أسامة نزال
أسامة نزال
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تأملات في زمن الكورونا

أسامة نزال
أسامة نزال
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

أسامة نزال

في ظل ما تعالجه البشرية الآن في زمن الكورونا، دار في خلدي العديد من التساؤلات….
هل الحضارة المادية خير محض للبشرية؟؟؟
هل هي شر محض؟؟؟
أم أن تعامل الإنسان معها وتحديد ضوابطها هو ما يقرر؟؟
هل أفادت العولمة الإنسان أم أضرت به؟؟

في ظل هذا الحظر ماذا لو تلف خزان الماء على سطح منزلك؟
هل ستتكمن من تدبر أمرك بسهولة؟
ماذا لو كان الأمر أشمل قليلاً بحيث تعطلت المضخة التي تضخ الماء لحي كامل أو قرية كاملة مثلاً ولم يعد بالإمكان إصلاحها بسبب ظروف الحظر؟؟
ماذا لو حصل خلل كهربائي في المنزل ولم تستطع إحضار فني لإصلاحه؟؟
ماذا لو انقطع التيار الكهربائي بالكلية؟؟
ماذا لو انكسر هاتفك الخلوي ولم تستطع شراء غيره بسبب الحظر؟؟
سؤال طالما طرق ذهني: لو كان الكورونا في زمن آبائنا وأجدادنا قبل هذه الثورة التكنولوجية الهائلة: هل سيكون الأمر أسهل أم أصعب؟؟؟

صحيح أن الثورة التكنولوجية والحضارة المادية ساهمت كثيراً في تسهيل حياة البشرية، لكن يبدو أن البشرية بالغت كثيراً في الاعتماد عليها لدرجة أن تحوّل الإنسان لما يشبه “العبد” لهذه التكنولوجيا ولم يعد قادراً على تدبر أمره دونها.
كل هذا طبعاً في الجانب المادي، عداك عن الجانب الاعتقادي والأخلاقي الذي حوّل المادة “لإله” يُعبد من دون الله، وغدا علماء الحضارة المادية هم “أنبياء” هذا الإله المزعوم المعصومون، والذين وصلت الجرأة ببعضهم أن يقول بصراحة: أن البشرية بعد ما توصلت له من العلوم لم تعد بحاجة لوجود إله لا نراه.

صحيح أن العولمة وتحويل العالم لقرية صغيرة سهّل على البشرية التواصل والسفر والتجارة، وسيسهل عليها تناقل علاج الكورونا -والذي ما كان لينتشر في كل أقطار العالم بهذه السرعة لولا العولمة- حال إنتاجه، لكن هذه العولمة ذاتها هي التي جعلت مواطناً في الأردن مثلاً يعتمد في رغيف خبز إفطاره على قمح يُزرع في أقاصي أمريكا، وفي وجبة غدائه على أرزّ من إيطاليا أو إسبانيا.
ماذا لو منع الكورونا وصول هذا الغذاء؟
هل سيعاني هذا المواطن من الجوع رغم أن أرضه وموارده قادرة على تأمين غذائه؟
لم تغير العولمة فقط من مدى اهتمام هذا المواطن باستغلال خيرات أرضه وموارده، بل غيرت كذلك حتى في عاداته وسلوكياته الغذائية والاجتماعية وغيرها…
هل هو مضطر لأن يعتمد في غذائه بشكل رئيسي على أرز لا يمكنه زراعته ولا ينبت في أرضه؟ ألم يكن آباؤه وأجداده مستغنين عنه بالكلية؟

أعتقد أن الكورونا سيعيد حسابات كل البشر في كثير من الأمور، وسيحاولون الإجابة على كل الأسئلة السابقة والكثير غيرها…
لكن الإجابة لن تنفصل عن مرجعية يُحتكم لها في إعادة رسم الضوابط بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والمادة، وليس هناك أقدر من نظام رباني بحكمة بالغة تفوق كل قدرات البشر في إعادة رسم هذه الضوابط..
فهل تتعظ البشرية بعد كورونا لتدرك أن نظام الخالق أفضل من نظام المخلوق؟!
هل سيدرك العالم أن “اللهَ أكبر” ؟!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts