“بوابة المجهول” الكمين المُحكم على أعتاب غزة (شاهد)

“بوابة المجهول” الكمين المُحكم على أعتاب غزة (شاهد)

بباطن الأرض أسرار، وبين ثنايا طبقاتها روايات ستروى لأجيال قادمة، ورمل الأرض وطينها المجبول بعرق المجاهدين سينطلق حمماً من لهب تلفح الأعداء إذا ما حاولوا التسلل للمناطق الحدودية شرق القطاع، ببساطة لأن فرسان الكتائب بالانتظار.


تمر اليوم ذكرى فتح كتائب القسام بوابة المجهول على الصهاينة من أنفاق المقاومة، عندما ترجّل مجاهدو القسام متمترسين بباطن الأرض، ينتظرون إشارة زلزلة وحدة الهندسة في الجيش الصهيوني، التي حاولت التقدم خارج الخط الزائل شرق خانيونس، في مهمة بحث عن أنفاق المقاومة.

بداية القصة

تصل المعلومات لقيادة المقاومة بأن آليات وجنود الاحتلال بدأوا بالتقدم خارج الخط الزائل شرق القرارة، فكانت التعليمات للمجاهدين بزلزلتهم وتفجير عدد كبير من البراميل والعبوات الناسفة في القوات والآليات المتقدمة.
بسرعة البرق ينطلق كل من الفرسان، الشهيد القسامي القائد خالد أبو بكرة، والشهيد القسامي القائد محمد داود، والشهيد القسامي المجاهد محمد القصاص، داخل نفق للمقاومة، لتجهيز البراميل والعبوات للتفجير.
وما أن وصلت الآليات لنقطة المقتلة، أعطت القيادة إشارة البدء بالتفجير والاشتباك مع القوات المتوغلة، وما هي إلا لحظات وبدأ البركان بالثوران تحت آليات العدو، وبدأت أضواء الانفجارات تضيء ليل المدينة الحالك، وأصوات الانفجارات تزلزل قيادة الجيش الصهيوني.
وليرتقي خلال العملية شهداء القسام أبو بكرة وداود والقصاص، وتطلق الكتائب على العملية البطولية اسم “بوابة المجهول”، ويعلن الاحتلال في حينها إصابة ستة جنود وُصفت جراح أحدهم بالحرجة بعد تفجير استهدفهم شرق خان يونس.

معادلة جديدة

أجمع المحللون بأن العملية وخطاب المقاومة كشفا عن معادلة جديدة للمقاومة عنوانها أن أي توغل في قطاع غزة له ثمن باهظ ومخاطر كبيرة، ما وضع الاحتلال بين خيارين أحلاهما مر، إما تعريض جنودهم لخطر الأسر والقتل، أو ترك غزة تتعاظم قوتها وتستمر في تجهيزاتها.
وفي حينها كشف أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام مزيداً من أضلاع الحرب الدائرة بين الاحتلال والقسام، مما أظهر أن هناك صراع أدمغة على أعلى المستويات، ومنه عملية النفق وتوريد السلاح وكشف العملاء وإيصال الرسائل وإبطال مفعول بعض الأسلحة.
ورداً على رواية جيش الاحتلال المضللة والكاذبة بعدم وجود قتلى خلال الاشتباك، نشرت كتائب القسام، صوراً لبعض مخلفات جنود الاحتلال الذين أصيبوا في كمين “بوابة المجهول”، حيث عثر عليها أثناء البحث عن جثث شهداء العملية في “مسرح العملية”.
وتظهر الصور عدد من المخلفات التابعة لجنود الاحتلال، وهي: خوذة عسكرية، وقطعة من بنطال جندي، ورتبتين مختلفتين، وحزام بندقية، وساعة يد، إضافة إلى “تي شيرت” ممزق وعليه بقع من الدماء.

شهادات جنود الاحتلال

وحول عملية تفجير النفق والتي وقع فيها الجيش الصهيوني في فخ أعدته كتائب القسام، قال أحد الجنود المشاركين في العملية “كستنباوم”: “كنت هناك مشاركاً في العملية حيث كان هدفنا شحن النفق بالمتفجرات وتفجيره، وقد أدخلنا حفارين للمنطقة، وبدأنا بالحفر لكن أحد الحفارين اصطدم بمتفجرات كانت في الأسفل ما أدى للانفجار، وكنت بعيداً عن مكان الانفجار، ففقدت السمع في أذني اليسرى”.

من أفراد وحدة “الظل”

وكشفت كتائب القسام فيما بعد أن الشهداء القادة أبو بكرة وداود، شهداء عملية بوابة المجهول كانوا من أفراد وحدة الظل القسامية، والتي أوكلت لها مهمة تأمين أسرى العدو الذين يقعون في أسر الكتائب، وإبقائهم في دائرة المجهول وإحباط جهود العدو المبذولة بهذا الخصوص.
وقد شارك الشهداء أبو بكرة وداود في الاحتفاظ بالجندي الصهيوني “جلعاد شاليط”، حتى قامت الكتائب بمبادلته بأسرى فلسطينيين، ضمن صفقة وفاء الأحرار القسامية.
رحم الله الشهداء الذين فتحوا بعمليتهم أبواب المجهول التي رآها العدو الصهيوني خلال معركة العصف المأكول، وطوبى لهم وقد تنقلوا في ميادين عدة ومهام خاصة في صفوف كتائب القسام.

القسام

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: