باكستان.. فصل جديد في الأزمة السياسية وهذه سيناريوهات المرحلة المقبلة

باكستان.. فصل جديد في الأزمة السياسية وهذه سيناريوهات المرحلة المقبلة

علم باكستان

تجددت فصول الأزمة السياسية الباكستانية، خصوصا مع حشد زعيم حزب الإنصاف ورئيس الوزراء السابق عمران خان أنصاره للتظاهر في عدد من المدن الباكستانية ضد الحكومة الجديدة بقيادة شهباز شريف، وللمطالبة بانتخابات جديدة وحل مجلسي الشيوخ والنواب والحكومة.

ومع إعلان إلغاء خان المسيرات الاحتجاجية، إلا أنه حذر السلطات من أنهم سيعودون للشوارع ما لم تدع الحكومة إلى إجراء انتخابات في غضون 6 أيام.

وأثار هذا الإعلان من جانب المعارضة تكهنات بإمكانية وجود مفاوضات سرية بين الطرفين، لإيجاد حل سريع للأزمة.

ونقلت صحيفة “إكسبرس تربيون” (The Express Tribune) الباكستانية اليوم الجمعة، بأن عمران خان وافق على إجراء محادثات مع الحكومة الائتلافية.

وقالت إن المحادثات ستتركز على الإصلاحات الانتخابية وقضايا أخرى، وإنها ستكون خلف الكواليس في المرحلة الأولى، وإن لم تسفر عن نتيجة إيجابية، فلن يكون هناك حوار رسمي لاحقا.

ومما يؤيد هذا العرض؛ ما ألمح له رئيس الوزراء شهباز شريف أمس الخميس خلال جلسة للبرلمان بأن أبواب الحوار مفتوحة، ويمكن تشكيل لجنة لمناقشة قضية الانتخابات، التي قال إن موعدها سيحدده مجلس النواب.

من جانبه رحب الأمين العام لحزب الإنصاف أسد عمر بعرض شهباز شريف، وقال إن شهباز شريف يجب أن يعلن عن تشكيل لجنة لإجراء انتخابات جديدة مع الموعد المقترح للانتخابات. وقال إن محادثاتهما ستتمحور فقط حول جدول الأعمال المكون من نقطة واحدة لموعد إجراء الانتخابات العامة في البلاد.

سيناريوهات متوقعة

وينظر إلى المرحلة المقبلة على أنها معقدة إلى حد كبير، وحول السيناريوهات المتوقعة، فإنها تعتمد إلى حد كبير على نتيجة المفاوضات.

ويقول المحلل السياسي، والباحث في معهد الدراسات الإستراتيجية في إسلام آباد، محمد فيصل، إن الأيام الحالية تشهد هدوءا موقتا، لكن في غضون أيام سيكرر عمران خان مطالبه علنا، مع بقاء يوم على انتهاء المهلة التي حددها سابقا.

ويقول فيصل -في حديث للجزيرة نت- بهذه الحالة، أمام الحكومة خيارات قليلة، الأول هو الاستمرار في رفض قبول مطالب عمران خان، وهو ما يزيد الأزمة السياسية سوءا.

أما الخيار الثاني فهو فتح حوار مع حزب الإنصاف، لإيجاد حل وسط، يقلل نسبيا من حدة الصراع.

والخيار الثالث هو إعلان الحكومة حل المجلس وإعطاء دعوات لإجراء انتخابات بحجة الوضع الاقتصادي، حيث أخفقت المحادثات مع صندوق النقد الدولي في التوصل إلى اتفاق، وفق قوله.

من جانبه، يرى المحلل السياسي طاهر خان أن الحكومة لن تقبل فورا بمطالب عمران خان، ولكن لا يمكن أن تتجنب مطالبه لفترة طويلة لأن خان لن يتنازل عن مطالبه.

وأضاف طاهر خان في حديث للجزيرة نت أعتقد أن الحكومة مترددة في الذهاب للانتخابات في وقت قريب لأن عمران خان قد حصل على بعض الدعم الشعبي بعد الإطاحة به.

بينما يقلل المحللون من إمكانية انزلاق البلاد في حالة من العنف، حيث يقول محمد فيصل إنه لا يعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الاشتباكات بين أعضاء حزب الإنصاف والشرطة، حيث تدخلت المحكمة العليا.

ويضيف فيصل، بعد أن انتهى الجزء الأكبر من المسيرة الطويلة، من المشكوك فيه أن يتمكن خان من إخراج الناس مرة أخرى في غضون مهلة قصيرة.

ويؤكد على ذلك طاهر خان الذي يقول إنه سيكون من السابق لأوانه القول إنه سيكون هناك عنف، ولكن ليس هناك شك في أن التوتر السياسي الحالي صعب للغاية.

حياد الجيش

وفيما يتعلق بموقف الجيش الباكستاني الحاضر بشكل قوي في الحياة السياسية، فإنه يظهر حتى الآن موقفا حياديا من الأزمة، ويراقب باهتمام تطور الوضع، ويهتم أكثر بالوضع الاقتصادي، ويريد درجة من الاستقرار وعودة مظاهر النظام. لهذا، سيدعم الجيش أي قرار تتخذه الحكومة لمعالجة المأزق، وفق ما يراه محمد فيصل.

أما طاهر خان فيرى أنه على الرغم من أن الجيش يصر على أنه محايد، إلا أنه قد يلعب دورا إذا تحرك حزب الإنصاف والائتلاف الحاكم إلى وضع يشبه الصدام، ويجر البلاد إلى حالة من العنف.

الجزيرة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: