الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
نشرة فاعتبروا (229)
- هو البيت الوحيد الذي تستطيع الذهاب إليه عشرات المرات بدون دعوة، وكل مرة يصبح صاحب البيت سعيدًا وسعيدًا أكثر، هو البيت الوحيد الذي يمكنك أن تضع المفتاح في الباب وتدخل إليه مباشرة، هو البيت الذي به عيون محبة تنظر للباب حتى تراك.
- هو البيت الذي يُذكرك باستقرارك وسعادتك أثناء طفولتك، هو البيت الذي حضورك فيه والنظر إلى أمك وأبيك يحسب لك عبادة، وحديثك معهم كالذكر في الثواب، هو البيت الذي إذا لم تذهب إليه ينقبض قلب أصحابه ويغتمون، وإن آذيتهم تُغضب الله.
- هو البيت الذي به شمعتين احترقتا لتضيء لك الدنيا، هو البيت الذي سفرة الطعام فيه خالصة لك وليس بها أي رياء، هو البيت الذي إذا جاء وقت الطعام ولم تأكل ينكسر قلبيهما، هو البيت الذي كل ما فيه من سعادة يُقدم لك، فاعرفوا قدر وعظمة هذه البيوت.
فضيلة ترك الجدال
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقًا، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإنْ كان مازِحًا، وبَيت في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ”. وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا”.
“وكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا”
- نجاتك يوم القيامة مشروعك الشخصي، لن تُعذر بتقصير العلماء والعامة، وانحراف المشاهير والمغمورين، وخذلان الأقربين والأبعدين. دنياك اختبار لك وحدك، فاعمل لنفسك واجتهد لنجاتها، ولو استطاب كل الناس التقصير والقعود، “وَلَقَد جِئْتُمُونَا فُرادى كما خَلَقْنَاكُمْ أَول مَرَّةٍ”.
رجاء أبو نواس
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً …… فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ …… فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعًا …… فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا …… وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ