د.عاصم منصور
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

بيل وكورونا

د.عاصم منصور
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في ظل التلهف العالمي لما يستجد من معلومات وأخبار حول جائحة كورونا، يبرز نجوم من المختصين بالرعاية الصحية وعلماء الفيروسات، والباحثين في اللقاحات، وشركات الأدوية، يقدم هؤلاء كنجوم إعلامية يتسابق إليهم الإعلام، ويترجم كلامهم إلى مختلف اللغات، وتنشر تغريداتهم على منصات التواصل في أرجاء المعمورة. لكن أن يكون من بين هؤلاء النجوم رجل التكنولوجيا والأعمال المرموق ومؤسس شركة مايكروسوفت “بيل غيتس” فهذا أمر قد يبدو غير مألوف ضمن الانطباع السائد عند الكثيرين حول رجل التكنولوجيا الرقمية اللامع!

“بيل غيتس” كان قد حول اهتمامه منذ سنوات طويلة نحو الأعمال الخيرية، وصبّ جهوده باتجاه الرعاية الصحية ومكافحة الأوبئة، كما تراجع اهتمامه وإسهامه في شركة مايكروسوفت، وتقلص عدد أسهمه التي تبرع بأكثرها، وغدا عمله في مايكروسوفت شكليا. لأجل ذلك، فإن صحفا مثل (واشنطن بوست) (ذي إيكونوميست) و(واشنطن تايمز) ومحطات التلفزة تلتقي مع بيل وتناقش معه القضايا المحورية مثل “كيف ومتى يمكن التغلب على الجائحة؟” و”متى يمكن أن تعود الحياة إلى طبيعتها؟” و”ما هي أحدث التطورات في اختبار اللقاحات؟”، وهذا شيئ طبيعي لرجل يقود مؤسسة تموّل مشاريع بقيمة 250 مليون دولار من أجل دعم تطوير علاجات لفيروس كورونا المستجد، وبالتالي فهو لا يتحدث كرجل أعمال تأثرت اعماله بالجائحة “بالمناسبة شركة مايكروسوفت حققت زيادة كبيرة في الإيرادات خلال الجائحة”، ولكنه يتحدث كأكبر مساهم في العالم من خارج الحكومات في دعم الرعاية الصحية ومنظمة الصحة العالمية.

رؤية بيل جيتس وأفكاره لا تختلف كثيرا عن المقرر والشائع حول الجائحة وطرق التعامل معها من “أن إنتاج اللقاح يتطلب وقتاً، وان الحل الجذري يكمن في تطعيم معظم سكان الأرض، وحتى ذلك الحين، لن تعود الحياة إلى طبيعتها، حتى لو رفعت الحكومات الحظر والإجراءات الاحترازية، وأعادت الشركات فتح أبوابها”، ولكن المثيرهو سيل الاتهامات والشبهات التي استهدفت الرجل ضمن التفسيرات التآمرية لظهور وانتشار الجائحة، والتي نالته كما نالت الدولتين الأعظم (أمريكا والصين).

هذه الأراء التي حملت أكثر مما تحتمل، بالإضافة إلى الصورة السابقة المرتبطة بأحكام قضائية قديمة ضد شركة مايكروسوفت تتعلق بالاحتكار والإضرار بالمستهلكين والمنافسة غير العادلة، أدت إلى اتهامات على نطاق واسع وجهت لبيل غيتس من أنه “اخترع فيروس كورونا” وأنه “يسعى إلى القضاء على 15% من سكان العالم عن طريق اللقاحات وزرع رقائق إلكترونية في أجساد البشر”، هذه الحملات انتشرت في أوروبا وأمريكا وشاركت فيها شخصيات حول العالم مثل عضوة البرلمان الإيطالي، سارة كونيال التي اتهمت بيل غيتس “بالإبادة الجماعية لكونه وراء مبادرة للحد من عدد سكان العالم”، وكذلك المستشار السابق للرئيس ترامب روجر ستون الذي قال في تصريح إذاعي “أن بيل غيتس ربما كان له يد في إنشاء فيروس كورونا وانتشار الجائحة في جميع أنحاء العالم” ولكن هذه المزاعم لا تستند إلى حقائق يمكن الوثوق بها.

كثيرون حول العالم يتشككون في مصدر الفيروس المستجد، ولا يريدون أن يتقبلوه كتطور طبيعي وإرادة الهية – خلقت كائنا ليس أكثر اعجازا من غيره- ودون تدخل بشري، وقد وجد هؤلاء في تنبؤات من بيل جيتس وغيره قبل سنوات بظهور فايروسات قاتلة للبشر دليلا على هندسة جينية بشرية، خصوصا إن لا أحد يجزم باستحالة هندسة مثل هذا الكائن، وإن اتفق أهل المعرفة على صعوبة ذلك.

لقد أعد بيل جيتس منذ سنوات مكانا في قصره لتخزين الأغذية وما يلزم لزمن ينتشر فيه الوباء وأعلن ذلك للملأ, ولكن كل هذا يمكن فهمه من دون اتهام الرجل -الذي كان دائما سابقا لزمنه – بجريمة بمثل هذا الحجم وهذه البشاعة، لكن المؤكد هنا أنه الى أن تهتدي البشرية الى اجابة قاطعة حول أصل الفايروس فان نظرية المؤامرة ستبقى سيدة الموقف.

(الغد)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts