بمشاركة 7 آلاف فلسطيني.. الأقصى ومحيطه في أبهى حلة استعدادا لرمضان

بمشاركة 7 آلاف فلسطيني.. الأقصى ومحيطه في أبهى حلة استعدادا لرمضان

المسجد الأقصى

فرادى وجماعات توافد أكثر من 7 آلاف فلسطيني فجر اليوم من مدن وبلدات الداخل المحتل للمشاركة في تهيئة المسجد الأقصى المبارك ومحيطه لاستقبال شهر رمضان المبارك ضمن معسكر “القدس أولا” الذي تنظمه جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية التابعة للحركة الإسلامية الجنوبية.

كان مشهد نزول المئات من الحافلات في آن واحد مهيبا، وبمجرد دخولهم إلى البلدة القديمة من باب العامود اكتظت الأزقة بهم تماما كليالي رمضان والأيام التي تسبق الأعياد.

تعالت أصوات الباعة المقدسيين الذين انتعشوا بالوفود بعد عام انعدمت فيه الحركة الشرائية بسبب الإغلاق الذي رافق تفشي فيروس كورونا، وعند أبواب الأقصى توزع المشاركون بين المصليات والساحات والمكتبات لإنجاز المهام الموكلة إليهم.

وفي محيط الأقصى تجولت الجزيرة نت في مقبرتي اليوسفية وباب الرحمة، حيث أوكلت للرجال المشاركين في المعسكر مهمة تنظيف المقبرتين اللتين يسلكهما المصلون للوصول إلى المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل.

كخلية النحل، عملوا داخل المقبرتين شيوخا وشبابا وفتية وأطفالا ومن بينهم عماد بشناق القادم من قرية كفر مندا مع طفله حسين.

تهيئة المقابر

استوقفنا نشاط هذا الطفل في تنظيف محيط القبور من الأحجار وجمعها في أكياس خاصة، وقال إنه يتوجه للمسجد الأقصى للصلاة فيه على مدار العام، وإنه قرر المشاركة في المعسكر لتهيئة الطريق المؤدية للأقصى وتسهيل سير المصلين فيها خلال رمضان.

والده عماد أكد ضرورة ربط الأطفال بالقضايا الفلسطينية المفصلية وعلى رأسها القدس والمسجد الأقصى، مضيفا “شهدنا انتفاضة الأقصى في القدس عام 2000 وأتردد على القدس باستمرار ليرى أطفالي طبيعة الصراع على الأرض، بهدف تعزيز هويتهم الوطنية في هذه المرحلة الصعبة”.

وبالدخول إلى المسجد الأقصى من باب الأسباط، انتشر كثير من الشبان عند الأشجار لطلاء جذوعها، وفي ظلال إحداها التقت الجزيرة نت الطفل سليم عرار الذي ابتعد عن الآخرين وأخذ على عاتقه طلاء مربع كامل يضم مجموعة من الأشجار.

قال سليم بهدوء “أتيت هنا لأصلي وأتطوع بالتنظيف وأساعد كل من يحتاج المساعدة، لأن الأقصى لنا وليس لغيرنا، واليهود ينغصون علينا فرحتنا عندما يقتحمونه”.

قبل أن نودعه قال سليم إن مصلى باب الرحمة هو أحبُّ المصليات إليه لذلك قرر طلاء الأشجار القريبة منه.

مقابله تجلس المسنة عايدة شينة القادمة من قرية المغار التي تبعد 181 كيلومترا عن القدس، ورغم عدم مقدرتها على تقديم أي مساعدة في أعمال الصيانة والتنظيف فإنها صممت على الحضور ضمن قوافل المعسكر، لأن “حب الأقصى مغروس في قلبها” حسب تعبيرها.

وقالت “عندما رأيت الشباب والأطفال والنساء يعملون بهمّة عالية في الأقصى زالت همومي، ورغم عجزي عن مساعدتهم فإنني أتنقل من منطقة إلى أخرى لأثني عليهم وأدعمهم معنويا.. الأقصى تاج يزين رؤوسنا جميعا ومن واجبنا خدمته”.

بالصعود إلى صحن مصلى قبة الصخرة المشرفة يلتقي الزائر بمئات النساء اللاتي وقعت على عاتقهن مهمة تنظيف هذه الساحة المخصصة لصلاتهن خلال شهر رمضان.

ومن بين هؤلاء السيدة أديبة ياسين القادمة من بلدة شفا عمرو في الداخل الفلسطيني. وحول مشاركتها في المعسكر، قالت “أتيت من منطلق حبي لهذا المكان، فكما أعمل جاهدة لتهيئة منزلي لاستقبال شهر رمضان ليكون أجمل المنازل وأنظفها، أسعى لتنظيف وتهيئة بيت الله الذي يتمنى كثيرون زيارته والصلاة فيه، وأعتبرُ تنظيف ساحاته وسام شرف أضعه على صدري”.

مسؤولة العمل النسائي في الحركة الإسلامية نسيبة الشيخ عبدالله، قالت إن نحو 5 آلاف امرأة من الداخل الفلسطيني شاركن في المعسكر بهدف الرباط في المسجد الأقصى وإنعاش اقتصاد البلدة القديمة.

وأضافت أن المهام التي أوكلت للنساء هذا العام تمثلت في تنظيف كافة الساحات والمصليات والأسبلة والمراحيض والمكتبات في المسجد الأقصى المبارك، في حين وقعت على عاتق أخريات مهمة تنظيم الفعاليات الثقافية المختلفة في المصلى المَرْواني للأطفال المشاركين في المعسكر لتعزيز صلتهم في المسجد.

حضور لافت من النقب

أما رئيس جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية صفوت فريج، فقال إن الجمعية تنظم هذا المعسكر منذ 12 عاما بهدف تجذير حب المسجد الأقصى والقدس في نفوس أهالي الداخل الفلسطيني الذين استقلوا اليوم 132 حافلة، 50 من الجليل و34 من مركز البلاد و48 من قرى النقب المعترف وغير المعترف بها.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت “العائلات تنتظر هذا المعسكر كل عام، فمن خلال فعالياته يتعزز الانتماء للأقصى ويتأصل مفهوم التعلق به وأهمية عدم التفريط بهذا المقدس عند الأطفال”.

وحول فعاليات المعسكر هذا العام، أشار فريج إلى أنه شمل تنظيف المقابر الإسلامية المحيطة بالأقصى وساحاته ومصلياته ومكتباته ومراحيضه وطلاء أشجاره، بالإضافة لترميم عدد من المنازل والحوانيت في البلدة القديمة، وبناء سور في بلدة سلوان المجاورة للأقصى، وتقديم شحنة من الأدوية لمستشفى المقاصد في القدس.

من النقب واللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وقرى هذه المدن، توجه المشاركون فجرا وغادروا بعد أداء صلاة العصر بعد تهيئة المسجد الأقصى ومحيطه لاستقبال شهر رمضان بعد أيام، على أن يتجدد لقاؤهم به خلال الشهر الفضيل ضمن مشروع قوافل الأقصى الذي يوفر حافلات تقلهم طيلة أيام الأسبوع إلى مهوى قلوبهم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: