بلجيكا توقف إماما مغربيا تلاحقه فرنسا بتهمة معاداة السامية

بلجيكا توقف إماما مغربيا تلاحقه فرنسا بتهمة معاداة السامية

 أوقفت السلطات البلجيكية الجمعة الإمام المغربي حسن إيكويسن الملاحق من قبل فرنسا بسبب تصريحات اعتُبرت “مخالفة لقيم الجمهورية” وصدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه بتهمة معاداة السامية.

وصرح وزير العدل البلجيكي فينسينت فان كويكنبورن لوكالة فرانس برس “يمكنني أن أؤكد أن الشرطة اعتقلته اليوم” بالقرب من مدينة البلجيكية.

وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إن الشرطة البلجيكية اعتقلت إيكويسن “من دون حوادث”. وقد أودع السجن في المساء في مدينة تورناي البلجيكية القريبة من الحدود الفرنسية كما ذكر مصدر مطلع.

وحسن إيكويسن إمام مغربي ولد عام 1964 في فرنسا وعاش فيها، متهم بتبني “خطاب كراهية ضد قيم فرنسا وبمعاداة السامية والتمييز ضد المرأة”، مما جعله يواجه 3 سنوات في السجن بتهمة التهرب من الاعتقال، وقد أدرج في ملف المطلوبين “إف بي آر” (FPR).

وقالت لجنة دعم إيكويسن في بيان نُشر مساء الجمعة على صفحتها على فيسبوك مع آخر تسجيل فيديو للداعية قبل توقيفه إن أعضاءها “في حالة تعبئة للتوصل إلى الإفراج عنه”.

وينتقد إيكويسن في تسجيل الفيديو وزارة الداخلية الفرنسية لكنه يؤكد “ثقته في القضاء”.

ويشدد الرجل المولود في فرنسا ويحمل الجنسية المغربية على أنه “فرنسي (…) في عقله” وأنه ذهب إلى الخارج “لأنه طلب مني مغادرة بلدي”. ويقول “لم أنتظر حتى يستمتع الوزير بطردي بالقوة (…) أمام الكاميرات”.

المولد والنشأة

ولد حسن إيكويسن في بلدية دينين بضواحي فالنسيان في فرنسا عام 1964.

يحمل إيكويسن الجنسية المغربية، ولديه إقامة فرنسية منذ عام 1992 وانتهت صلاحيتها عام 2021، ورفضت فرنسا تجديدها.

ليست هناك معلومات مؤكدة بشأن سبب عدم حصول إيكويسن على الجنسية الفرنسية؛ فبينما تشير مصادر إلى أنه رفض الحصول عليها في شبابه، تقول مصادر أخرى إن ذلك كان بسبب والده، وإنه حاول الحصول عليها في ما بعد لكنه لم يستطع، وتقول مصادر ثالثة إنه كان يحمل الجنسية الفرنسية وسُحبت منه.

متزوج وله 5 أبناء و15 حفيدا، يقيمون جميعا في فرنسا.

ويعرف إيكويسن بشخصيته “الجذابة” التي ساعدته في إقناع عشرات الآلاف من الشباب بمنهجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى على أرض الواقع حيث يقطن في منطقة لورش شمال فرنسا.

الدراسة والتكوين العلمي

حصل على البكالوريوس في اللغة العربية، وعلى درجة الماجستير في التاريخ، وكرس نفسه بعدها للدعوة وتعليم الإسلام.

التوجه الفكري

يرى إيكويسن أن “الإسلام هو الحل للتصدي لما يشهده العالم من زعزعة”، إذ إن “العالم يديره أناس لا دين لهم ولا قانون، وما يحدث في العالم يعود لغياب الإسلام”، كما يصر على أن “الشريعة يجب أن توجه سلوك المؤمنين في جميع جوانب حياتهم الخاصة والعامة”.

اتهامات بالتحريض على الكراهية

يُعد حسن إيكويسن ناشطا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بسببها اتهم بمعاداته للسامية بعد تصريحات له في فيديوهات نشرت عام 2004، مما أثار غضب “المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا” (CRIF).

وطالت إيكويسن اتهامات أخرى، كتشجيعه على التمييز ضد المرأة من خلال قصر دورها على دور الزوجة والأم وربة المنزل عموما، مستدلين بقوله في أحد الفيديوهات المنشورة له “من المؤسف أن النساء اليوم يعتبرن خدمة أزواجهن وأطفالهن بمثابة عقاب، في حين أنها نعمة”.

وفي 28 يوليو/تموز 2022 أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن قرار طرد حسن إيكويسن، مبررا ذلك في حسابه بتويتر بأن الإمام “يتبنى منذ أعوام خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، ويتنافى مع مبادئ العلمنة والمساواة بين الرجال والنساء”.

ما جعل إيكوسين تحت أعين السلطات الفرنسية، خطاباته العلنية المنشورة والتي تؤثر على فئة كبيرة من الشباب.

أحد الخطابات التي اتهم بسببها كانت عام 2004 والتي تحدث فيها عن وجود “اتفاق بين الحركة الصهيونية والنظام النازي لتعزيز توطين اليهود في فلسطين”. وتكرر له خطاب مشابه عن مؤامرة يهودية عام 2014، كما وصف الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأنه “مقاتل عظيم ضد الأميركيين” وبكونه “مدافعا عظيما عن الإسلام”.

ووقّع كثيرون عريضة للدفاع عن إيكويسن محتجين على قرار الطرد الذي أصدره دارمانان بحقه، وأصدر 31 مسجدا بيانا في شمالي فرنسا عبروا فيه عن دعمهم للخطيب، مؤكدين أنه ضحية “خطأ واضح في التقييم”.

وأعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في الرابع من أغسطس/آب 2022 أنها رفضت طلبا بتعليق إجراء طرد الداعية حسن إيكويسن إلى المغرب، والمتهم بـ”تبني خطاب الكراهية”.

بعدها بيوم أعلنت المحكمة الإدارية تعليق قرار ترحيل إيكويسن، معتبرة أن ترحيله “سيمس حياته الخاصة والأسرية”، مما جعل الحكومة الفرنسية تلجأ لعرض القضية على مجلس الدولة (أعلى مؤسسة قضائية في فرنسا)، الذي وافق في 30 أغسطس/آب 2022، على ترحيل إيكويسن.

وبعد قرار المجلس داهمت الشرطة منزل الإمام في لورش، قرب فالنسيان شمال فرنسا، من أجل اعتقاله وترحيله، لكن لم تجده، فأشيع أنه قد فر خارج البلاد.

الوظائف والإنجازات

  • عمل إماما في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ويعد إيكويسن عضوا منتظما في مؤتمرات الاتحاد، الذي غُيّر اسمه إلى “مسلمو فرنسا”.
  • ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه أكثر من 170 ألف متابع على يوتيوب.
  • له دور دعوي كبير مع الشباب.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: