بسبب المتطرفين.. السويد تضحي بمسار عضويتها في الناتو

بسبب المتطرفين.. السويد تضحي بمسار عضويتها في الناتو

في 18 مايو تقدمت السويد وفنلندا سوية بطلب عضوية الناتو، خشية من مصير مشابه مع أوكرانيا.
– الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طالب بتراجع السويد عن دعم تنظيم “بي كي كي” الإرهابي ووقف مظاهراته.
– في 28 يونيو وقع البلدان مذكرة تفاهم مع تركيا تعدت خلالها السويد وفنلندا بتحقيق تطلعات أنقرة.
– أثارت السويد جملة من التساؤلات حول مدى الالتزام بتعهداتها، إثر تغاضيها عن الأعمال الاستفزازية التي تستهدف تركيا.
– الرئيس أردوغان قال يمكن لتركيا أن تعطي فنلندا رسالة مختلفة تصيب السويد بصدمة بشأن الانضمام إلى الناتو.

في الوقت الذي ترغب فيه السويد المضي مع فنلندا في مسار الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” تقوم بالتضحية بذلك من خلال التغاضي عن الأعمال الاستفزازية ضد تركيا وجرائم العنصرية.

ورصد مراسل الأناضول أبزر الأحداث منذ تقدم السويد وفنلندا طلبا للانضمام إلى الناتو بتاريخ 18 مايو/ أيار 2022.

في 18 مايو الماضي/ تقدمت السويد وفنلندا سوية بطلب عضوية الناتو، خشية من مصير مشابه مع أوكرانيا مع بدء العملية الروسية في الأخيرة في 24 فبراير/ شباط 2022.

وإثر ذلك، أعلنت تركيا العضو في الناتو عن جملة مطالب لتبديد مخاوفها الأمنية للموافقة على عضوية السويد وفنلندا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هذين البلدين وخاصة السويد، تدعم تنظيم “بي كي كي” الإرهابي منذ سنوات طويلة، وتقدم حق اللجوء لأعضائه، مؤكدا على ضرورة تراجعها عن هذا الموقف للحصول على موافقة أنقرة (للانضمام للناتو).

ونتيجة لذلك، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية على هامش قمة الناتو في العاصمة الإسبانية مدريد بتاريخ 28 يونيو/ حزيران 2022، تعهد بموجبه البلدان المرشحان بتحقيق تطلعات أنقرة.

لكن خلال هذه الفترة، أثارت السويد جملة من التساؤلات حول مدى الالتزام بتعهداتها، إثر تغاضيها عن الأعمال الاستفزازية التي تستهدف تركيا، والسماح للمتطرف الدنماركي “راسموس بالودان” بإحراق نسخة من القرآن الكريم قرب سفارة أنقرة في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.

ورغم تصريح رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون، أن الأعمال الاستفزازية الأخيرة تهدف لـ”عرقلة انضمام السويد للناتو”، إلا أن سماح بلاده بارتكاب جرائم الكراهية بذريعة حرية التعبير ألحق الضرر بمسارها الخاص بعضوية الناتو.

وصرح الرئيس أردوغان في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أنه يمكن لتركيا أن تعطي فنلندا رسالة مختلفة تصيب السويد بصدمة بشأن الانضمام إلى حلف الناتو، ما جلب معه سؤال هل يمكن للبلدين اللذين تقدما سوية لعضوية الناتو أن يستمرا في هذا المسار بشكل منفصل كل على حدة.

ورفضت السلطات السويدية في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2022، إعادة عضو تنظيم “غولن” الإرهابي بولنت كينيش إلى السلطات التركية، ما أدى لتباطؤ زخم مفاوضات عضوية السويد.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في 22 ديسمبر، “إنه تطور سلبي للغاية، وأن السويد ما زالت مركزا لجذب أعضاء التنظيم الإرهابي”.

من جانبه، أوضح الرئيس اردوغان، أن “القضاء السويدي رفض تسليمنا بولنت كينيش، وأن الشوارع السويدية تشهد تظاهرات لأنصار “بي كي كي” بين الفينة والأخرى”، معربا عن أسفه جراء استمرار التظاهرات رغم المطالب التركية المتكررة لإيقافها.

أمّا الاستفزاز الذي برز مؤخرًا وأعاق عملية عضوية السويد في الناتو، يتمثل في تجمع عدد من أنصار “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي أمام مبنى البلدية التاريخي في ستوكهولم، وتعليقهم دمية تصور الرئيس رجب طيب أردوغان على عمود قرب المبنى، ونشر مقاطع الفيديو المتعلقة بذلك في مواقع التواصل الاجتماعي.

وردًا على هذا الاستفزاز الذي أدانته الحكومة والمعارضة في تركيا، أعلن رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، إلغاء زيارة نظيره السويدي أندرياس نورلين إلى أنقرة كانت مقررة في 17 يناير الماضي.

* الاعتداء على القرآن الكريم

وشكل إحراق نسخة من القرآن الكريم آخر حادثة وقعت في السويد، التي تتمسك بنهجها المتفائل تجاه عملية العضوية في الناتو إلا أنها ترفض إيقاف مؤيدي الإرهاب والأعمال الاستفزازية داخل البلاد.

وفي 21 يناير الماضي أحرق بالودان نسخة من القرآن الكريم قرب سفارة أنقرة في العاصمة ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة، التي منعت اقتراب أي شخص من بالودان.

وردًا على ذلك، صدرت تصريحات قاسية وواضحة من قبل تركيا بخصوص هذا الفعل، وشهدت تركيا والعديد من البلدان حول العالم مظاهرات منددة بذلك.

وقال أردوغان في 23 يناير الماضي:” من الواضح أن أولئك الذين تسببوا في مثل هذا العار أمام السفارة التركية بستوكهولم، لم يعد بإمكانهم أن يتوقعوا أي مكرمة منا فيما يتعلق بطلبات العضوية في الناتو”.

وواصل بالودان استفزازاته في الدنمارك يوم 27 يناير الماضي، وأحرق نسخة من القرآن أمام أحد المساجد والسفارة التركية في كوبنهاغن.

وبينما دافعت السلطات السويدية عن الحادثة بوجود “حرية تعبير” في البلاد، أكدت عدم موافقتها على الفعل، في وقت واصلت فيه تركيا التأكيد على أن هذه الإهانة لمقدس لا تستهدف المسلمين فحسب، بل هي جريمة كراهية.

ونتيجة الاستفزازات هذه تم تأجيل اجتماع الآلية الثلاثية بشأن العضوية في الناتو.

وفي 26 يناير الماضي قال جاويش أوغلو، إنه لا يوجد معنى لعقد اجتماع ثلاثي مع السويد وفنلندا لمناقشة مساعيهما للانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد احتجاجات خرجت في ستوكهولم الشهر الجاري.

* خيار الانضمام من دون السويد

وعلى عكس ما حدث في السويد، ساد مناخ هادئ في فنلندا التي اتخذت خطوات إيجابية اتجاه تركيا، ولم تتأثر بالجو السلبي.

وأعلنت الشرطة الفنلندية أن حرق الكتب المقدسة مثل القرآن لن يُسمح به في الأماكن العامة، وأنها ستعتبر ذلك سيعتبر “جريمة يمكن أن يعاقب عليها القانون”.

وفي تصريح للقناة التلفزيونية الفنلندية الرسمية في 24 يناير الماضي، أكد وزير الخارجية بيكا هافيستو ضرورة أن تفكر فنلندا بالانضمام للناتو من دون السويد.

وردا على سؤال حول ضرورة تقدم فنلندا بنفس وتيرة السويد في عملية الانضمام إلى الناتو قال هافيستو: “يجب على هلسنكي إعادة النظر في هذه الاستراتيجية إذا لزم الأمر، وبالتأكيد هذا الخيار الأول بالنظر إلى الناحية الأمنية لكلا البلدين”.

ومع التزام المسؤولين السويديين الصمت عقب تصريحات الرئيس أردوغان في 29 يناير الماضي بإمكانية بعث رسائل مختلفة إلى فنلندا، أوضح هافيستو أن السويد من أقرب حلفائهم في مجال الدفاع والسياسة الخارجية، وأعرب عن رغبة بلاده بالانضمام للناتو رفقة السويد.

ويتطلب انضمام السويد وفنلندا للناتو موافقة جميع الدول الأعضاء الثلاثين، إلا أنهما لم يحصلا حتى الآن على موافقة تركيا والمجر.​​​​​​​

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: