماعات الهيكل تناقش كيفية الحفاظ على حضورها في المسجد الأقصى من ناحتين، الأولى تتمثل في كيفية التأسيس لرمز تهويدي دائم الحضور داخل المسجد الأقصى أو على أسواره، ويبدو أنها تتجه إلى نصب شمعدان ضخم على سطح المدرسة التنكزية فوق باب السلسلة ليكون مشاهداً من ساحة الأقصى الفسيحة بكل أرجائها.
إقرأ أيضًا: هل نجح تضليل الاحتلال الإعلامي بتراجع الرباط في الأقصى؟
وأمّا الناحية الأخرى من وجهة نظره فتتمثل في كيفية الحفاظ على حضور الطقوس التوراتية والاقتحامات الدائمة، خصوصاً مع تذبذب مواعيد الأعياد التي تكتظ أحياناً وتتوقف أحياناً أخرى، وكانت تلك الجماعات تميل إلى إحياء نمط العبادة القرباني بحذافيره: بحيث يحتفى بمطلع الأسبوع العبري ومطلع الشهر العبري إضافة إلى مطلع السنة العبرية ومختلف الأعياد، والتوجه نحو تحويل مطلع شهر شباط العبري –الخالي من المناسبات المهمة- إلى مناسبة مركزية يأتي تطبيقاً لهذه الرؤية التي تتطلع إلى فرض استمرارية الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك.
واضاف ابحيص قائلا: بذلك جاء الاقتحام الأخير مشابهاً في عدوانه لأيام اقتحامات “عيد الفصح” العبري أو “عيد العرش” العبري وهما من “أعياد الحج” التوراتية.
وتابع بالقول: اقتحم المسجدَ الأقصى 323 متطرفاً صهيونياً، وشهد رفع العلم الصهيوني في ساحته، وإنشاد “النشيد القومي” الصهيوني جماعةً وبصوتٍ عالٍ، كما شهد الانبطاح المسمى “السجود الملحمي” بشكل جماعي في ساحته من جهتها الغربية قرب سبيل قايتباي، إضافة إلى أداء الطقوس التوراتية العلنية في ساحة الأقصى من الجهة الشرقية.
وشدد على أنّ كل ذلك يمثل “رباعية عدوانٍ مركب كانت جماعات الهيكل في السابق تدخرها لأعيادها المركزية، وباتت اليوم تبادر إليها في أكثر المناسبات هامشية”، على حد تعبيره.
إقرأ أيضًا: منصور لـ “البوصلة”: اقتحامات بن غفير تؤكد الطبيعة الفاشية النازية للاحتلال
وختم ابحيص بالقول: هذا يعني ببساطة السعي إلى مضاعفة سقف العدوان في الأعياد المركزية، وتحديداً في الفصح العبري القادم في الأسبوع الثالث من رمضان ما بين 6 و 12 نيسان/أبريل 2023، ما يعني أن المواجهة على #الأقصى باتت حتمية، والتحدي أمامنا بات لا مفر منه.
وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى معبرين عن غضبهم من رفع علم دولة الاحتلال بساحات المسجد الأقصى وممارسة طقوسهم التوراتية المزعومة، مطالبين الأمة بالتحرك للدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
(البوصلة)