تربويون لـ “البوصلة”: نرفض أيّ مخطط لتدمير “التوجيهي” ونطالب بتطويره

تربويون لـ “البوصلة”: نرفض أيّ مخطط لتدمير “التوجيهي” ونطالب بتطويره

د. فاخر دعاس لـ “البوصلة”: هناك مخطط لتدمير امتحان التوجيهي بدأت منذ 2017

الخبير التربوي فرج طميزي لـ”البوصلة”: أطالب بخطة متكاملة وشاملة لإنقاذ “التوجيهي”

“العمل الإسلامي”: نطالب بمزيد من الدراسات والبحوث الإجرائية لتطوير “التوجيهي”

عمّان – رائد صبيح

حذرت نخبٌ تربوية وتعليمية وحزبية في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” من خطورة المساس بامتحان الثانوية العامّة (التوجيهي)، أو السعي لإضعافه أو إلغائه، مؤكدة على ضرورة وضع “خطة شاملة” لمعالجة ما شاب الامتحان من أخطاء ومشاكل مسّت بشكلٍ بالغ بسمعته ونتائجه بعيدًا عن الاجتهادات الفردية والحلول القاصرة وإشراك التربويين والخبراء والمختصين والمعلمين بشكلٍ حقيقيٍ لتطوير الامتحان.

وشددت على ضرورة أن تتلاقى جميع الخبرات التربوية المختصة لإعادة النظر في العملية التعليمية برمّتها، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على امتحان التوجيهي باعتباره أحد أهم المؤشرات على نتاجات النظام التعليمي في الأردن له سمعته المحلية والإقليمية من حيث الإعداد والتنظيم والإدارة في كافة مراحله.

مخطط لتدمير التوجيهي

حذر الخبير التربوي ومنسق حملة الدفاع عن حقوق الطلبة (ذبحتونا) فاخر دعاس في تصريحاته لـ “البوصلة” من وجود “مخطط لتدمير التوجيهي”، مؤكدًا أنّ وزارة التربية والتعليم عملت على ذلك من خلال خطوات ممنهجة خلال الأعوام الماضية.

وقال دعاس: إنّ المرحلة القادمة خطيرة ويخطط فيها لتدمير امتحان التوجيهي، بالإضافة لمخطط لرفع الرسوم الجامعية بنسب قد تصل إلى 400%، يترافق مع توجه حقيقي لخصخصة الجامعات تبدأ من إلغاء التوجيهي وعدم اعتباره كمعيار وحيد للقبول الجامعي.

ولفت إلى أنّ هذا المخطط أقر في عام 2015 وبدأ تطبيقه في العام 2017 في عهد الدكتور عمر الرزاز عندما كان وزيرًا للتربية والتعليم وتكرس في عام 2019 عبر اعتماد الدورة الواحدة، والآن بدأنا نشهد حديثًا عن اعتماد السنة التحضيرية سواء في الكليات الطبية أو كليات الهندسة أو غيرها.

د. فاخر دعاس: نتائج امتحان التوجيهي متعلقة بتوجه سياسي بعيدًا عن جودة التعليم

وأشار دعاس إلى أنّ نسبة الطلبة الحاصلين على معدل 90% فما فوق، ارتفعت إلى مجموع من يحق لهم التقدم للقبول الموحد (الطلبة الحاصلين على معدل 65% فما فوق) من 12.7% عام 2016 لتصبح 28.1% عام 2017.

وأضاف: “تخيلوا أننا في عام واحد قفزنا 16 نقطة مئوية وبنسبة ارتفاع بلغت 120%”، منوهًا إلى “أنّ عامًا واحدًا فقط كفيل بتحقيق هذه القفزة التاريخية في المعدلات”.

وشدد دعاس على أنه لا يمكن أن يحقق طلبتنا هذه القفزة في العملية التعليمية في عام واحد، معبرًا عن أسفه في أنّ “الموضوع يتمثل في توجه سياسي بعيداً عن جودة التعليم”.

وأكدّ أنّ عام 2017 كان نقطة التحول نحو تدمير التوجيهي، موضحًا أنّه في ذلك الحين بدء نهج المعدلات المرتفعة ونسب النجاح غير الطبيعية، ثمّ بدء اعتماد ناجح كلية وناجح جامعة، ومن ثم بدء اعتماد المعدل من 1400 علامة، وبدء اعتماد الحقول (التي لا لون ولا طعم ولا رائحة لها)، وبدء إلغاء إلزام اعتماد الفيزياء للعلمي واللغة العربية تخصص للأدبي في المعدل وغير ذلك.

دعوة لإعادة النظر في التوجيهي ضمن خطة شاملة ومتكاملة  

من جانبه أكد الخبير التربوي فرج طميزي في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ المشكلة ليست في التوجيهي لوحده ولكنّها في العملية التعليمية ككل، لا سيما وأنها أصبحت عبارة عن حقل تجارب بما فيه من نتائج إيجابية وسلبية.

واستدرك طميزي بالقول: “لكن هذا يدلل على أنّ رؤية وزارة التربية والتعليم في إعادة النظر في امتحان الثانوية العامّة، تفتقد لوجود خطة شاملة ومتكاملة لتطوير العملية التعليمية والتربوية”.

“من هذا المنطلق أقول أنّه آن الأوان لتتلاقى الخبرات التربوية والتعليمية في البلد لكي تتدارس الوضع المتردي الذي وصلت إليه العملية التعليمية سواءً كان في التوجيهي أو غير ذلك”، على حد تعبيره.

ولفت إلى أنّ امتحان الثانوية العامّة يحظى بكل هذا الاهتمام؛ لأنه مفصل وبوابة رئيسية للحياة العامّة والحياة الجامعية للطلبة.

الخبير التربوي فرج طميزي: مشكلة امتحان التوجيهي أنّه أصبح عبارة عن “حقل تجارب”

وتابع الخبير التربوي حديثه بالقول: من هذا المنطلق يجب أن نعمل على إعادة النظر الآن في التوجيهي ضمن خطة متكاملة شاملة، لكن أن يخضع الأمر لعملية اجتهادية وليس فيها مساقات واضحة للعيان، فهذا يشكل خطورة بشكلٍ كبيرٍ جدًا”.

وتساءل طميزي: “من سيتخذ القرار في إعادة النظر في موضوع الثانوية العامّة، هل هم الخبراء التربويون في الميدان، وهل هم المعلمون وهل هم الإداريون أم أنّ هناك فئة موجودة خلف مكاتب وزارة التربية تقر وتخطط وتنسق كما تريد”.

وعبر عن أسفه من أنّ وزارة التربية تتخبط في اجتهاداتها بموضوع التوجيهي، فمرةً تحمّل المسؤولية للأسئلة سواء كانت الموضوعية أو غير الموضوعية، ومرة تحمّلها لعامل الوقت، وغير ذلك، ولكن في النهاية “كلها أدت إلى نتائج سلبية”.

وختم طميزي حديثه لـ “البوصلة” بالقول: “آن الأوان أن تتلاقى جهود الخبراء في العملية التربوية ويتدارسوا القضية، تماماً كما يتم في وسائل التحديث في المؤسسات التعليمية في بلدان العالم”.

مطالبات بتطوير التحليل الإحصائي لنتائج التوجيهي

من جانبها طالبت لجنة التربية والتعليم في حزب جبهة العمل الإسلامي في بيان صادرٍ عنها، وصل “البوصلة” نسخة منه، بضرورة التوسع في التحليل الإحصائي لنتائج الثانوية العامة وتطويره  لتشمل العديد من الجوانب، للوقوف على نقاط القوة والضعف حول جودة المدخلات والعمليات التعليمية المقدمة للطلبة في الثانوية العامة بشكل خاص وفي كل المراحل التعليمية بشكل عام .    

وأكدت اللجنة أنها تنظر لامتحان الثانوية العامة كأحد أهم المؤشرات على نتاجات النظام التعليمي في الأردن والذي له سمعته المحلية والإقليمية من حيث الإعداد و التنظيم والإدارة في كافة مراحله، الأمر الذي يتطلب أن تكون عملية التقييم مستمرة للنتاجات  للوقوف على نقاط القوة والضعف حول جودة المدخلات والعمليات التعليمية المقدمة للطلبة في الثانوية العامة بشكل خاص وفي كل المراحل التعليمية بشكل عام .                                                                                                       

وطالبت بدراسة نسب النجاح والرسوب حسب المحافظة والقصبة و دراستها بشكل تراكمي مقارنة بالسنوات السابقة وذلك لإظهار مستوى العدالة في تقديم الخدمة التعليمية ورصد مواطن الضعف المتكرر فيها .

وأكدت أنّ نتائج الثانوية العامة تعكس ضعف اهتمام الوزارة بالتعليم المهني والتوسع فيه، وهذا يتضح  في العديد من الجوانب مثل انخفاض أعداد الملتحقين بالمسار المهني وتواضع النتائج المحققة بشكل عام.

كما طالبت وزارة التربية والتعليم بإجراء مزيد من الدراسات والبحوث الإجرائية  حول المجالات المتعلقة بالمناهج أو الطلبة أو المعلمين أو البيئة التعليمية من  كافة جوانبها عن طريق قطاع المشرفين التربويين؛ إذ لديهم الإمكانات والمؤهلات اللازمة لذلك وهم الأقدر لقربهم من الميدان التربوي  وذلك ضمن ضوابط و مكافآت تخصص لهذه الغايات.

وأكدت على أننا بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسة والتحليل لنتائج شهادة الدراسة الثانوية العامة من قبل المهتمين والمختصين التربويين و من المؤسسات البحثية  ومن كافة التخصصات المعنية  لدعم جهود الوزارة في تجويد عملية التعليم واستمرار عملية المتابعة والتقييم  لنتائج هذا الامتحان الوطني،  سائلين المولى  السداد والرشاد و الرفعة لبلدنا الأردن ولأمتنا العربية والإسلامية .

وكان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي وجيه عويس، كشف مطلع الشهر الحالي عن دراسة لإعادة النظر بامتحان الثانوية العامة “التوجيهي”، مؤكدًا على وجود توجهٍ لتشكيل لجنة مختصة لتطوير الامتحان.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: