تفاصيل خطيرة عن مخطط لتحويل مصلى باب الرحمة بالأقصى لكنيس يهودي.. هل يمر؟

تفاصيل خطيرة عن مخطط لتحويل مصلى باب الرحمة بالأقصى لكنيس يهودي.. هل يمر؟

البوصلة – رصد

تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محاولات تغيير الوضع القائم، بفرض سيطرتها على المسجد الأقصى عبر التدخل في شؤون إدارته، وبرزت أطماع الاحتلال في مصلى باب الرحمة شرقي المسجد ويسعى إلى إعادة إغلاقه من جديد، وتفريغه من المصلين والمرابطين، في محاولة خطيرة لتحويله إلى كنيس يهودي، وفرض التقسيم المكاني في المسجد.

وكشف رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، عن مخطط للاحتلال تجاه مصلى باب الرحمة، بإعادة السيطرة عليه، وذلك في أعقاب اقتحامه وتخريب بعض مرفقاته.
ومنذ السبت الماضي، تواصل شرطة الاحتلال اعتداءاتها على المصلى، من خلال اقتحامه بالأحذية وقطع الآذان، وتخريب شبكة الكهرباء والسماعات والإنارة، وكافة محتوياته، فضلًا عن طرد المصلين منه ومصادرة هوياتهم.

تفاصيل خطيرة بمخطط الاحتلال تجاه المصلى

وأوضح خاطر، في تصريحات صحيفة رصدتها “البوصلة“، أن السبب الرئيسي في عودة مسلسل الانتهاكات بحق مصلى باب الرحمة، هو طلب ما تُسمى بـ”منظمة جبل الهيكل” من وزير “الأمن القومي” المتطرف “ايتمار بن غفير” تحديد مكان داخل المدينة المقدسة لإعلانه كنيس واستخدامه من قبل المتطرفين، مُردفًا أن “أنظارهم صُوّبت بشكلٍ مباشر نحو مصلى باب الرحمة لاعتباراتٍ عديدة”.
وباب الرحمة يعتبر من أقدم وأشهر الأبواب في السور الشرقي للأقصى، ويتمتع بمكانة دينية وتاريخية عظيمة، وهو مكون من بوابتين ضخمتين، هما الرحمة جنوبًا والتوبة شمالًا.

وسُمى هذا الباب لدى الأجانب بالباب “الذهبي” لرونقه وبهائه، ويقع على بعد 200 متر جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرفي للسور، ويعود بنائه إلى العصر الأموي بدلالة عناصره المعمارية والفنية، وهو باب مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة ضخمة.

وذكر المختص في شؤون القدس والاستيطان أن من ضمن الاعتبارات التي يضعها الاحتلال ومستوطنيه حول اختيار مصلى باب الرحمة لتنفيذ مخططاتهم التهويدية فيها، أنه مكان شبه مستقل في الجهة الشرقية من ساحة المسجد الأقصى.

وأضاف خاطر أن الاعتبار الثاني والأخطر، هو أن المكان متصل من الخارج مع مقبرة باب الرحمة، التي وضع فيها المتطرفون مخططات لتحويلها إلى “حدائق توراتية”.

ولفت إلى أن مصلى باب الرحمة، هو المكان المنشود للاحتلال في هذه المرحلة من أجل إيجاد موضع قدم على مستوى التقسيم المكاني، وتنفيذ باقي المخططات المتعلقة بإقامة الحدائق التوراتية.

وفي عام 2003، أغلقت شرطة الاحتلال مبنى باب الرحمة، حيث كان مقرًا للجنة التراث الإسلامي، واعتبرته سلطات الاحتلال أنه يستخدم لنشاطات سياسية، وفي عام 2017، أصدرت محكمة الاحتلال قرارًا قضائيًا يقضي بإغلاق المبنى إلى إشعار آخر، بموجب “قانون مكافحة الإرهاب”.

لكن في شباط عام 2019، تحدى المقدسيون بصمودهم وإرادتهم القوية إجراءات الاحتلال، وأعادوا فتح مصلى باب الرحمة وأدوا الصلاة فيه، بعد إغلاقه 16 عامًا.

المقاومة: الاحتلال يلعب بالنار ومخططاته التهويدية لن تمر

من جهته دعا عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب شؤون القدس في حركة “حماس” هارون ناصر الدين، للمزيد من شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك،وأكد أنّ الاحتلال ومستوطنيه يواصلون عدوانهم على أهلنا في القدس والأقصى، حيث يستهدفون هذه الأيام مصلى باب الرحمة ويريدون الاستحواذ عليه واقتطاعه وصولا إلى تقسيمه مكانيا.

وأشار إلى خطورة تصاعد اقتحامات المستوطنين للأقصى وعنصرية الاحتلال عبر تكرار الاعتداء على المصلين واعتقالهم، كما حدث مع المُرابطة التركية التي جرى اعتقالها أثناء قيامها بقراءة القرآن الكريم عند مصلى باب الرحمة.

قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، إن “الاحتلال الصهيوني يلعب في النار بما يقوم به من إجرام تجاه المسجد الأقصى وتواصل الاعتداء على مصلى باب الرحمة الذي يمثل محاولة فاشلة لتغيير الهوية الإسلامية في القدس، وجزء من مخططات التهويد التي لن تمر بإذن الله”.

وذكرت الفصائل خلال اجتماعها الدوري، امس الثلاثاء، أن ما تمارسه قوات الاحتلال من تصاعد لسياسة الإهمال الطبي تجاه الأسير المضرب عن الطعام القائد خضر عدنان، والأسير البطل وليد دقة هو تجاوز خطير، مؤكدة أن قضية الأسرى الأبطال تقف على رأس أولويات المقاومة.

الاحتلال يحاول فرض سيادته الاحتلالية ندريجياً

بدوره قال نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات إن الاحتلال دائمًا ما يتبع سياسة التدرج في السيطرة على المقدسات، ولا سيما المسجد الأقصى، من أجل إخلاء باب الرحمة وتفريغه من المصلين، ومحاولته قطع هذا الشريان، باعتبارها منطقة مهمة للغاية.

ويضيف أن الاحتلال يتدرج في محاولة جعل باب الرحمة فارغًا من المصلين، بغية تحقيق أطماعه في إعادة إغلاقه مجددًا كما حدث عام 2003، واعتباره خارج حدود المسجد الأقصى وليس جزءًا لا يتجزأ منه، تمهيدًا لتحويله إلى كنيس يهودي، واستخدامه كجزء لا يتجزأ من “الهيكل” المزعوم.

ووفقًا لبكيرات، فإن سيطرة الاحتلال على باب الرحمة يعني وضع قدم له داخل الأقصى، بما يُمهد للسيطرة على الساحات في باب الرحمة، ومن ثم المصلى القبلي، وغيره من المصليات.

ويشير إلى أن باب الرحمة بحاجة ماسة لأعمال ترميم كاملة، لكن شرطة الاحتلال تمنع ذلك، وتتدخل في إدارته وليس فقط بالسيادة عليه.

ويقول: إن “ما جرى على مدى الأيام الأخيرة من اقتحام للمصلى وأعمال تخريب واعتداء على محتوياته، بمثابة جس نبض لإعادة إغلاقه مجددًا، لكن من المستحيل تحقيق ذلك، لأن الفلسطينيين والمقدسيين حسموا الأمر تمامًا، ولن تعود العجلة للوراء”.

يعود تطبيق الوضع القائم للأماكن المقدسة في القدس إلى العهد العثماني، الذي يستمر سريانه واعتماده حتى الآن رغم تعاقب الجهات المسيطرة على القدس، ورغم المحاولات الإسرائيلية للتقويض والتغيير.

ويطلق على الإجراء العثماني ألفاظ “ترتيب” و”فرمان” و”قانون” و”إجراء” وبدأ منذ 1852 لتحديد الحقوق في الأماكن المقدسة لكل طائفة وجماعة دينية كانت موجودة في القدس وبيت لحم، دون السماح بإحداث تغيير على هذا الوضع.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: