تطبيق التعرفة الكهربائية الجديدة يثير إرباكًا وشكاوى المواطنين من ارتفاعها تتصاعد

تطبيق التعرفة الكهربائية الجديدة يثير إرباكًا وشكاوى المواطنين من ارتفاعها تتصاعد

عمّان – رائد صبيح

أحدثت قيم فواتير كهرباء شهر نيسان جدلاً وإرباكًا في الشارع الأردني، في ظل شكاوى عدد كبير من المواطنين من ارتفاع قيم فواتيرهم، وهل كانت بسبب تطبيق التعرفة الجديدة على الفواتير وخاصة للمواطنين الذين لم يسجلوا على منصة الدعم حتى الآن، فيما تؤكد هيئة تنظيم قطاع الطاقة أنّ التعرفة الجديدة لن تطبق على الفواتير التي فيها تداخل مع أيام من الشهر السابق.

واشتكى مواطنون لـ “البوصلة” من ارتفاع كبير في قيم فواتير شهر نيسان بالتزامن مع بدء تطبيق التعرفة الجديدة التي أقرتها الحكومة، والتي تتضمن تقديم الدعم للمسجلين على المنصة الخاصة بذلك وخاصة من تقل نسبة استهلاكهم عن 937 كيلو واط ساعة أو من تبلغ قيمة فاتورتهم الشهرية 112 دينارا شهريا باعتبارهم الفئة الأكثر استفادة من التعرفة الجديدة.

وفي الوقت ذاته أكد مواطنون لـ “البوصلة” أن قيم فواتيرهم كانت متوازنة ومقاربة لقيم فواتير الأشهر السابقة دون أي زيادات ملحوظة.

فاتورة لمواطن لم تتأثر بالتعرفة الجديدة

نسبة المسجلين على منصة الدعم

وصل العدد الكلي للعدادات التي فتحت حسابا للتسجيل على الموقع الإلكتروني الخاص بالاستفادة من التعرفة الكهربائية المدعومة للقطاع المنزلي حتى نهاية شهر آذار، إلى 997 ألف عداد، من أصل 2 مليون عداد منزلي مستهدف، فيما حذرت الهيئة في وقتٍ سابق من أنّ المواطنين غير المسجلين ستتضاعف قيمة فواتيرهم بشكلٍ كبيرٍ.

ووفق بيانات أعلنت عنها هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن اليوم، شكل الأردنيون نسبة 73ر98% (يشمل الرقم الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين وشكلن 48ر1% من العدد الكلي للمسجلين)، فيما بلغ عدد المسجلين من أبناء قطاع غزة المقيمين في الأردن 16ر1%، في حين بلغ عدد حملة جوازات السفر الأردنية المؤقتة 11ر0%.

وأهابت الهيئة بالمستهدفين من الدعم، بضرورة المبادرة للتسجيل على الموقع الإلكتروني kahraba.gov.jo، علما أن التعرفة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من نيسان/ أبريل المقبل.

استمرار الشكاوى

بدوره أكد خبير الطاقة عامر الشوبكي أنه تلقى شكاوى من المواطنين بتضاعف قيم فاتورة الكهرباء عن شهر 4 الحالي بحساب التعرفة الجديدة، تتزامن مع حملة من بعض شركات التوزيع لفصل الكهرباء عن المتخلفين عن الدفع.

وقال الشوبكي إن السبب يعود لأن نسبة المسجلين للدعم لم تتجاوز في بداية الشهر 50%، وهذا يعني أن نصف المنازل ازدادت قيم فواتير الكهرباء لديهم، وهذا يخالف وعود الحكومة بعدم تضرر 93% من المواطنين.

وشدد على أنه “كان يجب على الحكومة عدم تطبيق تعرفة الكهرباء الجديدة إلا عندما يبلغ عدد المسجلين في منصة الدعم 90% على الأقل”، منوهًا في الوقت ذاته إلى أن المستفيد من ارتفاع الفواتير وأقدرها بـ 20 مليون دينار شهريا هم فقط شركات توزيع الكهرباء وليس الحكومة.

دعوة للتسجيل على المنصة

من جانبه دعا الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاته إلى “البوصلة” المواطنين إلى ضرورة التسجيل على المنصة الخاصة بدعم الكهرباء وذلك للاستفادة من الخصومات وعدم تحمّل أعباء وكلف جديدة تزيد صعوبة الأمر على الأسر الأردنية التي تعاني أصلاً.

ولفت البشير إلى أن هيئة الطاقة منحت فترة جيدة من الزمن للتسجيل على منصة الدعم التي ما زالت مفتوحة أمام جميع المواطنين للاستفادة منها وخاصة القطاع السكن والفرصة لهم ما زالت متاحة.

وقال الخبير الاقتصادي: بالنسبة لنا كمكتب كانت الشهر الحالي معقولة، لكن التداخل بين الفترتين قد يخلق لبكة من جهة، لا سيما وأن كثيرًا من القراءات تأتي في الأسبوع الأول من الشهر وهناك تداخل لأسبوع بين التعرفة الجديدة والقديمة وهذا سيؤثر بشكل أو بآخر.

وأشار إلى أنه لا يمكن الحكم على الزيادة أو عدمها هذا الشهر، مطالبًا بالتريث لقراءة فواتير الشهر القادم والحكم على ما ستحدثه التعرفة الجديدة بشكل صحيح.

كما أعاد البشير مطالبة جميع من لم يسجلوا حتى اللحظة على المنصة أن يقبلوا على التسجيل للاستفادة من الدعم، فما زال الباب مفتوحًا للتسجيل، خاصة من استهلاكهم أقل من ألف كيلو واط، ولفت بالقول: أنا شخصيًا لم أسجل لأن استهلاكي فوق ألف كيلو.

دعوة للحكومة لمراجعة أسعار الطاقة

وشدد على أنه وعلى الرغم من كل ما أجرته الحكومة للتخفيض على القطاع الصناعي والتجاري إلا كلفة الطاقة ما زالت مرتفعة.

واستدرك بالقول: أنا شخصيًا مكتبي تجاري وكنا ندفع 26 قرشًا فوق الألف وهذا شيء هائل، ولكنّه انخفض في الفاتورة الجديدة.

وقال البشير: كلفة الطاقة ما زالت مرتفعة على المواطنين، لافتًا إلى أنه وعلى سبيل المثال ما أفرزته المحادثات مع الجانب اللبناني وصندوق النقد الدولي كانت تتحدث عن سعر 7 قروش للكيلوواط، يعني فلماذا يباع للمواطنين بأسعار أكبر من ذلك؟.

وأوضح البشير أن الطاقة ما زالت عقبة بشقيها، ما له علاقة بالاقتصاد سواءً كان صناعيًا وزراعيًا وخدميًا أو الشق المتعلق باستهلاك المواطنين.

وأشار إلى أن الكهرباء مهمة وتدخل في كل مناحية الحياة وتخفيضها سيساعد كثيرًا على تحقيق ما تصبوا إليه الحكومة والمجتمع في تخفيف كلفة الاقتصاد الوطني وكلفة الحياة المعيشية للمواطنين.

وختم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: مهم جدًا أن تراجع الحكومة مرة أخرى موضوع كلفة الكهراء لتصبح أقل عبئا على اقتصادنا ومواطننا.

التعرفة الجديدة لن تطبق على التداخل

وكانت الناطقة باسم هيئة تنظيم الطاقة تحرير القاق، أكدت في تصريحاتٍ تلفزيونية سابقة أن تعرفة الكهرباء الجديدة لن تطبق على الفواتير التي تشمل دورتها جزءا من الشهر الماضي، وسيتم تطبيقها في الفاتورة التي تليها.

وأوضحت القاق أن تطبيق التعرفة الجديدة دخل حيز التنفيذ، والتطبيق يكون حسب دورة كل فاتورة ومع نهايتها يكون الاحتساب.

وأكدت القاق، أن الموقع الإلكتروني سيستمر باستقبال طلبات الدعم من المشتركين.

وتابعت بالقول: “هذه المنصة لن يتم إغلاقها؛ لأن المواطن بحاجة في أي وقت لأن يغير بياناته، ويعدل رقم العداد، وقد يحتاج أن يجري أي تعديل من خلال المنصة”.

وأوضحت أن “جميع الفواتير التي تكون قيمة استهلاكها أقل من 600 كيلو واط وقيمتها تقريبا 50 دينارا، ستستفيد من الدعم”.

وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة أعلن الأحد الماضي إمكانية استفادة مالكي أنظمة الطاقة المتجددة ما دون 6ر3 كيلو واط والمستفيدين من صندوق المعونة الوطنية والمكرمة الملكية من الدعم الثابت ومقداره 5ر2 دينار للاستهلاك ما دون 200 كيلو واط و2 دينار للاستهلاك من 201-600 كيلو واط ساعة.

 وحث خلال لقاء المدراء العامين لشركات توزيع الكهرباء على التعاون وتقديم المساعدة للمواطنين لضمان الوصول الى الفئات المستهدفة بالدعم.

التعرفة الجديدة

ووفقاً للتعرفة الجديدة فإنه سيتم تقليص عدد الشرائح من 7 الى 3، بحيث يكون سعر الكيلوواط على الشريحة الأولى من 1-300 كيلوواط 50 فلسا، والشريحة الثانية 301 -600 كيلو واط 100 فلس، والشريحة الثالثة 601 فأكثر 200 فلس، إلى جانب الدعم الثابت من 2 -2.5 دينار.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: