بانوراما الحركة الإسلامية 2022.. تعزيزٌ لنهج الشراكة والهمّ الوطنيّ أولًا

بانوراما الحركة الإسلامية 2022.. تعزيزٌ لنهج الشراكة والهمّ الوطنيّ أولًا

عمّان – البوصلة

واصلت الحركة الإسلامية ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي خلال العام الماضي دورها الوطني تجاه مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن وقضايا العالم الإسلامي، مع تكريس نهج الشراكة الوطنية مع مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمعية والعشائرية على قاعدة المصالح العليا للدولة وتحقيق الإصلاح الشامل وحماية المجتمع مما يتعرض له من حملاتٍ ممنهجةٍ تستهدف هويته العربية والإسلامية، والتواصل مع مختلف قطاعات المجتمع، والتأكيد على حماية أمن الوطن واستقراره وسيادته الوطنية والتصدي للمشروع الصهيوني ومشاريع التطبيع ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال.

المشهد السياسي والحريات العامة

وبعد  التفاعل الإيجابي للحركة الإسلامية ضمن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي أثمرت أواخر عام 2021 بمشروعي قانوني الانتخاب والأحزاب، إلا أنها كانت أعلنت تحفظها على ما قدمته اللجنة من تعديلات دستورية قامت الحكومة بتوسيعها بما رأت فيه الحركة تقويضاً لمسار الإصلاح المنشود عبر تقليص الولاية العامة للحكومة وتقليص دور مجلس النواب، وفتح الباب لتعديلات قانونية تتعلق بالمجتمع عبر إضافة مصطلح الأردنيات إلى مواد الدستور الأمر الذي عارضته الحركة الإسلامية من خلال كتلة الإصلاح النيابية، فيما صدر عن الحركة الإسلامية عبر حزب جبهة العمل الإسلامي عدة تصريحات انتقدت هذه التعديلات الدستورية وحذرت من خطورتها على النظام السياسي، إضافة إلى مواقفها التي تؤكد على حماية السيادة الوطنية ومنع أي اعتداءات عليها، وضرورة تغيير النهج القائم في إدارة مؤسسات الدولة ومعالجة فجوة الثقة الشعبية وحالة الاحتقان المجتمعي بها نتيجة الممارسات الرسمية التي فاقمت من حالة الأزمات التي يمر بها الوطن.

إقرأ أيضًا: “العمل الإسلامي” يعلق مشاركته في الانتخابات البلدية واللامركزية

كما واصلت الحركة الإسلامية حمل لواء الدفاع عن الحريات العامة واستنكار حملات الاعتقال التعسفي بحق النشطاء السياسيين والحزبيين والنقابيين والإعلاميين، وما وصفته بنهج التأزيم الذي مارسته الحكومة ضد ملف نقابة المعلمين وكوادر النقابة، مع استمرار حملات الاعتقال ضد كوادر الحركة الإسلامية والتي كان آخرها اعتقال 3 من أعضاء المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي خلال شهر كانون الثاني، ومنع عدد من فعاليات الحزب ومنها فعالية سويمة لنصرة الشعب الفلسطيني والقدس، وعدد من الفعاليات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقضايا الوطنية ومنع إقامة حفلٍ للمولد النبوي في المدرج الروماني، الأمر الذي اعتبرته الحركة الإسلامية تكريساً للعقلية الأمنية في التعامل مع المشهد السياسي وعامل تأزيم في المشهد الوطني يتناقض مع التصريحات الرسمية حول السعي لمرحلة جديدة نحو تحقيق الإصلاح السياسي، واستمراراً لنهج التضييق على القوى السياسية والحزبية.

إقرأ أيضًا: العرموطي: الإخوان جزء من الإصلاح ونرفض التشكيك بأحزابنا الوطنية

إقرأ أيضأ: الحكومة تمنع مهرجان “القدس عنوان العودة”.. والحركة الإسلامية ترجئ الفعالية

هذه الممارسات التي تعرضت لها الحركة الإسلامية دفعتها لاتخاذ قرار بتعليق المشاركة في الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات التي عقدت في شهر آذار الماضي نظراً لـ”تراكم الممارسات السلبية من قبل الجانب الرسمي واستمرار نهج الإقصاء ‏والتضييق والاستهداف ‏السياسي بما يقوض البيئة المناسبة للمشاركة السياسية”، الأمر الذي فاقم من “الشعور بخيبة الأمل والخذلان العام لدى الوجدان ‏الجمعي للشعب الأردني ومنهم قواعد ‏الحزب”، بحسب ما ورد في بيان صادر عن الحزب.

التواصل المجتمعي

وأكدت الحركة الإسلامية خلال العام الماضي على نهج التواصل المجتمعي والشراكة مع مختلف القوى الوطنية والسياسية وذلك من خلال العديد من الفعاليات واللقاءات المجتمعية في مختلف مناطلق المملكة لا سيما عبر إقامة لقاءات رمضانية في مختلف المحافظات لوجهاء المناطق، وإقامة الإفطار الرمضاني السنوي الذي أقامته الحركة الإسلامية بحضور حشدٍ من الشخصيات الوطنية والسياسية والحزبية والنواب والأعيان، حيث أكدت الحركة الإسلامية على لسان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس عبد الحميد الذنيبات على استمرار الحركة في نهج مد يدها للكل الوطني ورفض نهج الإقصاء، وبذل كافة الجهود لتعزيز هوية المجتمع العربية والإسلامية والدفاع عنها، وأهمية تمتين الصف الوطني وجمع الحالة الوطنية بإعادة الثقة الشعبية بمؤسسات الدولة.

إقرأ أيضًا: وفد من الحركة الإسلامية بقيادة المراقب العام يعزي بالشهيد الدلابيح (صور)

إقرأ أيضًا: الحركة الإسلامية تقيم بيت عزاء بوفاة القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين إبراهيم منير (شاهد)

كما عززت الحركة الإسلامية مشاركاتها في مختلف الملتقيات الوطنية المتعلقة بقضايا الوطن والمواطن ومن ذلك مشاركتها الفاعلة ضمن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، وعقد ملتقيات وطنية للدفاع عن هوية الأردن والمطالبة بالإصلاح، إضافة إلى لقاءاتها وزياراتها المجتمعية مع مختلف الشخصيات الوطنية والسياسية والمجتمعية والتعبير عن موقفها الوطني تجاه مختلف القضايا والأحداث الوطنية سواءً فيما يتعلق بحوادث استشهاد عناصر الجيش والأمن في حوادث أمنية والتي كان آخرها استشهاد العقيد عبد الرزاق الدلابيح ورفاقه من عناصر الامن العام في شهر كانون الأول أو فيما تعرض له الوطن من كوارث كما هو حال حادثة عمارة اللويبدة وحادثة ميناء العقبة والمطالبة بالتحقيق في تلك الأحداث ومحاسبة المقصرين.

رؤية الأردن الاقتصادية 2030

وتأكيداً على دور الحركة الإسلامية الوطني تجاه تقديم البرامج والحلول لما يتعرض له الأردن من أزمات داخلية وتحديات واسعة، أطلق حزب جبهة العمل الإسلامي مشروعه الاقتصادي “رؤية الأردن 2030“، والتي تضمنت ‏رؤية استراتيجية بعيدة المدى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية عبر عدة ‏مراحل نحو تحقيق تنمية اقتصادية مستقرة ‏ومتوازنة و”رفاه اقتصادي واجتماعي مستدام للمجتمع ‏الأردني عام 2030″، وعمل على إعدادها أكثر من 350 خبيرًا على مدى عامين وتتضمن 17 مجالاً تنموياً وفق معايير الامم ‏المتحدة تعالج كل المجالات التنموية في البلاد وتحوي 90 هدفاً استراتيجياً و318 مبادرة و112 ‏مشروعًا تحاول أن تعالج الخلل وتسد الثغرات وتساهم في تقديم الحلول.‏

إقرأ أيضًا: العمل الإسلامي يعلن إطلاق رؤية الأردن 2030

إقرأ أيضًأ: الذنيبات يدعو لتشكيل جبهة وطنية للتصدي للمشروع الصهيوني (صور)

وجرى إطلاق هذه الرؤية خلال أعمال المؤتمر العام للحزب في شهر أيار الماضي بحضور حشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والوطنية والحزبية كما عقدت لقاءاتٍ حواريةٍ على مدى العام في مختلف مناطق المملكة للتعريف ببنود هذه الرؤية الاقتصادية الوطنية وما تتضمنه من مشاريع عمل.

الملف الاقتصادي

كما واصلت الحركة الإسلامية مواقفها في الدفاع عن حقوق المواطن ورفض نهج الجباية ورفع الأسعار عبر العديد من التصريحات والبيانات للمطالبة بمحاربة جادة للفساد لا سيما التعامل بجدية مع مخرجات تقارير ديوان المحاسبة، ورفضها لقرارات رفع الأسعار لا سيما فيما يتعلق بالمحروقات التي تركت آثاراً سلبية على الواقع الاقتصادي.


الدفاع عن هوية المجتمع

وتصدرت الحركة الإسلامية حملةً سياسيةً ومجتمعيةً واسعةً للتصدي لما وصفته بحملة ممنهجة تستهدف قيم المجتمع وهويته العربية والإسلامية، سواء عبر التصدي لبعض الممارسات والفعاليات الدخيلة على المجتمع، أو عبر حملاتٍ تحذر من التعديلات على المناهج المدرسية ومساعي إدخال مفاهيم “الجندر والشذوذ”، او التصدي لمشروع قانون حقوق الطفل عبر حراكٍ قادته كتلة الإصلاح في البرلمان لتعديل العديد من بنود مشروع هذا القانون الذي يستهدف حصن الأسرة ومحاولة تفكيكها ضمن الحملة الممنهجة التي تستهدف هوية المجتمع العربية والإسلامية.

وعقدت الحركة الإسلامية ملتقى وطنياً واسعاً للتحذير من مخاطر هذا القانون، وعقد ندوات حوارية للقطاع النسائي وغيرها من القطاعات، وتنظيم حملاتٍ إعلاميةٍ ساهمت في بناء رأي عام ضد هذا المشروع، ما أسفر عن إدخال تعديلات جوهريةٍ عليه لا سيما فيما يتعلق بالبنود التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.

القضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني واصلت الحركة الإسلامية دورها في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال عبر مختلف الوسائل المتاحة سواء من خلال التعبير عن مواقفها تجاه الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد الشعب الفلسطني والمقدسات والاعتداء على الوصاية الأردنية عليها، وما جرى من عدوان صهيونيٍ سافرٍ ضد قطاع غزة، أو من خلال فعاليات ميدانية دعت لها الحركة الإسلامية أو شاركت في تنظيمها بالتعاون مع الملتقى الوطني لدعم المقاومة حيث أقيمت عدة مسيرات جماهيرية انطلقت من أمام المسجد الحسيني ومنها جمعة “حماة الأقصى” رفضاً للاعتداءات الصهيونية ضد المسجد الأقصى، ومسيرة إحياءً لذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض، ومسيرة في ذكرى وعد بلفور والتضامن مع أسود الضفة الغربية، وغير ذلك من المسيرات التي انطلقت في مختلف مناطق المملكة، ووقفات قرب سفارة الكيان الصهيوني تزامناً مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ووقفات تضامنية مع الأسرى وفعاليات الفجر العظيم نصرة للمسجد الأقصى والحملات الإعلامية التضامنية مع ملف القضية الفلسطينية وغير ذلك من الفعاليات التي جرى منع بعضها كمهرجان سويمة والوقفة أمام السفارة البريطانية في ذكرى وعد بلفور.

إقرأ أيضًا: اعتصام جماهيري حاشد أمام الحسيني في #جمعة حماة الأقصى (شاهد)

إقرأ أيضًأ: الذنيبات: معركة مؤتة أكدت أهمية مقاومة العدوان على المسلمين وكرامتهم (شاهد)

كما تصدرت الحركة الإسلامية حملات التصدي للتطبيع سواء على صعيد الأنظمة العربية، أو على الصعيد المحلي واستنكار الزيارات التي قام بها قادة من الكيان الصهيوني للأردن، وفضح ممارساتٍ تطبيعيةٍ لبعض المؤسسات الرسمية، واستنكار ما جرى من توقيع لاتفاقيات الماء مقابل الكهرباء وغير ذلك من مشاريع التطبيع والانخراط في حراكٍ وطنيٍ مع مختلف القوى الرافضة للتطبيع، إضافة لتكريم الشخصيات السياسية والأكاديمية والرياضية التي كان لها مواقف وطنية ضد التطبيع مع الاحتلال.

ولا يمكن إغفال النشاط الدائم والمستمر للحركة الإسلامية في التفاعل مع قضايا الأمة والتعبير عن موقفها تجاه مختلف القضايا التي تمس العالم العربي والإسلامي، فيما قامت بفتح بيت عزاء بكل من الشيخ يوسف القرضاوي الامين العام السابق ومؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

إقرأ ايضًا: برئاسة الذنيبات.. وفد من الحركة الإسلامية يتوجه لقطر للمشاركة بتشييع العلّامة القرضاوي

إقرأ أيضأ: وفد من الحركة الإسلامية يعزي بشهداء القوات المسلحة (صور)

كتلة الإصلاح النيابية

كان لكتلة الإصلاح النيابية دورٌ بارزٌ في تسليط الضوء على مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والانحياز لملف الحريات العامة ورفض التضييقات التي تتم بحق الأحزاب والحركة الإسلامية واستهداف قياداتها بالتضييق والمنع من السفر، والمطالبة بوقف كل هذه الممارسات المخالفة للقانون والدستور.

كما كان لدور نواب كتلة الإصلاح دورٌ بارزٌ في كشف عيوب العديد من القوانين التي تمّ إقرارها بعد مخرجات لجنة التحديث السياسي والاقتصادي وكشف العديد من القضايا المتعلقة بالفساد وتوجيه الأسئلة والاستجوابات النيابية للحكومة حولها.

إقرأ ايضَا: تقدمهم المراقب العام .. وفد من قيادة “الإخوان المسلمين” يكرم عدداً من الرعيل الأول للجماعة في إربد (صور)

إقرأ ايضًا: المراقب العام للإخوان: نحن شركاء في معركة تحرير فلسطين الكبرى ونعد العدة لذلك (شاهد)

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: