عمّان – البوصلة
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء ساحات المسجد الأقصى وأجبرت المصلين على الانسحاب من ساحاته لتأمين اقتحام المستوطنين في اليوم الثالث من عيد الفصح اليهودي، لكنّ النشطاء المقدسيين والمرابطين أعدوا العدّة جيدًا للمواجهة على الأرض وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتدت قوات الاحتلال على الأهالي أثناء توافدهم لأداء صلاة الفجر بالمسجد الأقصى، ونصبت حواجز حديدية في مقبرة اليوسفية بباب الأسباط بالقدس المحتلة.
كما فرضت قوات الاحتلال قيودًا على دخول المصلين للبلدة القديمة بالقدس المحتلة، إذ تسمح فقط بدخول سكانها، وتحتجز هويات الوافدين للصلاة في الأقصى تحضيراً لاقتحامات المستوطنين.
وحاولت قوات الاحتلال إخلاء المسجد الأقصى من المعتكفين لتأمين اقتحام المستوطنين، وكذلك أخلت النساء من محيط المصلى القبلي في المسجد الأقصى إلى صحن الصخرة لتأمين مسار اقتحام المستوطنين.
المرابطون يتصدون بوسائل متعددة
وتصدى الشبان المحاصرون في داخل المصلى القِبَلى بأداء فعاليات الإرباك الصوتي عبر الطرق على الأبواب والتكبير والمفرقعات النارية خلال اقتحام المستوطنين.
كما وضع الشبان الحجارة والصخور في مسار الاقتحام، ليجبر المستوطنين على تغيير مسارهم إلى الجهة الترابية المليئة بالحصى والأشاوك وبقايا زجاج.
ونوه النشطاء المقدسيين إلى أن قوات الاحتلال قيدت الدخول للبلدة القديمة فقط لمن هم مسجلون من سكانها على بطاقات الهوية؛ كما احتجزت هويات الداخلين للصلاة في الأقصى تحضيراً لاقتحامات اليوم الثالث من الفصح العبري.
ورصد النشطاء كيف تصدى الشبل المقدسي رعد الرشق للمستوطنين وجلس في مسار الاقتحامات تالياً القرآن.
منظمات الهيكل تتذمّر وتشتكي
ورصد النشطاء شكوى تومي نيساني مدير منظمة “جبل الهيكل في أيدينا” التي تنظم جزءًا كبيرًا من اقتحامات اليوم الثالث، حيث أكد أن مسار الاقتحامات ما زال مغلقاً بالحجارة لليوم الثالث على التوالي.
كما اشتكى نيساني من الزجاج المتناثر بات يملأ المنطقة المحيطة بالمسار، معبرًا عن استيائه من أن شرطة الاحتلال تحدد اليوم عدد المجموعة بـ٣٠ شخصاً وتستعجلهم في المسير.
ولفت النشطاء المقدسيون إلى أن الزجاج تطور إضافي في إعاقة الاقتحامات اليوم؛ حيث يتعمد المتطرفون اقتحام #الأقصى حفاة الأقدام للدلالة على تعاملهم معه باعتباره “هيكلاً”.
وعبرت الناشطة المقدسية خديجة خويص عن سعادتها بما يقدمه المرابطون من تصدي بكل الوسائل المتاحة لمنع انتهاك حرمة المسجد الأقصى، وقالت: اليوم في تطوّر جديد في مسار المقتحمين، وهو وجود زجاج مكسور في المسار بالإضافة للحجارة والحصى.
ولفتت خويص إلى أن المقتحمين صرّحوا بإنزعاجهم وغضبهم لأنّ أرجلهم الحافية تتمزق من الزجاج.
وفي أسلوب جديد قام الشباب المحاصرون داخل المسجد القبلي ببث رسالة مسجلة لأبي عبيدة تليها صفارات الإنذار من السماعات لإخافة المقتحمين.
ورصد النشطاء كيف أبعتدت شرطة الاحتلال المقتحمين سريعاً عن مسار الاقتحام بعد خوفهم وارتباكهم، مؤكدين أن شباب الأقصى نموذج إرادة يدرس.
قراءة لاقتحامات اليوم الثالث
وقال الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص إن اقتحامات اليوم الثالث شهدت عدة أمور أهمّها أن أعداد المرابطين مقاربة للأمس، وهذا سهّل على جنود الاحتلال إخلاء الشبان من الساحات.
كما لفت ابحيص إلى أن الإرباك الصوتي والمفرقعات ما زالت وسيلة المرابطين الأساسية المبتكرة للتأثير من حيث يتحصنون في داخل المسجد القبلي، وقوات الاحتلال الخاصة تحاول أن تجد وسيلة لاقتحام المسجد القبلي لكن بلا فائدة.
وأشار إلى أنه حتى س ٧:٣٠ اقتحم فوجان من المتطرفين المسجد الأقصى بعدد يقارب ٧٥ مستوطناً حتى الآن.
وشدد ابحيص على أن اقتحامات الثلاثاء ستكون مهمة في المسجد الأقصى عند جماعات الهيكل المتطرفة، وذلك بحضور وقيادة المستشرق الصهيوني مردخاي كيدار الذي تعده جماعات الهيكل أحد “مفكريها” وله أثر كبير في عقول شبابها وشباب اليمين المتطرف عموماً.
وحذر من أن كيدار الذي تملأ صوره الشاشات العربية باسم الموضوعية الزائفة و “الرأي والرأي الآخر”؛ والذي استعار منه يوسف زيدان مقولته الخرقاء عن “الأقصى في الطائف” هو من طليعة جماعات الهيكل المتطرفة.
وشدد على أن كيدار شريك دائم في اقتحامات الأقصى وفي زخمها لتهويدالأقصى؛ واقتحامه اليوم سيكون بتنظيم منظمة “جبل الهيكل في أيدينا”؛ وقد أعلنت نيتها بث الاقتحام بشكل مباشر وبرفقة مكبرات الصوت.
(البوصلة)
