بعد العقبة.. هل تنجح قمة “شرم الشيخ” باحتواء التصعيد في فلسطين خلال رمضان؟

بعد العقبة.. هل تنجح قمة “شرم الشيخ” باحتواء التصعيد في فلسطين خلال رمضان؟

البوصلة – عمّان

أعلن البيان الختامي لاجتماع شرم الشيخ الأمني أن المشاركين أكدوا التزامهم بتعزيز الاستقرار والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، في حين أقر المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، اليوم الأحد، بصعوبة احتواء التصعيد في الضفة الغربية والقدس بسبب انعدام الثقة بين الجانبين.

يأتي هذا وسط إدانة الفصائل الفلسطينية مشاركة السلطة في “القمة الأمنية” بشرم الشيخ، في وقت حذرت فيه الخارجية الفلسطينية من مغبة محاولة الحكومة الإسرائيلية اتهام الشعب الفلسطيني بأي تصعيد خلال شهر رمضان.

واستضافت مدينة شرم الشيخ، الأحد، اجتماعا أمنيا خماسيا لدعم التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والأردن.

وجاء الاجتماع بعد أسابيع قليلة من عقد اجتماع أمني مماثل في مدينة العقبة جنوب المملكة، وأثار انقساما سياسيا سواء في الأردن وفلسطين وحتى لدى قادة دولة الاحتلال الذين أكدوا بأن “تفاهمات العقبة ستبقى في العقبة”.

ووفق البيان الختماني لقمة شرم الشيخ فقد “أكدت حكومتا الاحتلال والسلطة الفلسطينية التزامهما بالعمل الفوري لإنهاء الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر. ويشمل ذلك التزامًا إسرائيليًا بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف ترخيص أي بؤر استيطانية لمدة 6 أشهر”.

كما أكد الجانبان التزامهما بكافة الاتفاقات السابقة بينهما، ولا سيما الحق القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية في القيام بالمسؤوليات الأمنية في منطقة (أ) من الضفة الغربية، فيما اتفقا على وضع آلية للحد من العنف والتحريض والتصريحات التحريضية.

وأكد الجانبان التزامهما بكافة الاتفاقات السابقة بينهما، ومعالجة جميع القضايا العالقة من خلال الحوار المباشر.

هذه الاجتماع جاءت بعدما أطلقت عدة تقارير من صحف عالمية وعربية وحتى عبرية تحذيرات من خطورة التصعيد المتوقع في شهر رمضان المبارك.

وتؤكد التقارير بأن حكومة الليكود التي يتزعمها المتطرفون، على رأسهم ايتمار بن غفير وتسلئيل سموتريتش، يدفعون نحو العنف والتصعيد حتى في داخل دولة الاحتلال، التي تشهد احتجاجات كبيرة بسبب مشروع وخطة إصلاح القضاء.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن قمة شرم الشيخ جاءت في “محاولة لتقليل التوترات واحتمال نشوب صراع عنيف خلال شهر رمضان المبارك، وهو ثاني اجتماع خلال شهر بعد قمة أخرى عقدت في مدينة العقبة الشهر الماضي”.

وأكدت الصحيفة بأن الاجتماع جاء “وسط مخاوف من أن يكون شهر رمضان المقبل فتيلاً لأعمال عنف قد تخرج عن السيطرة، وذلك بعد بداية لعام شهد توترات في الضفة الغربية المحتلة بين الطرفين في ظل حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفًا في تاريخ البلاد”.

وكشفت الصحيفة الأمريكية بأن اجتماع قمة “شرم الشيخ” ركزت بشكل أساس على القضايا الأمنية ومناقشة كيفية تحسين الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، قائلة إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع لم يكن مطروحًا على طاولة شرم الشيخ.

لكن الصحيفة الأمريكية استبعدت في تقريرها تحقيق التهدئة المطلوبة، في “ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية تضم أحزابًا متطرفة ترفض أي حوار مع الفلسطينيين وتطمح إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بالكامل”، مشيفة “انعقد اجتماع شرم الشيخ بهدف أكثر تواضعًا؛ وهو تعزيز الهدوء والاستقرار بعد بداية العام الدموية”.

ووفق تقرير “نيويورك تايمز” فإن “صياغة البيان الختامي لقمة “شرم الشيخ” كانت قريبة جدًّا من بيان سابق صدر بعد “اجتماع العقبة” ولم يكن له تأثير يذكر على أرض الواقع؛ حيث استمر تصاعد العنف من كلا الجانبين، وكذلك تصاعدت التوغلات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية.

وإزاء هذه الاجتماعات توقعت “نيويورك تايمز” بأن يتفاقم العنف أكثر خلال شهر رمضان الذي يتزامن أيضًا مع “عيد الفصح اليهودي”، وهي فترة متقلبة تصاعدت فيها التوترات الإسرائيلية الفلسطينية في بعض الأحيان إلى نزاعات أوسع نطاقًا. وحذرت من أن كلا الحدثين سيؤدي إلى زيادة الزيارات اليهودية والإسلامية إلى موقع مقدس يقع في قلب الصراع.

وقالت إنه بالتزامن مع انعقاد “اجتماع شرم الشيخ”، أصاب مسلح فلسطيني مستوطنين اثنين في الضفة الغربية المحتلة، في حدث مشابه لعملية قتل فسلطيني مسلح بالرصاص إسرائيليين آخرين في بلدة حوارة أثناء انعقاد “اجتماع العقبة”.

وذكر التقرير بأن العملية أثارت دعوات في إسرائيل للوفد المشارك في شرم الشيخ لمغادرة المؤتمر في وقت مبكر، بينما حث المستوطنون المتطرفون الحكومة على الانتقام.

سموتريتش: لا يوجد ولم يكن هناك شعب فلسطيني

زعم وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” عدم وجود شعب فلسطيني؛ بعد ساعات من انتهاء لقاء شرم الشيخ الأمني مع السلطة الفلسطينية.

وقال “سموتريتش”، خلال زيارته العاصمة الفرنسية باريس، وفق ترجمة وكالة “صفا”: “لا يوجد ولم يكن هناك شعب فلسطيني.. من كان أول ملك فلسطيني؟ ما هي اللغة؟ هل هناك عملة فلسطينية؟ هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟”.

وجاءت تصريحات “سموتريتش” العنصرية بعد ساعات يوم لقاء شرم الشيخ الأمني الذي جاء متابعة للقاء العقبة في الأردن، بهدف “تهدئة التوتر” قبل شهر رمضان، فيما تقول الفصائل الفلسطينية إنه يهدف لإخماد المقاومة في الضفة.

وادّعى الوزير المتطرف أن “الشعب الفلسطيني اختراع لم يتجاوز عمره 100 عام”.

وأضاف “جدي الذي كان من الجيل الثالث عشر في القدس هو الفلسطيني الحقيقي، وجدتي التي ولدت في المطلة قبل أكثر من 100 عام هي الفلسطينية”، على حد زعمه.

وزعم أنه “بعد 2000 عام في المنفى؛ عاد شعب إسرائيل إلى دياره، وهناك عرب حوله لا يحبونه. فماذا نفعل؟ إنهم يخترعون شعبًا وهميًا ويطالبون بحقوق صورية في أرض إسرائيل لمجرد محاربة الحركة الصهيونية”.

وتابع “هذه هي الحقيقة التاريخية، وعلى العرب في أرض إسرائيل أن يسمعوا هذه الحقيقة، ويجب سماع هذه الحقيقة هنا في قصر الإليزيه، هذه الحقيقة يجب أن يسمعها اليهود المرتبكون قليلًا في دولة إسرائيل، هذه الحقيقة يجب أن تُسمع في البيت الأبيض بواشنطن”.

وقال الوزير الإسرائيلي المتطرف: “العالم كله بحاجة إلى سماع هذه الحقيقة، لأنها الحقيقة، والحقيقة ستسود”.

ودعا “سموتريتش” فلسطينيي الداخل المحتل إلى ما أسماه “الكف عن البصق في البئر التي يشربون منها”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: