بعد تشغيله مطار رامون.. مطالبات للحكومة بخطوة حازمة ضد الاحتلال

بعد تشغيله مطار رامون.. مطالبات للحكومة بخطوة حازمة ضد الاحتلال

د.هشام البستاني: الأردن مطالب بموقف عملي يهدد مصالح الاحتلال بعد تشغيله لمطار رامون

الكاتب عبدالله المجالي: يجب على الأردن اتخاذ موقف حازم تجاه آلاعيب الاحتلال

عمّان – رائد صبيح

طالب نشطاء سياسيون وإعلاميون الحكومة الأردنية بموقف حازمٍ من ألاعيب الاحتلال ومخططاته التي تهدد المصالح الأردنية، بعد تشغيله لمطار رامون والسماح للفلسطينيين بالسفر عبره رغم تهديده للامن الملاحي في مطار الملك حسين في العقبة.

وحمّلوا الحكومة المسؤولية الكاملة عن حالة الضعف والارتهان التي وضعت فيها الدولة الأردنية عاجزة أمام هذا الصلف الصهيوني، مطالبين بوضع الاتفاقيات الأردنية مع الكيان الصهيوني على الطاولة وإلغائها حفاظًا على مصالح الأردن الإستراتيجية.

من يتحمّل المسؤولية عن ضعف الموقف الرسمي الأردني؟

وعبر منسق حملة غاز العدو احتلال الدكتور هشام البستاني في تصريحاته لـ “البوصلة” عن أسفه الشديد للموقف الأردني الضعيف جدًا تجاه ما يجري من تهديد مصالحه وأمن ملاحته في مطار الملك حسين، بعد تشغيل الاحتلال لمطار رامون والسماح للفلسطينيين السفر للخارج من خلاله، محمّلاً الحكومة الأردنية المسؤولية عن الحال التي وصل لها الاحتلال من الصلف وعدم الالتفات للدولة الأردنية وعدم وضع أيّ اعتبارٍ لها.

وقال البستاني: “بكل أسف أصحاب القرار في الأردن وضعونا بلدًا وشعبًا في موقع الضعف، فيما يتعلق بالتعامل مع الكيان الصهيوني، من أجل الوقوف لمصالحنا ومصالح الفلسطينيين معًا، عندما وقعوا اتفاقية الغاز واتفاقية المياه”.

وأضاف أنّ صنّاع القرار ربطوا قضية إستراتيجية لا يمكن الفكاك منها بهذه السهولة، ووضعوها بيد قادة الكيان الصهيوني ليتحكموا في الأردن من خلالها.

د. هشام البستاني: عندما تضع سلع إستراتيجية بيد خصمك (الاحتلال الصهيوني) بكل تأكيد لن يلتفت إليك

واستدرك بالقول: ببساطة نستطيع مقارنة الوضع بين روسيا والاتحاد الأوروبي الذي له تقريبًا نسبة الاعتماد ذاتها على الغاز الروسي وهي مشابهة لنسبة اعتمادنا على الغاز الفلسطيني المسروق من قبل الكيان الصهيوني، وهي تقريبًا من 40% إلى 60%، وهي أكثر في الأردن بعد أن تحول خط الغاز العربي للاسف خطًا لتصدير الغاز الصهيوني بالكامل للأردن ولمصر أيضًا.

وتابع حديثه قائلا: نحن لسنا بقوة الاتحاد الأوروبي عندما يواجه روسيا ويبحث عن بدائل ويقف عاجزًا عن أخذ موقع، نتيجة لهذه الاعتمادية على الغاز ومصادر الطاقة الروسية، والأردن يضع نفسه بموقف شبيه مع فارق القوة ما بينه وبين الاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا.

وأوضح البستاني: “وضعنا في القوة اليوم ليس مشابهًا لوضع القوة لدى الكيان الصهيوني ولا متوازن عسكريًا ولا سياسيًا ولا دوليًا ولا باي معنى من المعاني، وبالتالي عندما يضع بلد ضعيف مثل الأردن بمثل هذا الموقف من التبعية للكيان الصهيوني وبهذا المعنى وفي ملفات إستراتيجية كبرى مثل الطاقة والمياه وهي حاجات أساسية لحاجات المواطن اليومية”.

وقال البستاني: لنتصور إذا قطعوا عن الأردن الكهرباء والمياه، وهذا حصل في السابق وتمّ ابتزاز الأردن بملف المياه، ويمكن في المستقبل ان يتم ابتزازه بملف الطاقة”، محمّلا في الوقت ذاته أصحاب القرار المسؤولية عن ذلك وأنّهم وضعوا الأردن “متعمّدين” في موقف الضعف والتبعية، على حد وصفه.

جريمة بحق الأردن

وتابع البستاني حديثه: من أجل ذلك نقول في حملة غاز العدوّ احتلال إن هذه جريمة ارتكبت بحق الأردن، عندما يوضع بلدنا بموقف التبعية مع كيان معادٍ اسمه الكيان الصهيوني، وبالتالي في أي موقف سياسي سيكون ضعيفًا ويكون خافتًا والاحتجاجات لن تتجاوز مستوى الكلام.

ولفت لحالة الضعف تجاه الكيان الصهيوني والحد البائس الذي وصلت له بالقول: على مستوى الدولة الأردنية تطلب إدخال مصاحف للمسجد الأقصى ويرفض الكيان الصهيوني ذلك، ويتم رفض الطلب، وهذا يدل إلى أيّ مدى وصل الصلف في الاحتلال والتبعية والضعف في الأردن الذي يتحمّل صنّاع القرار المسؤولية عن ذلك فيه.

وأضاف، “هذا ما حدث وهو ما يفسر ما نحن فيه اليوم، ولنتذكر عند محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الأردن خالد مشعل، ولم يكن الأردن حينها بموضع التبعية، ووضع الملك حسين في ذلك الوقت المعاهدة على الطاولة، ونحن اليوم ماذا نستطيع أن نضع على الطاولة، (لا شيء)، في المقابل يمكن أن يضع الاحتلال على الطاولة ملف الغاز والمياه ويهدد بتعطيش الأردنيين وقطع الكهرباء عنهم، وماذا يستطيع الأردن في حينه أن يفعل”.

الرسمي الأردني لا تشغله القضية

وانتقد البستاني صمت الرسمي الأردني على ما يجري قائلا: لم تعد قصة مطار رامون هامشية فقط بالنسبة للملفات الإستراتيجية التي ربط الأردن نفسه بها في الاحتلال، بل أصبح صنّاع القرار غير عابئين بما يفرضه من تهديدات للملاحة الجوية في مطار العقبة وتهديد حقيقي للمصالح الأردنية، وتهديد الأمن والسلامة الملاحية لمطار أردني قائم سابقًا، لا سيما وأنّ الأردن اشتكى لعدة جهات دولية فيما يتعلق بهذا الملف دون جدوى.

واستدرك البستاني بالقول: لكن عندما يكون خصمك (الكيان الصهيوني) أقوى منك بكثير، وأنت تضع كل إمكانياتك تحت تصرفه، خاصة في سلع أساسية وإستراتيجية، بكل تأكيد لن يلتفت إليك.

خطوة فعلية وموقف حازم ضد ألاعيب الاحتلال

وقال البستاني في تصريحاته لـ “البوصلة” يجب اتخاذ خطوة تجاه الكيان الصهيوني، بخطوة فعلية مهددة لمصالحه، الفعل الحقيقي أن تلغي اتفاقية الغاز وتسترجع العشرة مليارات دينار من أموال دافعي الضرائب الأردنيين التي تدعم الإرهاب الصهيوني وتضع نفسك من خلالها بموضع التبعية وتستثمرهم في بلدك، لتطوير مشاريع الطاقة السيادية وتحصين الجبهة الداخلية، واستثمار حقول الغاز والنفط والطاقة الشمسية، وتستثمر في المياه، وتنجز مشروع الناقل الوطني للمياه.

وشدد على أنّ هذه الأمور هي التي تحصن الأردن وتضع في يده القوة التي يستطيع من خلالها مجابهة الكيان الصهيوني، أمّا الاستمرار في موضع التبعية والاكتفاء بخطابات الإدانة والاستنكار في الوقت الذي تحوّل الحكومة كل سنة للكيان الصهيوني على الأقل 550 مليون دولار أمريكي، تدعم فيها إرهابه، فهذا “كلام فارغ”.

بدوره انتقد الكاتب عبدالله المجالي، الصمت الحكومي إزاء تشغيل الاحتلال لمطار رامون وسماحه للفلسطينيين بالتنقل جوّا عبره، ضاربًا بذلك عرض الحائط كل الاحتجاجات والرفض الأردني.

وطالب المجالي في مقاله بصحيفة “السبيل” توجيه اللوم والمواقف الحازمة من ألاعيب الاحتلال للكيان الصهيوني، لا سيما وأنّ البعض اكتفى بتوجيه لومه للسلطة في رام الله، وطالب بعض آخر بموقف حازم تجاهها.

وقال المجالي: غضب مكتوم يلف دوائر صنع القرار في البلد من قرار سلطات الاحتلال الصهيوني السماح للفلسطينيين من الضفة الغربية بالتنقل جوا عبر مطار رامون جنوب فلسطين المحتلة”.

وأضاف، أن الخطوة الصهيونية سوقتها للإدارة الأمريكية التي زارت المنطقة مؤخرا كبادرة حسن نية تجاه تسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية.

واستدرك بالقول: لكن الخطوة تلك ستضر الأردن؛ فالخطوة تأتي على حساب مطار الملكة علياء الذي كان ملاذ فلسطينيي الضفة للسفر جوا، وهو أمر سينعكس على عدد القادمين إلى الأردن من الضفة، ما يعني خسارة اقتصادية مركبة.

وشدد على أنّ الضرر الآخر سينعكس على مطار الملك حسين في العقبة، فمطار رامون لا يبعد سوى 350 مترا عنه، وقد كان الأردن اعترض بشدة في السابق على إقامة ذلك المطار، وقدم احتجاجا رسميا إلى منظمة الطيران المدني الدولي لمخالفة مطار رامون للمعايير الدولية لقربه الشديد من مطار الملك حسين، ما سيعرض الرحلات الجوية هناك إلى الخطر.

ولفت المجالي إلى أنّ الصهاينة من جانبهم حققوا رضا إدارة بايدن، وأقنعوها بأنهم جادون في تسهيل حياة الفلسطينيين، وضمنوا تشغيل المطار الذي يقال إنه كان خاويا على عروشه، ولم يشعروا بأي حرج تجاه الإضرار بمصالح الأردن، ناهيك عن دق إسفين بين عمان ورام الله.

وقال إن الأردن كان يأمل، وفق تسريبات، أن تقوم السلطة الفلسطينية في رام الله بخطوة فعالة تمنع الفلسطينيين من استخدام مطار رامون، وأن لا تكتفي فقط برفض شكلي للقرار الصهيوني، وهو ما حدث بالفعل.

ولفت إلى أنّ السلطة من جانبها وقعت في حرج، فهي من جهة تسعى فعلًا لتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة ولا تستطيع أن تقف حجر عثرة أمام ذلك، ومن جهة تعلم أن هذه الخطوة قد تغضب الأردن.

وختم المجالي بالقول: البعض وجه لومه للسلطة في رام الله، وطالب بعض آخر بموقف حازم تجاهها، لكننا لم نسمع صوتا يوجه اللوم للكيان الصهيوني ويطالب بموقف حازم من ألاعيبه.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: